أمير منطقة القصيم يدشن حملة “معاً ضد الإرهاب والفكر الضال”

صراحة – واس : دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، في بريدة، مساء أمس، حملة “معاً ضد الإرهاب والفكر الضال”.
وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بكلمة لعضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري تحدث خلالها عن التصدي للحملات الإرهابية الإلكترونية التي تستهدف شباب الوطن بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
وبيّن أن المملكة واجهت تحديات عده من قبل الجماعات الإرهابية، كان من أبرزها تحدي الدين الإسلامي الذي هو عزتنا وكرامتنا ونهجنا، كون المملكة قبلة المسلمين في أقطار المعمورة، حيث حاولت تلك الجماعات في هذا التحدي أن تزايد على المجتمع ونهجه ومنهجه، بالإضافة إلى محاولة تعطيل مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة .
وأشار الدكتور الشهري إلى أن فاتورة الإرهاب مكلفة مادياً وبشرياً، وحاولت هذه الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية التأثير على عمليات التنمية في المملكة ، والعمل على خلط المفاهيم بتحويل الأصدقاء إلى أعداء والأعداء أصدقاء والتحالف مع الخصوم في شتى المجالات، بالإضافة إلى محاولة التأثير على صورة المسلم والإسلام في العالم، ونشر ثقافة التصنيف والعزل والإقصاء والتخويف للناس .
وأكد أن وحدة المملكة تحققت – بفضل الله – بعد أن انضمت أركان الوحدة مع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ، بتوحد القبائل في جميع أنحاء المملكة تحت راية – لا إله إلا الله محمد رسول الله – ، وإقامة شعائر الدين وإحلال العدل والمساواة التي كانت نهجاً ومنهجاً للمملكة حتى وقتنا الحاضر.
ولفت عضو مجلس الشورى النظر إلى أن الإنترنت يعد منجزًا صناعياً واقتصادياً وتجارياً وعسكرياً ودرة عصر المعلومات، مؤكداً أن الانترنت ليس هو المتهم الأول، بل هو علم مشاع ومفيد وسهل الكثير ، ولكن هناك من خطفه وحاول أن يوظفه أسوأ توظيف، كاستخدامه في الإرهاب وتغيير بعض المفاهيم والتأثير على الشباب في أفكارهم ليكونوا ضد مجتمعاتهم.
ونوه الدكتور الشهري بدور المملكة الفريد في مكافحة الإرهاب على الأصعدة كافة، مؤكداً أن المملكة استطاعت ملاحقة ودحر هذه الفئات الضالة، وهي سائرة على هذا المنهج دائماً.
وبيّن أن الشباب الذين وقعوا في التطرف وشاركوا في التنظيمات، بعد القبض عليهم فتحت الدولة لهم صدراً رحباً وعملت لهم برامج لتهيأتهم وتدريبهم وتأهيلهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً لينخرطوا في مجتمعاتهم.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، كلمة أكد فيها ضرورة المجتمع كافة للإسهام في محاربة الإرهاب كل على حسب جهده، من خلال البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والقطاعات الحكومية والأهلية كافة.
وقال سموه ” هناك اجتهادات من بعض الجهات على استحياء ولكنها لم ترتق إلى المستوى الوطني المحترف والمهني لمحاربة هذه الآفة وهذه الأفكار التي لازالت تعشعش في أفكار البعض وما تهوي عنها إلى التكفير والتفجير واستهداف الأمن الوطني ورجال الأمن وسفك الدماء، وامتهنت الإرهاب بكل صوره، بالإضافة إلى الإرهاب الإعلامي وتلويث أفكار الشباب بالأفكار الضالة وتشويه صورة الإسلام بتصرفات همجية ووحشية.
وأضاف سموه قائلاً : إننا لانزال متقاعسين عن المشاركة الحقيقية في مكافحة الإرهاب والفكر الضال حيث تركنا مبدأ الوقاية وركنا إلى مبدأ العلاج وهذا ليس منهجاً صحيحاً مالم تتكاتف جميع الجهات الاجتماعية والدينية والحكومية والأهلية بالوقوف صفًا واحدًا ضد هذه الآفة.
وأكد سموه أن البيت هي البيئة الأساسية والرئيسية في مخاطبة الأبناء ومتابعتهم في مجالات التقنية وأجهزة الحاسب، لافتاً سموه إلى أننا أمة واحدة ومنهجنا الكتاب والسنة.
وأشار سمو أمير منطقة الرياض إلى أن الأمن والأمان هما صمام الأمان للتنمية والاستقرار وتطور البلاد، موضحاً سموه أن تحصين الشباب من الغزو الثقافي المؤثر في نفوس الشباب مطلب أساسي ويشمل جميع أفراد الأسرة للحماية من الفكر الضال ومن السلوكيات السلبية.
وأكد أن المعلمين والمحاضرين في الجامعات والدعاة لها دور كبير في محاربة الإرهاب والأفكار الضالة.
ورأى سموه أن وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، سلاح ذو حدين بالفائدة والضرر على المجتمعات، ولها تأثيرها على الشباب بمختلف محتواها.
وأضاف سموه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود قائلاً إن هذه الحملة رسالة لمواقفكم الوطنية ورغبتكم جميعاً لترجمة غيرتكم على دينكم وقيادتكم وأحوالكم وأعراضكم من خلال جهاتكم ومختلف المواقع، مشيراً إلى أن هذه الحملة سوف تستمر ، لأن أمن الوطن والمخاطر التي تحدق به ليس لها وقت محدد.
وطالب سموه كل مواطن مخلص أو مسؤول أن يسهم حسب استطاعته بالمشاركة بجميع الوسائل المتاحة.
حضر تدشين الحملة عدد من مديري القطاعات الحكومية، وقطاعات التعليم الجامعي والعام والفني والشؤون الإسلامية والإدارات المرتبطة به، والدعاة وخطباء الجوامع إضافة إلى القيادات الأمنية والإعلاميين والمهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الحملة التي أطلقتها إمارة منطقة القصيم هي لصناعة الإطار التوعوي الوطني للجهات الحكومية والخيرية والخاصة بالمنطقة تجاه محاربة الإرهاب وسلوكياته والأفكار الضالة الهدامة، وتأتي ضمن المبادرات الوطنية الرائدة والفعاليات المستمرة التي تتبناها الإمارة، سعياً لتحصين أبناء وبنات الوطن أمام محاولات نشر الفكر الضال خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعدّ اليوم الأكثر تأثيراً بين أوساط الشباب.