أمين مكة : تنفيذ مشروع الضاحية الغربية بعد الحج والصناديق العقارية ستمول المشروع

صراحة – متابعات : كشف  الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة، أن مشروع الضاحية الغربية الذي يحتوي على 43 حيًّا سكنياً سيتم البدء الفعلي في أعمال تطويره وتجهيز البنية التحتية والبنى الفوقية له بعد موسم حج العام الجاري، مبيناً أن الأمانة ستعتمد في تمويل المشروع على الصناديق الاستثمارية بشكل كبير.

وقال البار: ”التنمية في الضاحية الغربية نأمل لها أن تكون متزامنة، وألا ندخل في قضايا تقطيع الأراضي وتداول الأراضي كأراضٍ بيضاء، نحن نريدها أن تكون متزامنة وشاملة، بحيث إنه بمجرد الانتهاء من تجهيز البنية التحتية يتم البدء الفعلي في إنشاءات البنى الفوقية مباشرة ودون تأخير”.

وأكد البار أن من إحدى الأذرع الأساسية التي سيتم الاعتماد عليها بشكل كبير في تمويل مشاريع منطقة البوابة، هي تلك الصناديق الاستثمارية العقارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أن الأمانة تستهدف في مشاريعها في الضاحية الغربية شريحتي متوسط الدخل وما فوق المتوسط، وهو ما يتطلب معه إيجاد صناديق تمويلية لإتمام تلك العملية التنموية الضخمة.

وأشار أمين العاصمة المقدسة رئيس مجلس إدارة شركة البلد الأمين إلى أنه تم أخيراً توقيع مذكرة تفاهم بين كل من شركة ديار البلد وشركة أديم المالية وشركة رتاج، تهدف لإنشاء صناديق استثمار عقارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية للاستثمار في ضاحية رتاج التي تعد من أوائل المشاريع في منطقة بوابة مكة.

وأفاد البار أن مشروع ضاحية رتاج يأتي كضاحية سكنية متكاملة تستهدف إسكان موظفي قطاع الخدمات العاملين في المنطقة المركزية للحرم المكي، مبيناً أن الضاحية تعد من المشاريع العمرانية الرائدة في منطقة تطوير البوابة الغربية لمدينة مكة المكرمة ومن ضمن المخطط الكبير الذي يهدف إلى تطوير العاصمة المقدسة بالشراكة مع القطاع الخاص.

وقال البار: ”الاحتياج لصناديق الاستثمار والتمويل كبير، نحن لدينا اليوم العديد من المشاريع التنموية الكبرى في منطقة الضاحية الغربية، ومنها مشروع إسكان الموظفين، مشروع الإسكان البديل، مشروع الإسكان الميسر، ومشروع إنشاء عمائر للإيجار لردم الفجوة في سوق الشقق بالعاصمة المقدسة”، موضحاً أن المشاريع في الضاحية الغربية كثيرة ومتنوعة، وأن لكل مشروع دراساته واحتياجاته المختلفة، والتي يصعب معها في الوقت الحالي تحديد حجم الاحتياج للتمويل من خلال الصناديق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

بدوره قال الدكتور عبد الله سراج الدين الرئيس التنفيذي لشركة البلد الأمين – الذراع الاستثمارية لأمانة العاصمة المقدسة: ”مشروع ضاحية رتاج المخصص لإسكان الموظفين، والذي سيتم تنفيذه على مراحل تمتد لثلاثة أعوام، تبلغ قيمة تنفيذه نحو 1.4 مليار ريال”، مبيناً أن توقيع مذكرة التفاهم أخيراً مع شركة أديم المالية لإنشاء صناديق عقارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تعد أحد الوسائل لتمويل المشروع باحتياجاته المالية.

وكشف سراج الدين أن شركته تتجه في الوقت الحالي لدراسة إنشاء المشروع الثاني للإسكان الميسر في العاصمة المقدسة بعد تنفيذها للمشروع الأول الذي جاء تحت مسمى واحة مكة، وتم الانتهاء من مرحلته الأولى وتسليم الوحدات السكنية للمشترين فيه في شهر رمضان الماضي، مفيداً أنهم لم يكملوا بعد التصور العام للمشروع الثاني والدراسات والتكاليف له لإنشائه على أحد أربعة مواقع مختارة بعد أن يتضح حجم المساحة للعمل المطلوب تنفيذه.

وعن التأخر في تسليم المرحلة الأولى من مشروع واحة مكة – الإسكان الميسر الأول في مكة المكرمة – أبان سراج الدين أن التأخر كان نسبيًّا، وبلغت مدته نحو 90 يوماً عن المدة المقررة في عقد التنفيذ مع المقاول، وهو الأمر الذي عزاه الأخير إلى الصعوبات التي واجهته في تجهيز البنية التحتية في منطقة المشروع الوعرة، والتي تسببت الصخور فيها في إعاقة المقاول للتنفيذ في مدة العقد المحددة.

