محليات

مراجعات الضمان الاجتماعي: موظفات عنجهيات يمارسن الابتزاز النفسي

ff20

صراحة – متابعات :

وجوه عصفت بها ملمات الزمن، وهموم الحياة التي لا ترحم وما أن تدلف قدماك إلى بوابة الضمان الاجتماعي تقابلك في تجاعيد كبار السن قصص قد لا تسطرها جولة خبرية، تظهر بين تفاصيلها معاناتهم والتي تكبدوا من أجلها مشقة ارتياد مكتب الضمان الاجتماعي.

في البداية يقول العم محمد صادق والذي بدأ بسرد قصته من حيث انتهى به مرض وإعاقة يده إذ يعاني منها من حروق شوهت يده اليسرى، أنه قدم لطلب المعونة ومساعدته لتأمين العلاج أن وجد له.

يضيف بأنه راجع المكتب أكثر من مرة ولا يسمع غير الوعود بالرغم من تقديمه للتقارير الطبية التي تفيد بأن يده معاقة، ولا يستطيع ممارسة أي عمل، ولم ينته الأمر إلى هنا، حيث التقينا بالعم منصور وهو يحمل ملفا أزرق ضمنه بمعروض وبعض الأوراق الذي أرفق بها مجموعة من المطالبات.

العم منصور فتح لنا صدره وباح لنا بمكنونه من الهموم الذي قابلها

بابتسامة يتغلب فيها على هموم الحياة، ويقول إن الضمان بصورته الحالية لا يكفي لمواجهة متطلبات اليوم، حيث إن الفرد أو رب الأسرة يتقاضى 800 ريال، وإن كان له أبناء تقاضى عن كل منهم مبلغ 50 ريالا.

وأضاف، كما تعلم أن متطلبات الأبناء لم تعد مثل السابق ففي زمننا كل شيء يطلب منك، هناك إيجار منزل، ومصاريف أبناء للدراسة، وأغراض شهرية يطلبها منك البيت.

و في ناحية أخرى يقف مسن حاملا في قلبه عدة مطالبات يرى بأنها ستحل كثيرا من المعاناة التي يواجهونها مع قلة المرتبات التي يتحصلونها من الضمان الاجتماعي، وطالب حسين النجمي بتفعيل دور البرامج المساعدة لمعونة الضمان بشكل فعلي.

واقترح النجمي وضع قسيمة اشتراك للمواد الغذائية يكون بها خصم يصل إلى 70 % في عدد من المحلات التجارية الكبرى، كما اقترح إعانة تسبق شهر رمضان والأعياد، بحيث تصرف سنويا للمحتاجين.

كما ثمن العم حسين المشروع الذي طرح منذ فترة وهو تسديد نصف قيمة فاتورة الكهرباء وهو الأمر الذي ساهم في تخفيف كثير من معاناة محتاجي الضمان.

ولم تقف هذه المطالبات والقصص بعد فهي جزء من فيض، حيث ذكر محمد موسى بما تمليه حياته الذي يعيش على كاهلها براتب الضمان الذي لا يأتي منتصف الشهر إلا وهو خال الوفاض، متسائلا عن آلية صرفها بهذه الطريقة.

ولا يختلف حال النساء كثيرا عن حال الرجال، حيث تدخل في الخط أم فاطمة والتي أشاحت بوجهها عن عدسة المصادر فهي التي قامت بأعباء الحياة نيابة عن زوجها المتوفى وبعد أن تخلى عنها أقرب الأقرباء، قالت: لي ابنة معاقة وابن يسكن مع أعمامه وجدته، يصرف لنا مبلغ لا يوازي نصف ما أحتاجه من أساسيات الحياة، بداية من الإيجار ونهاية بعلاج ابنتها المعاقة.

وقالت أم فاطمة يذهب نصف مرتب الضمان في مصاريف سيارة الأجرة ما بين مراجعات للمحكمة في مراجعة لأحقية مستحقات زوجي والمطالبة بحضانة ابني، كما أني أتردد على مكتب الضمان والجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، بالإضافة إلى صعوبة نقل ابنتي المعاقة حين المراجعة بها إلى المستشفى.

المواطن سعد أحمد موسى عسيري يراجع لوالدته التي تستحق مبلغ 862 ريالا، وقد راجع للحصول على مشهد لاستقدام خادمة و أحالوه للشؤون الاجتماعية والشؤون الاجتماعية هي التي طلبت مني مراجعة الضمان النسائي مع العلم بأن والدتي كفيفة ومقعدة و طاعنة في السن وتبلغ من العمر 120 عاما.

