«المرضى النفسيون» في الطرقات: طعامهم من أيدي المحسنين.. والمجتمع يطالب باحتوائهم

صراحه-متابعات: «مجانين»، «فاقدو عقل»، «مرضى نفسيون»… مسميات أطلقت على الهائمين في الطرقات، نظراً إلى تصرفاتهم الغريبة ونظراتهم المريبة، فمنهم من يزرع الخوف لدى المارة، ومنهم من يجني العطف والشفقة.
وعلى قارعة الطريق وبين الأزقة «ينامون»، ومن أيدي المحـسنين «يطعمون»، تركهم ذووهم «يهيمون» من دون رقيب أو حسيب، بعد أن فقدوا الأمل في علاجهم، ورفضتهم الدور المعنية بحجة الإمكان والمكان.
أصبح البعض منهم ضحية المجتمع ومطمعاً لأصحاب النفوس الضعيفة، والبعض الآخر لم يسلم من التعليقات والسخرية، فمنهم من لا يملك قوت يومه أو قطعة قماش يستر بها عورته، ومنهم ما زال اسمه في قائمة الانتظار منذ أعوام لكي ينعم بالعيش والعلاج في الدور المختصة.
وتحركت الهيئات الحقوقية من أجل إنصافهم وتوفير المكان المناسب لهم، إلا أن الجهود ذهبت أدراج الرياح، لتأتي صرخات المجتمع بأكمله مناشدين التدخل لحمايتهم من الخطر.
المتجول في شوارع المدينة المنورة يشاهد ما يندى له الجبين، إذ تتم مصادفة في كل شارع وحين، حتى أصبح وجودهم بهذا الشكل ظاهرة سيئة تسيء للمجتمع المديني.
يقول المواطن صالح الحربي إن هناك عدداً من المرضى النفسيين يهيمون في الشوارع وحالهم يرثى لها، ملابسهم متسخة وهيئتهم تدعو للشفقة، منهم من لا خوف منه ومنهم من يثير الرعب والخوف، ووجودهم من دون متابعة أو مراقبة يشكل خطراً على المجتمع.
أما المواطن عبدالله الأحمدي فيطالب الجهات المعنية باحتواء هؤلاء الفئة وتقديم المساعدة لهم وتوفير المكان الملائم لاحتوائهم، حفاظاً عليهم من بعض المخاطر التي تحدق بهم.
جرائم أمنية تصدر من بعض هؤلاء، الأمر الذي يتطلب تدخل إدارة الشرطة في حال ورود بلاغ أو ملاحظة، إذ أكد المتحدث الرسمي بشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام أنه في حال وجود بلاغ أو ملاحظة أحد المرضى النفسيين من الجهات الأمنية المعنية يتم القبض عليه ويحال إلى الجهات الصحية المختصة للتأكد من قواه العقلية وإصدار التقـرير الطبي، ومن ثم تتم إحالته إلى جهات التحقيق.
وأوضح أنه تتم ملاحظتهم من الدوريات الأمنية الميدانية، وإذا كان وجودهم يشكل خطراً على المارة أو خطراً على أنفسهم، فيتم إبلاغ الهلال الأحمر، ليتم نقلهم إلى الجهات الصحية المختصة.