ويرى سراج الدين أن التأخر لمدة ثلاثة أشهر في منطقة وعرة كما وصفها المقاول، تعتبر نوعاً ما بسيطة ولا تصل إلى أن يصف المشروع بأنه تعثر في مرحلته الأولى التي قام أمير منطقة مكة المكرمة في شهر رمضان الماضي بتسليم وحداتها للمشترين لها، متوقعاً ألا تشهد مراحل التنفيذ الأخرى أي عمليات تأخير في تسليم الوحدات السكنية.

من جهته، أكد خالد القحطاني عضو مجلس إدارة شركة أديم المالية أن المذكرة التي وقعت مع شركة ديار البلد جاءت لبناء تحالف وتمويل تطوير مراحل المشروع من خلال صناديق استثمار عقاري، وهيكليات آمنة متوافقة مع الشريعة، ووفق لوائح هيئة السوق المالية، مفيداً أن ما سيقومون به يأتي حسب استراتيجية الشركة التي وضعت لتتناسب مع التطور الذي يعيشه القطاع من حيث النمو المبني على أساسيات قوية والتشريعات والقوانين الداعمة للمستثمرين والمستفيد النهائي.

وأوضح الغامدي أن ثمرة هذا الجهد تهدف إلى تأكيد فاعلية مساهمة القطاع الخاص وأدوات الاستثمار الجماعي في تنمية قطاع التطوير العقاري.

من جهته، استعرض فهد الهشبول رئيس مجلس إدارة ديار البلد، أهمية مشروع ضاحية رتاج، مشيراً إلى أنه يعتبر المشروع الأول من نوعه والمتخصص في شريحة تأجير الوحدات السكنية لموظفي المنطقة المركزية في مكة المكرمة، خاصة موظفي الفنادق.

وقال الهشبول: ”أوضحت دراسة السوق التي قامت بها الشركة العالمية ”KPMG” أن الطلب على هذه النوعية من الوحدات هو ضعف مجموع وحدات المشروع، حيث إن السوق تحتاج إلى إسكان أكثر من 60 ألف موظف في القطاع الفندقي والضيافة مقارنة بحجم مشروع ضاحية رتاج التي تلبي 25 ألف نسمة فقط”.

وتابع الهشبول: ”يعد مشروع ضاحية رتاج المشروع الأول الذي يجمع شركة ديار البلد مع شركة أديم المالية، الذي اعتبره نجاحاً للطرفين، حيث تقدم شركة ديار البلد خبراتها وإمكاناتها العقارية للعمل مع أديم المالية لتحقيق أهداف المستثمرين”.

ويتطلع الهشبول إلى أن يكون هذا المشروع مقدمة لمشاريع مستقبلية تجمع الطرفين، تتمكن فيها شركة ديار البلد من الاستفادة من إمكانات وخبرات أديم المالية في تقديم حلول مالية إسلامية تمكن من تقديم منتجات استثمارية عقارية متميزة، مضيفاً: ”لقد لمسنا من خلال عملنا مع فريق عمل أديم المالية، مدى التوافق في الأهداف للعمل بمستويات مهنية عالية، نرغب جميعاً في المحافظة عليها من أجل التمكن من تحقيق طموحاتنا المستقبلية”.

ويعد مشروع البوابة أحد أهم المشاريع التنموية والإنسانية التي تمثل واجهة حضارية لمكة المكرمة من الناحية الغربية، وهو من باكورة المشاريع التي تحظى بالمشاركة بين القطاعين العام والخاص، والتي حث على تنفيذها خادم الحرمين الشريفين.

والمشروع هو أحد مشاريع الضواحي التابعة لشركة البلد الأمين، والتي أوصت بها الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، حيث يهدف في الأساس لخدمة مجتمع مكة المكرمة بما يشتمل عليه من عناصر تنموية ومشاريع حكومية ضمن مخطط عمراني مدروس وفق أسس علمية.

ويقع المشروع على مساحة 83 مليون متر مربع، ينتهي حده الشمالي بطريق مكة – جدة القديم، والجنوبي بطريق الليث، كما يحده من الغرب طريق الشميسي، ومن الشرق مخططات سكنية ومرتفعات، ويبعد حده الشرقي عن المسجد الحرام مسافة 13 كم تقريباً.

وبوابة مكة هي مدينة متكاملة تحتوي على جميع الخدمات اللازمة وبالمواصفات العالية التي تهيئ بيئة حضارية مناسبة للحياة الكريمة، حيث يحتوي المشروع على مناطق سكنية بجميع خدماتها، إضافة إلى منتزه ترفيهي وثقافي يمثل المتنفس لأهالي المدينة ومكة المكرمة أيضاً، كما ستحتوي المدينة في مركزها على مجمع للإدارات الحكومية والتي تخدم منطقة مكة المكرمة، وحي تجاري ومركز لرجال الأعمال، إضافة إلى جامعة ومدينة طبية ومركز للمعارض الإسلامية، وغير ذلك من الاستخدامات المختلفة. ( الاقتصادية )