ويشتكي المواطن إسماعيل علي القحطاني «مقعد» من الروتين المتعب وخاصةً أنه لا يستطيع التنقل بسهولة ويتساءل: لماذا لا يتم استبدال البطاقة آلياً و الاتصال للحضور لاستلامها بدلا من المراجعة لغرض تجديدها لعدة مرات مع مراعاة فئه ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما حسين الوائلي فيشكو سوء معاملة الموظفين وقد قال هذه العبارة «لم يتبق إلا قليل ويطلع بعض الموظفين من الشباك على المراجع» .

ام هادي الحربي تصف الوضع بالصعب فنحن أسرة نعيش على راتب الضمان وننتظر المساعدة المقطوعة لندفع الإيجار وقد ترددنا كثيرا من أجل ذلك، ولكن الموظفة تقول لي عودي لنا للمراجعة في شهر 12 والإيجار سيحل في 25/10 فمن أين لنا لدفعه وقد شرحت لها كل وضعي وهي لا تريد رفع طلبي للوزارة.

س . ع تطالب الوزارة بعدم ابتزازها نفسيا من قبل الموظفات فليس لنا القدرة كل يوم لدفع مبالغ مالية من أجل مشوار مكتب الضمان وفي الأخير لا ترفع طلباتنا ويطلب منا أن نعود لهم في الشهور الأخرى فلماذا يطلبون منا العودة ونحن الآن عندهم، فعلا قمة الاستهتار بآدمية النساء المعوزات والمقعدات والمريضات.

فاطمة مطلقة تقول: أنا موظفة في عمل خاص واستأذنت منهم ساعة لتخليص أمور أطفالي من زوجي السابق ولكن لأني تأخرت دقائق من مناداة الموظفة أبت أن تستقبلني ورفضت عذري وطلبت مني أن أخذ رقما من جديد رغم أن الأمر لا يحتاج للتعقيد وقد شرحت لها وضعي وأن عملي لا يسمحون لي بالتأخر أكثر من ذلك.

أم محمد أرملة سبعينية تتألم على نظرة الجميع في المكتب وعلى طلب الموظفة مني كل تقاريري الطبية وكأني أشحذ من بيتها وليس حقا وضعته الدولة لي ولكل امرأة تعففت عن مد يدها للغير وعن مطالبتي لها برفع طلب المساعدة المقطوعة آليا لي من غير أن آتي للمكتب بسبب المرض، فرفضت معللة ذلك بقولها «لا بد من وجودك سنويا هنا لكي نتأكد من أوراقك بأنك لا زلتي محتاجة لها وعلى قيد الحياة».

الجدير بالذكر أن المساعدة المقطوعة تنزل لكل حالة مسجل اسمها بالضمان الاجتماعي ومقدارها 10000 ريال سنويا، بالإضافة لتسديد جزء من فاتورة الكهرباء وتجديد بعض أثاث المنزل، ومطالبة النساء بتجديد المعلومات ليس من عمل المراجعات فلابد من ربط الأمر آليا مع وكالة الأحوال المدنية للتأكد من حالة المستفيدة من المكتب.

المصادر بادرت بمهاتفة مدير الضمان الاجتماعي في المدينة المنورة الدكتور هايل الرويلي لأخذ رأيه في الأسئلة والهواجس من قبل المراجعات الآتي يراجعن المكتب، وعن معاملة الكوادر النسائية للمستفيدات من مخصصات الضمان غير أنه اعتذر ورفص التصريح، مؤكدا أنه غير مخول له بالحديث إلى الصحافة.

وتضيف المواطنة ف. أ. ف. أن لديها طفل معاق وهي أم لأربعة أطفال وتتقاضى 800 ريال شهريا من الضمان، وهي -كما تقول- لاتكفي لشراء علب الحليب خلال شهر كامل بغض النظر عن قيمة مستلزمات الأطفال كالحفائظ والأدوية واللبس وغيرها، وتزيد بقولها، ما يزيد المعاناة هو ارتفاع تكاليف المعيشة، فكيف بمن لديه أطفال كحالتي ومستأجر أن يعيش بهذا المبلغ الزهيد وتضيف، حاولت مرارا طلب رفع المبلغ ولكن أقابل بالرفض والتسويف مما جعلني أستدين ممن أعرف وأتورط في آخر الشهر نظرا لعدم قدرتي على السداد مما يضاعف الديون على كاهلي، وتضيف ع .ع وهي مواطنة سبعينية وأرملة بقولها: تم حرماني من الضمان وعدم قبول طلبي بسبب أنني أتقاضى مبلغ ألفا وسبعمائة كتقاعد لزوجي المتوفى وهذا المبلغ لا يكفي للإيجار وشراء الأدوية إذا ماعلمت أنني مصابة بجلطة وعدد من الأمراض وأحتاج للأدوية باستمرار، وكذلك الكشف الطبي الذي أقوم بعمله في كثير من الأحيان في مراكز طبية خاصة تكلفني الكثير نظرا لبعد مدة المواعيد في المستشفيات الحكومية والتي قد تتجاوز الأربعة أشهر، وأنا حالتي لاتحتمل كل هذا التأخير فيذهب ما أتقاضاه بل وأستدين من أجل القيام بمستلزماتي الضرورية، وتضيف أطالب بالموافقة على ضمي للضمان الاجتماعي أو زيادة الحد الأدنى للتقاعد إلى أربعة آلاف ريال على الأقل والذي أصبح في عالم النسيان رغم توجيهات خادم الحرمين -حفظه الله- بتقديم كل الدعم للمواطنين.

