مستشفيات خاصة تسد عجز الممرضين بموظفي الاستقبال والعمل : تعتبرها كارثة

صراحة – متابعات :

فجر موظفان في مستشفيين خاصين قنبلة من العيار الثقيل، بعد اعترافهما بأنهما أجبرا على امتهان التمريض، من قبل إدارتيهما، رغم أنهما غير متخصصين. وقالا إن هذا الإجراء كان يهدف إلى سد عجز الكوادر الطبية في المستشفيين.. يأتي ذلك في ظل وصف وزارة العمل هذا الأمر بـ”الكارثة”، بينما أكدت وزارة الصحة أنها لم ترصد ذلك، في الوقت الذي أقرت فيه بأن هناك عجزا في الكوادر.
وإضافة إلى ما سبق، قالت موظفة استقبال بأحد المستوصفات الخاصة في أبها إنها مكثت تعمل في هذا المستوصف أربعة أعوام كموظفة استقبال، إضافة إلى أعمال إدارية أخرى، لكنها فوجئت بإدارتها تجبرها في أوقات ازدحام العيادات بالمراجعين، على ارتداء معطف التمريض، ودخول غرف الولادة أو عيادات الأسنان، أو مساعدة أطباء الطوارئ وإعطاء الإبر، وسحب التحاليل من المرضى.
بدوره، أوضح موظف آخر يعمل في مركز صحي للأسنان بخميس مشيط أنه يعمل منذ 6 أشهر بالمركز، وأن إدارته تطلب منه في بعض الأحيان مساعدة طبيب الأسنان بإعطائه الأدوات التي يرغبها أو الإمساك بجهاز الشفط في فم المريض، وتعقيم الأدوات أو تجهيز الحشوات.
في المقابل، أكد مصدر مسؤول في وزارة العمل – رفض ذكر اسمه – أن حدوث مثل هذا الأمر يعتبر كارثة، وأن دور مكاتب العمل في المناطق يركز على الزيارات التفتيشية للكشف عن العمالة المخالفة أو عدم تطبيق السعودة. أما مسألة التأكد من الشهادات الصحية، فهذه مهمة وزارة الصحة وما تتبعها من مديريات الشؤون الصحية في المناطق من خلال التفتيش والرقابة ورصد المخالفة ومن ثم إصدار العقوبة المناسبة لصاحب المنشأة الصحية المخالفة.
من جانبه، بين مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير لشؤون القطاع الصحي الخاص الدكتور محمد الشهري أنه من خلال الجولات التفتيشية المجدولة والمفاجئة على المنشآت الصحية الخاصة بالمنطقة لم يتم ضبط مثل هذه المخالفة من تشغيل كوادر غير طبية وتكليفهم بممارسة المهن الصحية لتغطية العجز في الكوادر الطبية المؤهلة. وأضاف أنه تم فعلا ضبط نقص في الكوادر وعدم توفر الحد الأدنى منهم في بعض المنشآت الصحية، وأحيلت هذه المخالفة بناءً على ذلك إلى لجنة النظر في مخالفات المؤسسات الصحية، حيث تم إصدار قرارات بغرامات مالية بحق البعض والبعض الآخر صدرت قرارات إغلاق لمنشآتهم، نافيا ورود أي بلاغ بخصوص ضبط عمالة غير متخصصة وغير مرخصة تمارس مهنا صحية.
وعن الإجراء المتخذ بهذا الشأن، لفت الشهري إلى أنه في حال ورود بلاغ أو شكوى بهذا الخصوص أو التأكد من ممارسة منشأة صحية لهذا العمل غير النظامي، فيتم توجيه اللجان الفورية للتأكد مما ورد في البلاغ وإجراء التحقيقات اللازمة، وفي حال تأكد التحقيقات من وجود المخالفة يتم إحالتها إلى اللجنة المختصة المذكورة آنفاً. وأضاف الشهري أن الشؤون الصحية ممثلة في الإدارة المعنية تقوم بجولات تفتيشية مفاجئة على المنشآت الصحية الخاصة باستمرار وبصفة يومية شاملة جميع مدن ومحافظات المنطقة، وقد ضُبط من خلالها عدد من المخالفات، وأحيلت تلك المنشآت إلى لجنة مخالفات المؤسسات الصحية الخاصة، ومنها من صدر بحقها قرارات صارمة. وعن الإجراء المتخذ من قبل إمارة المنطقة مع مثل هذه الممارسات غير النظامية، أكد الناطق الإعلامي لإمارة منطقة عسير عوض آل سعيد أن الإمارة تستقبل الشكاوى سواء من المواطنين أو من أي جهة حول أي ممارسة غير نظامية، وتترأس الهرم في التعقيب على الجهات المعنية، وتحيل لأي جهة الأمر المتعلق بمسؤولياتها تجاه الشكوى، سواء الشؤون الصحية أو غيرها، “ولا يتم اتخاذ إجراء ما لم تأتنا إفادة من الجهات المختصة بالإشراف والمتابعة”. ( الوطن )