محليات

رئيس “سدايا”: التحول الرقمي في المملكة مسار تاريخي يتطور فيه الهدف الوطني

أكّد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي أن المملكة- عبر منظومة سدايا- تعمل على أن تكون البيانات قيمةً لا تكديسًا، وثقةً لا مجرد تدفّق، بحيث تتحول إلى قرارات أسرع، وخدمات أكثر موثوقية، وحكومة أكفأ، واقتصاد رقمي أكثر تنافسية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي في المملكة ليس لحظة تقنية عابرة، بل مسارًا تاريخيًا يتطور فيه الهدف الوطني ذاته، بينما تتغير الأدوات من لغة الآلة، إلى لغة الإنسان، إلى نماذج تفهم اللغة نفسها، ,مؤكدًا أن من يُحسن إدارة بياناته اليوم يُحسن تصميم غده ويقود المرحلة القادمة بثقة واقتدار.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة رئيسية ضمن فعاليات مؤتمر أبشر 2025، حيث أوضح أن “سدايا” تحرص على ترسيخ هذا التوجه عبر إدارة وطنية موحدة لمنظومات الربط، وتسجيل العمليات، والتدقيق، ورفع مستوى الموثوقية على مدى الساعة، مبينًا أن جوهر تكامل البيانات يقوم على مبدأ “الحقيقة تُكتب مرة واحدة ثم تُستخدم بأمان”، بما يمنع إرهاق المستفيد بتكرار البيانات، ويضمن تحركها بين الجهات وفق صلاحيات دقيقة، ومعايير موحدة، وعلى بنية آمنة.
وأوضح معاليه أن منظومة “أبشر” تمثل جزءًا من منظومة وطنية متكاملة تشمل البنية التحتية، وطبقة البيانات، وطبقة التطبيقات، مبينًا أن التسارع التقني خلال العقود الثلاثة الماضية، لا سيما في مجال البيانات، تجاوز ما كان متعارفًا عليه في تطور القدرات الحاسوبية.
وبيّن أن حجم البيانات العالمي بلغ نحو 181 زيتابايت هذا العام، مع توقعات بتجاوزه 527 زيتابايت بحلول عام 2029، مؤكدًا أن هذا النمو غير المسبوق فرض تحديات متزايدة على البنية التحتية والتطبيقات لمواكبة الطلب المتنامي على الخدمات الرقمية.
وأشار إلى أن التطورات المتسارعة في الحوسبة، بما في ذلك وحدات المعالجة المتقدمة والحوسبة الكمومية، إلى جانب التحول في نماذج البرمجة والاعتماد على النماذج اللغوية الضخمة، أسهمت في تمكين الأنظمة من التعامل مع البيانات بكفاءة أعلى، وتقديم خدمات أكثر تطورًا.
وأضاف أن مكتب البيانات الوطنية يعمل على تنظيم منظومة البيانات وإدارة رحلتها المتكاملة من الجمع ورفع الجودة إلى المعالجة والمشاركة، فيما يواصل مركز المعلومات الوطني تطوير قدراته الحاسوبية عبر معمل متقدم للذكاء الاصطناعي، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في منصة “أبشر” والتطبيق الوطني الشامل، بما يسهم في تحسين تجربة المستخدم والارتقاء بجودة الخدمات الرقمية.
ولفت إلى أن “سدايا” عملت على نهج مبدأ “السؤال مرة واحدة” ضمن جهودها لتعزيز تكامل البيانات ورفع جودتها على مستوى الجهات الحكومية، مؤكدًا أن التكامل من دون حوكمة يتحول إلى فوضى، بينما يقود التكامل المحكوم إلى بناء الثقة التي تُقام عليها خدمات وطنية متنامية، مؤكدًا أن تنوع أنواع البيانات يستدعي انضباطًا صارمًا في التصنيف والمشاركة، وأن الحوكمة الحديثة تتجه إلى مبدأ “شارك الحد الأدنى الذي يحقق الغرض”، مختتمًا بأن المرحلة القادمة تتطلب الاكتفاء بنتيجة التحقق بدل مشاركة البيانات كاملة، بما يحقق السلاسة دون تعريض المنظومات لمخاطر غير ضرورية.
وتناول معاليه إعادة تصميم رحلة المستفيد، مؤكدًا أن الخدمة لم تعد “ملفًا داخل جهة” بل “رحلة عابرة للجهات”، وأن معايير النجاح لم تعد تُقاس بعدد الخدمات المطلقة، بل بقدرة الجهات على اختصار الزمن، وتقليل التكرار، ورفع مستوى الثقة، بما ينعكس مباشرة على جودة الحياة، وتقليل الازدواجية، وتسريع دورة الأعمال، مبينًا أن هذا التحول يمثل انتقالًا من “حلول متفرقة” إلى “بنية وطنية” تُبنى عليها الخدمات باستمرارية وثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى