حول العالم

الأمم المتحدة توجه الدعوات للحكومة السورية والمعارضة لحضور محادثات جنيف

الأمم المتحدة توجه الدعوات للحكومة السورية والمعارضة لحضور محادثات جنيف

صراحة – وكالات : وجهت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء دعوات للحكومة السورية والمعارضة للمشاركة في محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف يوم الجمعة.

ولم يذكر بيان أصدرته المنظمة الدولية تفاصيل بشأن المدعوين أو عدد الجماعات التي قد تشارك.

وقال البيان “وجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا السيد ستافان دي ميستورا دعوات إلى المشاركين السوريين اليوم 26 من يناير وفقا للمعايير التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254 (لعام 2015).”

وأضاف “ستبدأ المحادثات بين السوريين في 29 من يناير 2016 في جنيف.”

وكانت المعارضة السورية قد أثارت الشكوك فيما إذا كانت ستشارك في محادثات سلام مقررة يوم الجمعة واتهمت الولايات المتحدة بتبني أفكار إيران وروسيا بشأن حل الصراع.

وتجتمع المعارضة السورية المدعومة من السعودية لتقرر ما إذا كانت ستحضر المحادثات التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة لافتتاحها في جنيف يوم الجمعة لبدء مفاوضات تستمر شهورا مع مندوبين في قاعات منفصلة.

وقال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض لقناة الحدث إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة لكن القرار النهائي سيتخذ خلال اجتماع المعارضة في الرياض.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن المحادثات ستكون غير مباشرة دون تغطية إعلامية واسعة.

وقالت الحكومة السورية التي تكسب أراضي من المعارضة بدعم من ضربات جوية روسية وقوات برية إيرانية إنها ستحضر المحادثات.

لكن المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للتفاوض المشكلة حديثا قالت مرارا إنه يتعين على الحكومة وحلفائها وقف القصف ورفع الحصار عن مناطق تسيطر عليها قبل بدء أي محادثات.

وقال الزعبي المقرر أن يرأس وفد المعارضة في المحادثات لرويترز إنه لن تكون هناك مفاوضات دون تنفيذ خطوات لبناء الثقة ومنها إطلاق سراح معتقلين.

وفي تصريحات تعكس هواجس المعارضة إزاء العملية قال الزعبي لقناة الحدث إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طرح أفكار إيران وروسيا بشأن سوريا في اجتماع عقده في الفترة الأخيرة مع الزعيم المعارض رياض حجاب.

وأضاف “في اللقاء أمس مع الدكتور رياض حجاب تحدث عن أن السيد كيري نقل بعض النقاط من المذكرة الإيرانية أو من الفكرة الإيرانية وكذلك بعض النقاط من الفكرة الروسية نقلت تماما إلى السيد رياض حجاب ولم تكن مريحة بالنسبة لنا أن تتبنى أمريكا ولو بشكل نظري أو بشكل جزئي ما جاء على الورقتين الإيرانية والروسية.”

وانتقد كذلك دي ميستورا قائلا “لا يحق للسيد دي ميستورا أن يفرض شروطه أو أن يطلب شيئا. هو عبارة عن وسيط لا أكثر من ذلك.”

وحث المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا مايكل راتني المعارضة على حضور المحادثات.

وقال “نصيحتنا للمعارضة السورية هي أن تستفيد من هذه الفرصة باختبار نوايا النظام وأن تكشف أمام الرأي العام الدولي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا ومن هي الأطراف غير الجادة.”

وقال دبلوماسي غربي إن الهدف هو بدء المحادثات دون مزيد من التأجيل. وأضاف “هناك بعض التخوف ألا تبدأ المحادثات أبدا إذا لم تبدأ قريبا.”

* الشرعية الضائعة

دعمت الولايات المتحدة المعارضين للرئيس بشار الأسد الذي تقول إنه فقد شرعيته ويتعين عليه ترك السلطة. لكن انتقاد المعارضة يتزايد للسياسة الأمريكية. وقال حجاب في وقت سابق هذا الشهر إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها تجاه سوريا ولانت لاسترضاء روسيا.

وتعطل التحضير للمحادثات بسبب مشكلات منها الخلاف على من يمثل المعارضة.

وسعت روسيا إلى توسيع وفد المعارضة ليضم فصيلا كرديا قويا يسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا. لكن المعارضة العربية السنية تقول إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يجب أن يشارك باعتباره جزءا من وفد الحكومة.

وتوقع صالح مسلم أحد رئيسي حزب الاتحاد الديمقراطي في حديث لرويترز دعوة الحزب للمشاركة في محادثات جنيف لكنه لا يعرف “بأي شكل من الأشكال”.

وقال دي ميستورا إن لقاءات جنيف ستهدف إلى بدء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولا للتوصل إلى وقف إطلاق النار والعمل بعد ذلك على إيجاد تسوية سياسية للحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين آخرين.

من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض.

وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائرا” و”سيأتي بنتائج عكسية”.

لكن تركيا وهي داعم رئيسي للمعارضة قالت إنها تعارض مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وأصبحت وحدات حماية الشعب شريكا مهما في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وترى تركيا الوحدات باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية “الذين يعتبرونهم شريكا شرعيا لا يعيشون واقع المنطقة. لا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هؤلاء الناس يسعون للسلام.”

وقالت الحكومة السورية إن حلفاءها حققوا مكاسب كبيرة على حساب المعارضة في غرب سوريا في الأسابيع القليلة الماضية.

وكانوا قد سيطروا يوم الاثنين على مدينة الشيخ مسكين في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن في أكبر مكسب تحققه دمشق في هذه المنطقة منذ بدء التدخل الروسي يوم 30 سبتمبر أيلول.

وفي الأسابيع القليلة الماضية سيطرت قوات الحكومة والقوات الموالية لها كذلك على بلدتين استراتيجيتين في محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد حيث تسعى القوات لإغلاق الحدود وقطع خطوط الإمداد من تركيا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى