أردوغان المرشّح للرئاسة يعِد بتركيا جديدة

صراحة-وكالات: بدت ترتيبات الإعلان عن مرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لرئاسة الجمهورية في تركيا، أشبه باحتفال بفوز مبكر لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالاقتراع الذي ستُنظَّم دورته الأولى في 10 آب (أغسطس) المقبل. واعتبر الأخير أن الانتخابات ستشكّل «بداية جديدة» للبلاد.
وسيتنافس أردوغان على المنصب مع المرشح المشترك للمعــارضة اليسارية والقومية أكمل الدين إحسان أوغلو، والمرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش.
وفي حضور حوالى 4 آلاف من أعضاء الحزب الحاكم ومؤيديه، أعلن محمد علي شاهين، نائب رئيس الوزراء، أن الحزب رشّح بالإجماع أردوغان لخوض معركة الرئاسة التي ستُنظَّم للمرة الأولى بالاقتراع المباشر، وسط تصفيق حار ودموع انهمرت من مقربين من أردوغان، بينهم نائبه بولنت أرينش.
وكان لافتاً إعداد أغنية خصيصاً للحملة الانتخابية، تقول كلماتها «أردوغان رجل الشعب ورجل الأمة وقائد تركيا الجديدة»، إضافة إلى شعار شبّهه كثر بشعار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ تظهر فيه صورة شمس تشرق.
وقال أردوغان في كلمة وجيزة إنه لن يودّع الحزب، بل سيدعمه بقوة أكبر، مضيفاً: «هذه ليست لحظة وداع، بل بداية جديدة وفاتحة جديدة». وتعهد «جعل تركيا تطير بسرعة إلى الأمام، إلى آفاق أرحب مع رئيس ورئيس وزراء منتخبَين من الشعب».
وتابع: «يعتبروننا رجعيين لأننا نصلي، وقالوا إنني لا أصلح حتى لإدارة قرية ولا يمكني أن أكون رئيساً للوزراء، لذلك لا يمكن انتخابي رئيساً».
ووعد بإتمام مسيرة التسوية السلمية للقضية الكردية والقضاء على جماعة الداعية فتح الله غولن و «إنهاء عهود الوصاية بكل أنواعها»، وزاد: «10 آب سيكون نقطة تحوّل كبرى في تاريخ تركيا، لأن الشعب سيكون أكمل سيطرته على قدره ولن يكون هناك أي تأثير أو تدخل خارجيَّين في تحديد قراره ومصيره».
في المقابل، دعا زعيم المعارضة البرلمانية كمال كيليجدار أوغلو أردوغان إلى الاستقالة فوراً من رئاسة الحكومة، حتى يكون التنافس نزيهاً وعادلاً مع بقية المرشحين. واعتبر أن بقاء أردوغان في رئاسة الوزراء أثناء حملته الانتخابية، سيجعل الاقتراع غير منطقي وغير عادل، منبهاً إلى أن أردوغان «بات شخصية لا تحظى باحترام، لا في الغرب ولا في الشرق، وتولّيه الرئاسة سيضرّ كثيراً بتركيا في الأوساط الدولية».
وأفادت مواقع إخبارية يسارية وأتاتوركية بأن أردوغان لا يريد فقط دخول قصر مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بل أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة. ونبّهت إلى خطورة ذلك على المؤسسة العسكرية التي خرجت بتغييرات كثيرة في عهد الرئيس الحالي عبدالله غل، مرجّحة تغييرات جذرية يجريها أردوغان في الجيش، إذا أصبح رئيساً.
ويتكتّم رئيس الوزراء على خططه للحزب من بعده حتى آخر لحظة، إذ فيما ينصّ الدستور على وجوب أن يستقيل الرئيس من حزبه، يرفض أردوغان فكرة التنافس من بعده على زعامة الحزب، مشدداً على أنه سيبقى مسيطراً عليه من قصره في الرئاسة. وأكد ذلك نائبه نعمان كورطولمش، أحد أبرز المرشحين لزعامة الحزب بعد أردوغان، بقوله إن الأخير «لن يفارقنا، كل ما سيحدث أن زعيم الحزب سيترقّى في منصبه من رئيس للوزراء إلى رئيس للجمهورية».
وتثير هذه المقاربة غضب أحزاب المعارضة التي تتهم أردوغان بالسعي إلى انتهاك الدستور وفرض نظام رئاسي بحكم الواقع.