أعضاء الهيئة في مهرجان قس بن ساعدة يمنعون عرض ظلال – دُمية بحجة الاختلاط

صراحة – متابعات :

لم تكن الليلة الأخيرة في فعاليات مهرجان قس بن ساعدة في دورته الثانية أمس، ليلة عادية، وهي تشهد استفزازات وتلاسناً بين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعضاء اللجنة المنظمة للحفل، بعد أن فرض أعضاء الهيئة إيقاف الفيلم السينمائي الثنائي «ظلال – دُمية» للسيناريست أحمد الملا، والمخرجة السعودية ريم البيّات، بحجة وجود اختلاط بين الجنسين.

وكان أكثر من 300 مشارك قد حضروا في صالة العرض عند الساعة التاسعة مساءً، لمشاهدة الفيلم الذي كان معداً ضمن فعاليات المهرجان الختامي، قبل أن يتفاجؤوا بوجود عضوينِ من الهيئة يمنعان الحضور من الدخول ويؤكدان منع العرض، بينما حاول منسق المهرجان صالح زمانان، توضيح الحيثيات لعضوَي الهيئة بأن هناك مدخلاً مستقلاً للنساء، إضافة إلى وضع فاصل بين الجنسينِ من الحضور، إلا أن إصرار عضوَيْ الهيئة كان صارماً، لترتفع حدة التوتر بين المختلفين، وبعد مفاوضات عديدة اتفق الطرفان على عرض الفيلم باشتراط استبعاد فقرة المخرجة ريم البيات، التي كان مقرراً صعودها للمنبر برفقة السيناريست أحمد الملا. لتلقي ورقتها من خلف ساتر بينها وبين الحضور، وسط استياء كبير منها، وانصراف أغلب الحضور أثناء المفاوضات التي استغرقت نحو ساعة.

من جهته، قدم منسّق الفعاليات صالح زمانان، اعتذاره للمخرجة والكاتب والحضور، عن الأحداث التي حصلت في نهاية اليوم الختامي للمهرجان، مشيراً إلى أنه كان من المقرر أن تصعد البيّات مع الملا على المنبر ليعرضا تجربتهما في الفيلم، مستطرداً أن أعضاء الهيئة حضروا قبل الفعالية بساعة كاملة، وقاموا بالتجول في مكان العرض كثيراً، وعلموا أنه تم وضع ساتر بين الجنسين من الحضور، إضافة إلى وجود مدخل مستقل للنساء.

وقال زمانان إن أعضاء الهيئة لم يحترموا المكان أو توجيهات إمارة المنطقة بخصوص ضيوف المهرجان، وأضاف «لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قاموا بالاتصال بزملاء آخرين ومتعاونين محتسبين مع الهيئة ليقفوا إلى صفهم، ما أدى إلى حالة تشنج في المكان كاد أن يُحدث مشكلة، ولم يراعوا الحضور الذي فاق 300 مشارك، بل أمروا أن تقام فعالية كل فيلم على حدة، رغم التوضيح لهم بأنه فيلم واحد مِن اسمينِ، ويجب أن يؤديه الكاتب والمخرجة معاً، ثم صعودهما لقراءة ورقة العمل أمام الحضور».

إلى ذلك، أبدت المخرجة ريم البيات استياءها من الأحداث التي تسببت في تأخير عرض الفيلم لأكثر من ساعة، بالرغم من حضور جمهور كبير تجمعوا أمام مداخل صالة العرض، معتبرة أسوأ ما حصل إجبارها على إلقاء ورقتها من خلف حاجز بينها وبين الحضور، وعدم السماح لها بالصعود على المنبر، مشيرة إلى أن ذلك القرار أسقط ورقة مهمة في سبيل عرض الفيلم، وتعد الحادثة الأولى من نوعها التي حصلت في مسيرتها الفنية.
من ناحية ثانية، رأى الكاتب أحمد الملا أن ما حصل كان مفاجئاً، وأدى إلى ارتباك كبير في عرض الفيلم، مشيراً إلى أن أعضاء الهيئة اعتبروا الفعالية نسائية، وأنهم لن يسمحوا بإقامتها بالطريقة التي كانت مقررة، بالرغم من التنسيق والإعداد الذي اتفق عليه مع المعنيين قبل انعقاد المهرجان.
في انتظار المتحدث

تواصلت المصادرمع الناطق الرسمي باسم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نجران تركي القحطاني ووعد بإرسال رده على البريد الإلكتروني الذي لم يصل حتى وقت طباعة الصحيفة. ( الشرق )