وفي الرياض تبدأ كبيرات السن في التوافد على الضمان الاجتماعي بحي الربوة منذ الساعة السادسة صباحا ورغم عجزهن ومرضهن ينتظرن حتى وصول الموظفات للساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة موزعين عليهن ورقات صغيرة ملونة بأرقام تجهل قراءتها الكثير من الكبيرات فمع الم قهر الحياة والاضطرار إلى زيارة الضمان يبدان المستفيدات في معاناه أخرى هي الانتظار الممل للحصول على خدمة والى تأخير المعاملات مرورا بالمعاملة التي لا ترقى لخدمة فئة أولتها الدولة جل اهتمامها.

أم سعيد تحدثت بحرقه عن ما وجدته في الضمان من تعنيف الموظفتان الموجدتان لها والصراخ عليها وعلى المستفيدات من هاتين الموظفتين وقالت إن التعامل لا يعكس أبدا الواجبات التي يجب أن تقدمها الموظفة في هذا الموقع لان المستفيدات اغلبهن طاعنات في السن .

وتشير احدى المستفيدات وهي أم سعيد إلى أن ما عانيته أن الموظفة وزعت أوراقا ملونة ورفضت قراءتها لي وانا لا أجيد القراءة حيث وزعت الموظفات الوان مختلفة للمراجعات مثل اللون الأصفر للمساعدات واللون الأخضر للمعاشات واللون الوردي لتجديد البطاقات لم تفهمها كبيرات السن ولم تستطيع أن تميز الفرق بين الألوان.

أم عبدالله احدى المستفيدات تحدثت قائلة أنا سيدة كبيرة في السبعينات من عمري وتوقف الضمان عندي بشكل مفاجئ وعندما سالت عن سر هذا التوقف أفادوني بان بطاقتي انتهت وانا لم اكن اعلم بان التجديد للبطاقة مطلوب كل أربعة اعوام وتضيف أحضرني حفيدي متغيبا عن عمله ذاك النهار.

مما تعانيه المستفيدات من الضمان تأخر الموظفات حيث تعاني أم علي كغيرها من عدم حضور الموظفات مبكرا في وقت الدوام ما يجعل الأوضاع تزداد سوء ، وتضيف أنها تحضر للضمان من أحد الأحياء البعيدة عن مقر الضمان و تتفاجأ بعدم وجود الموظفات في وقت الدوام وهذا يؤخر إنهاء إجراء المعاملات ويكدس المستفيدات أمام البوابة النسائية للضمان .

من جانبه أوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والناطق الرسمي بوزارة الشؤون الاجتماعية خالد بن دخيل الله الثبيتي أن الوزارة تقوم بتثقيف الموظفات بكافة قطاعات الوزارة بما يصب في صالح المستفيدة على أن توفر الموظفة الخدمة بأسلوب جيد حيث تقوم الوزارة بإعطاء دورات تدريبة لمناقشة المعوقات وتقليل المشاكل وكيفية المعاملة الجيدة خصوصا مع مستفيدين الضمان ويضيف الثبيتي تقوم الوزارة بالتعاون مع مركز التدريب والبحوث بعقد عشرات الدورات لتعليمهم آلية التعامل الأمثل وكيفية تفعيل التواصل مع المستفيد.

بدوره أكد مدير عام الضمان الاجتماعي بمنطقة عسير عبدالحكيم جبران الشهراني ، أن ليس لنا مصالح في تكريس هذا الأسلوب فالجميع يخضعون للنظام. نافيا وجود تعقيدات في التعامل مع المراجعين. إضافة إلى أن مكاتب الضمان الاجتماعي في منطقة عسير تستخدم نظام الحاسب الآلي في جميع تعاملاتها مع استخدام نظام التعرف الآلي للمستفيدين من خدمات الضمان من أجل تسريع عمليات البحث وقيد الطلبات وصرف الاستحقاقات للمستفيدين. ( عكاظ )

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى