محليات

المساحة الجيولوجية تكتشف ديناصورات في ضباء

صراحة – متابعات :

أكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب أن الهيئة لم تتمكن من العثور على أي منتج للألماس حتى اليوم على رغم اكتشاف البيئة المناسبة له، كاشفاً عن العثور على بقايا «ديناصورات» في ضباء شمال السعودية أخيراً، بالتعاون مع فرقة بحث علمية أسترالية.
وأوضح نواب أن المستثمر السعودي دخل في استثمارات المعادن الصناعية فأصبح لها علاقة مباشرة بالتنمية في الوطن، متوقعاً أن تكون السعودية من أكبر خمس دول في العالم تحتوي على الفوسفات، مؤكداً أن الهيئة بدأت في تصديره.
وأشار إلى أن «المساحة الجيولوجية» سلمت الهيئة العليا للسياحة نحو 12 كهفاً من الكهوف المميزة في مختلف مناطق المملكة، معتبراً أن الاتفاقات بين الهيئتين ستحول هذه الكهوف إلى مواقع جيدة للسياحة. وإلى نص الحوار:

صدر للهيئة كتاب جديد بعنوان «المملكة العربية السعودية حقائق وأرقام»، حدثنا عن هذا الكتاب؟
– هذا الكتاب عبارة عن تربية وطنية، فهو ليس سياسياً ولا اجتماعياً وليس كتاب علوم، بل مبسط جداً وعبارة عن بيانات وأرقام وحقائق عن وطننا، وقد استفدت منه شخصياً وأعتقد أن أي مسؤول لو جمع الموظفين وسألهم عن مساحة المملكة ستأتيه أرقام متباينة ومختلفة، كما لو قال لهم اذكروا خمسة أعلى جبال في المملكة فإنهم قد يجيبونه وقد لا يستطيعون إجابته.
ونحن بدأنا هذا المشروع، وخرج أول منتج منه في أقل من 20 صفحة، لكننا أضفنا عليه وقمنا بتنقيحه وإضافة خرائط، وها هو اليوم كتاب متكامل يحوي 116 صفحة، كما أنه متاح على موقع هيئة المساحة الجيولوجية الإلكتروني للتحميل والتنزيل بالمجان. وأرى أن على كل صحافي أن يحتفظ بنسخة منه ويكون مرجعاً له في الاستدلال عند كتابته لأي موضوع يهم المملكة، إضافة إلى أن كل البيانات الموجودة فيه موثقة من مصادرها.
> هل يوجد بينكم أي تعاون مع وزارة التربية والتعليم حول تجديد بعض المعلومات في الكتب الدراسية؟
– رأى وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ضرورة إسداء الكتاب للمسؤولين عن المناهج في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، لأن الكتاب عبارة عن مادة للتربية الوطنية، بحسب المعلومات التي بداخله، ولا نقبل أن يتخرج الطالب في الثانوية وهو لا يعلم الأرقام الأساسية عن وطنه. وأنا أتوجه لوزير التعليم العالي أن يقوم بطباعة النسخ التي يرغبها، ونحن سنقوم بإعطائه البيانات الرقمية، وبخاصة أن لدينا أكثر من 50 ألف طالب وطالبة مبتعثين خارج البلاد، فهؤلاء كلهم سفراء للمملكة في الخارج، والمفروض أن يكون مع كل طالب وطالبة نسخة من هذا الكتاب ليكون مسلحاً بالمعلومات التي فيه، فهو سيقابل الناس ويتحدث معهم عن وطنه فلا بد أن تكون عنده قاعدة بيانات ومعلومات موحدة وموثقة من جهة رسمية، كما نشكر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي أمر بطباعة ثلاثة آلاف نسخة، وتم توزيعها على سفارات وقنصليات المملكة في العالم، ووردتنا رسائل من وزراء وأمراء مناطق يشكرون وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة الهيئة على هذا العمل.
> تردد أخيراً توافر وجود معدن الألماس في السعودية… ما مدى صحة مثل هذه المعلومات؟
– قبل أن نبدأ في البحث عن أي معدن لا بد أن نقوم في البداية بالتعرف على البيئة المناسبة لترسب هذا المعدن، وكما يقول المثل (فاقد الشيء لا يعطيه)، فإذا لم توجد بيئات مناسبة وصالحة لترسب هذا المعدن فإنه لا يتكون، وبالنسبة لمعدن الألماس فقد تم اكتشاف بيئة مناسبة لمعدن الألماس، فعلى هذا الأساس قامت الدراسات ومشاريع المسح والاستكشاف بالاستعانة ببعض المتخصصين من خارج المملكة لدراسة المواقع الملائمة، وللأسف لم نتمكن من العثور على أي منتج للألماس ولم نجده حتى هذا اليوم، كما أننا لا نستطيع أن نجزم بعدم العثور عليه في المستقبل، فقد يحدث تطوير في برامج الاستكشاف ومن خلالها يتم اكتشافه، خصوصاً أن البيئة المناسبة للمعدن موجودة.
> رغم اكتشاف العديد من الكهوف في السعودية إلا أنه لم تتم الاستفادة منها، هل توجد مشاريع للاستفادة من هذه الاكتشافات، وكم عدد الكهوف؟
– الكهوف من الشواهد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي كانت البيت الأول للإنسان في العصر الحجري، والجبال هي الكهوف، وفي السهول والأودية يطلق عليها «دحول»، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية نشرت كتاباً علمياً عن الكهوف. كما يوجد نحو 300 كهف معروفة ومسجلة. ومن ضمن الاتفاقات مع الهيئة العليا للسياحة والآثار التعاون في مجال الكهوف، لأن دور هيئة المساحة الجيولوجية يقف عند اكتشاف الكهف، ولكن اتخاذه كمعلم سياحي وتطويره لا يدخل ضمن اختصاصاتنا، لذلك تم إبلاغ وتسليم الهيئة العليا للسياحة نحو 10 أو 12 كهفاً من الكهوف المميزة في مختلف مناطق المملكة، والتي نعتقد أنها ستكون مواقع جيدة للسياحة، ولكن هناك متطلبات حتى يصبح الموقع سياحياً وفي متناول الناس، وهذا ما تتم دراسته الآن مع الهيئة العليا للسياحة.
> هل يوجد تعاون بين هيئة المساحة الجيولوجية وهيئة السياحة في ما تم اكتشافه من كهوف وجزر بحرية للاستفادة منها كمواقع سياحية؟
– توجد مذكرة تعاون فنية في ما بيننا، وسعدنا بزيارة الأمير سلطان بن سلمان، كما تم تشكيل فرق عمل لأن العمل الجيولوجي عمل حقلي، والجيولوجيين يعملون في الحقول ويطلعون على التكوينات وعلى الظواهر السطحية كما يسجلون ملاحظاتهم ضمن ما يجدونه داخل الكهوف والفوهات البركانية، وفوهات البراكين القديمة والحرات ومنتجاتها، وهي منتجات تهم الناس والسياحة، إضافة إلى الأودية السحيقة والتشكيلات الصخرية الجميلة النادرة.
كما يوجد اتفاق بين الهيئة العليا للسياحة والآثار وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية بتقديم كل ملاحظاتنا لهيئة السياحة لتوثيقها وتسجيلها، ويوجد اتفاق آخر لإنشاء موقع يطلق عليه «السياحة الجيولوجية» ويكون تابعاً لموقع هيئة المساحة الجيولوجية، ونحن الآن في طور وضع اللمسات الأخيرة للموقع، وهذا التعاون قائم ومستمر إضافة إلى تبادل الزيارات بين الجهتين.
> «الربع الخالي» عالم مجهول عند غالبية السعوديين، وهناك جولات قامت بها الهيئة للمكان، ما هي أبرز ما تمت دراسته واكتشافه في الربع الخالي؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذه المساحة الشاسعة؟
– الربع الخالي يحجز ربع مساحة المملكة العربية السعودية، وهي مساحة متعطلة لأنها عبارة عن صحراء كبيرة، وقديماً كان الناس يتجولون حول أطرافه لأن من يدخله وانقطع فقد انتهى، ولكن كانت هناك محاولات لعبوره، ومعروف عدد من الرحالة الغربيين الذين حاولوا عبوره من بعض مناطقه وهي موثقة في كتب التاريخ بأسمائهم، بيد أن في الوقت الحاضر الأمور تغيرت وتطورت، فتوجد الهواتف النقالة التي تعمل من طريق الأقمار الصناعية، إذ قامت هيئة المساحة الجيولوجية بأول رحلة علمية للربع الخالي قطعوا خلالها ثلاثة آلاف كيلو متر، واستمرت لـ 13 يوماً، رافقهم في الرحلة 27 سيارة وطائرة هليوكوبتر، بمشاركة عدد من العلماء السعوديين من هيئة المساحة ومن الجامعات السعودية، وبعض الجهات الحكومية وانتهت الرحلة بنجاح.
ولا يمكننا القول إن الرحلة حققت اكتشافات بمعناها الواسع، لكن سُجلت العديد من الملاحظات والتي تستدعي المتابعة والدراسة للوصول إلى نتائج، وحالياً عندنا موافقة من جهات عليا في الدولة للبدء بعمل الجزء الثاني من الرحلة العلمية للربع الخالي في السنة المقبلة لاستكمال نتائج الرحلة الأولى، ونحن بصدد التنسيق مع الجهات التي ستشارك في الرحلة، والمرحلة الأولى صدر عنها كتاب وشريط مسجل أخذت عن طريق الهليوكوبتر، كما أن الرحلة المقبلة سيصدر عنها شريط تليفزيوني آخر.
> وماذا عن الملاحظات التي تم تسجيلها خلال المرحلة الأولى؟
– الفكرة أن الربع الخالي كله رمال إذ أخذنا عينة من الرمال والتكوينات الصخرية وقدمناها للمتخصصين، لأن وقت الرحلة لم يسعفنا أن نقوم بأكثر من ذلك، فقط كنا نصور ونأخذ العينة ونسجل الموقع والملاحظة ليتسنى للمتخصصين العودة إلى المكان نفسه لاحقاً، كما تواجد في الرحلة متخصصون في الحياة الفطرية وكانوا يسجلون هجرة الطيور وبعض الآبار، إضافة إلى متخصصين في المياه سجلوا بعض مواقع المياه المهمة، وهذا كل ما تمت ملاحظته إضافة إلى الاستعانة ببعض سكان المناطق القريبة منها.
كل هذه الملاحظات تحتاج إلى متابعة، ونحن لا نستطيع في الهيئة القيام بذلك منفردين، لأننا لا نملك كل التخصصات، فبعض التخصصات ليست لنا علاقة مباشرة بها، لذلك على الجامعات ومعاهد الأبحاث والجهات الحكومية الأخرى أن تتابع هذا العمل.
وقد شاركت في هذه الرحلة لأني جيولوجي وقضيت جل عملي في وزارة البترول والثروة المعدنية في الأعمال الحقلية، وقد مررنا على موقع وجدنا فيه آثاراً لحضارة سابقة، ووجوداً لنشاط بشري قديم، قد يعود لقرابة 10 آلاف سنة، إذ وجدنا حجارة تستخدم كرؤوس سهام محددة، وقطعاً فخارية قديمة تحتاج لتحديد العمر الزمني لها، وتذكر الكتب القديمة أن حضارات كانت موجودة في هذه المناطق قبل أن تتصحر المملكة، وقبل أن يتكون الربع الخالي، إذ كانت المنطقة تحتوي على الكثير من الأنهار، البحيرات، الغابات، والحيوانات الأليفة كالغزلان والأبقار، وهناك العديد من المؤشرات التي أكدت ذلك، وهذا يدل على أنها كانت مروجاً وأنهاراً ولن تعود إلا بزيادة المطر والرطوبة، وهذا هو جزء مما نشاهده اليوم ويطلق عليه التغير المناخي.
> تنقب «المساحة» منذ فترة عن الأحافير الفقارية، هل تم اكتشافها؟
– الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت قال: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)، والأحافير الفقارية اكتشافها يوثق السجل التاريخي لهذه الأرض التي خلقها الله من فترات قديمة قبل أن يستوطنها الإنسان، وقد كانت تعج بالأحياء قبل البشر، فلدينا إدارة متخصصة للأحافير وتخرج في جولات ميدانية عدة، وقد تم اكتشاف وجود (السعادين) في منطقة مكة المكرمة التي يعود عمرها إلى ما قبل ثلاثين مليون سنة، وهي شبيهة لنفس (السعادين) التي وجدت في منطقة الفيوم في مصر، وأخرى وجدت في كينيا، وهذه دلالة على أن الجزيرة العربية كانت ملتصقة مع إفريقيا قبل أن يتكون البحر الأحمر، مما يدل على أن هذه الحيوانات كانت تتنقل ولم يكن هناك بحر يمنعها، فكان عندها حرية التنقل.
كما تم اكتشاف مجموعة من الديناصورات في منطقة ضباء بالاشتراك مع مجموعة علمية متخصصة من أستراليا وتم نشر بحث عنها ونحن الآن نشتغل على فقاريات يشتبه في أنها مثيل للغزلان وهي قديمة جداً، وهناك دراسات يقوم بها زملاؤنا السعوديون في الهيئة لشبيه الحصان، وشبيه الفيل، وهذه كلها من الفقاريات القديمة والتي كانت تتنقل بين إفريقيا والجزيرة العربية وسنعرضها وننشرها لكن العمل ما زال قائماً.

زر الذهاب إلى الأعلى