الأمير خالد الفيصل يطلع على مشاريع درء أخطار السيول والأمطار بجدة

صراحة – فيصل القحطاني : اطلع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، في مكتبه بجدة أمس, على المراحل النهائية لمشاريع درء أخطار السيول والأمطار بمحافظة جدة .
وقدّم فريق العمل الذي استعان به سمو الأمير خالد الفيصل عام 1432هـ كإدارة مستقلة لتنفيذ مشاريع درء أخطاء الأمطار والسيول بجدة تحت مظلة إمارة مكة المكرمة، برئاسة مدير عام المشروع المهندس أحمد السليم, تقريراً مفصلاً أوضح من خلاله انتهاء العمل في المرحلتين الأولى والثانية (الحلول العاجلة ، والدائمة)، التي تم تسليمها للجهات المعنية، فيما تبقى تسليم المرحلة الثالثة، المتمثلة في مشاريع شرق جدة (حماية التمدد العمراني) لتصريف مياه الأمطار والسيول، والذي بلغت نسبة الانجاز فيه إلى 99.13% .
واستعرض التقرير بدايات المشاريع الرامية لحماية النطاقين السكاني والعمراني شرق المحافظة، من منطقة الخمرة جنوباً إلى وادي كراع شمالا، من أخطار مياه الأمطار والسيول، وتسليط الضوء على فرص العمل التي وفرها المشروع للشباب السعودي، من خلال شركة أرامكو التي نفذته على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى منه – الحلول العاجلة – (12) مشروعاً لمعاجلة المناطق الأكثر تضرراً من الأمطار في فترات سابقة، فضلاً عن مشروع سد أم الخير، وتعزيز أعمال سد السامر، فيما اشتملت المرحلة الثانية للمشروع التي حملت اسم الحلول الدائمة، إنشاء (5) سدود رئيسية مجموع أطوالها 2500 م، قدرت طاقتها الاستيعابية بما يزيد عن (24) مليون متر مكعب، تساندها (7) سدود رديفة بلغ مجموع أطوالها بـ (1800) متر .
وشاهد سمو أمير منطقة مكة المكرمة، العمل التوثيقي الذي أعدته إدارة المشروع، والذي تضمن (31) كتاباً، تمثّل (16) موضوعاً، تضمنت الأسس التصميمية، والمخطط العام، والأراضي الموقوفة، والإرشاد الهندسي، إضافة لآليات فحص الأعمال، والتقارير النهائية للمشاريع .
وتضمّن العرض الذي قدّمه المهندس السليم، مشاريع الحلول العاجلة، التي تم الانتهاء منها يوم الأربعاء 5 محرم1433هـ، وتم تنفيذها في وقت قياسي لم يتجاوز110 أيام، استغرقت 5 ملايين ساعة عمل، على مدار ساعات اليوم الكامل دون توقف على مدار الأسبوع، وقام بها أكثر من (4200) عامل باستخدام أفضل التقنيات العالمية، وأحدث المعدات والآليات عن طريق البحر والجو عبر ثلاث طائرات منها أكبر طائرة شحن بالعالم، والتي تعد أحد الحلول الدائمة ، التي يتطلب تنفيذها بشكل عاجل .
كما اشتمل العرض على شرح مفصل، شمل نطاق الحلول العاجلة، والحد من خطورة مياه السيول التي كانت تهدد سلامة سكان محافظة جدة، حيث تم تنفيذ (14) مشروعاً عاجلاً تضمنت إنشاء سد أم الخير بارتفاع يتراوح بين 6.5 إلى 8.5 أمتار, بطول 1050 متراً, وربطه بقناة مجرى السيل الشمالي عن طريق قناة تصريف مفتوحة بطول 708 متر وعرض 30 متر, وتعزيز أعمال سد السامر عن طريق إنشاء قناة تصريف مفتوحة بطول يقارب 2850 متر وعرض 37 إلى 43 متراً, وربطها بقناة مجرى السيل الشمالي، والتعزيز الإنشائي للسدّين الترابي والاحترازي، لمواجهة زيادة كمية الأمطار التي يمكن استيعابها .
واشتملت الحلول العاجلة على معالجة (12) نقطة من أماكن تجمّع مياه الأمطار في الأنفاق والتقاطعات والأحياء، حيث تم إنشاء (13000) متر طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار، وأكثر من (160) غرفة، و(400) نقطة تجميع مياه, وتركيب (25) مضخّة لرفع المياه في الأنفاق، بالإضافة إلى مضخات متنقلة في الطوارئ، وفحص وتنظيف 70,000 متر من أنابيب شبكة التصريف الحالية, وتأسيس وتجهيز مركز لإدارة الأزمات والكوارث في مقر إمارة منطقة مكة المكرمة، وتجهيز (16) مركزاً للإسناد والطوارئ مدعومة من مديرية الدفاع المدني بالوحدات البشرية والمعدات تغطي جميع الأحياء .
وبيّن المهندس السليم, أن المرحلة الثانية التي تمثّل الحلول الدائمة لحماية النطاق العمراني من مخاطر السيول, تم الانتهاء منها يوم الأربعاء الموافق 1 جمادى الأولى1434هـ في وقت قياسي لم يتجاوز10 أشهر، وشملت تشييد خمسة سدود جديدة بلغ مجموع أطوالها 2500م ، بطاقة استيعابية تزيد عن (24) مليون متر مكعب من مياه الأمطار، تتجمع في أودية غليل، وبريمان، وأم حبلين، ودغبج ، ووادي غيا، بالإضافة إلى بناء (7) سدود رادفة للمشاريع الدائمة بلغ مجموع أطوالها 1800م ، بهدف خفض مستوى تدفق السيول عبر قنوات مجاري السيول الفرعية التي تم إنشائها بمجموع أطوال يقارب (20) كيلو متر لتصريف وتفريغ المياه في البحر تدريجياً، خلال (15) يوماً، الأمر الذي سيسهم في التقليل من مخاطر السيول في مدينة جدة ، بجانب تشييد السدود في أرض مرتفعة في منطقة المنبع باستخدام مواد صخرية مناسبة، وإنشاء مفيض لكل سد قادر على استيعاب الفيضانات الكبيرة بإذن الله تعالى .
ولفت مدير عام المشروع الانتباه إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري السيول الرئيسة الثلاثة الحالية (الشرقية، الشمالية والجنوبية) لتتحمّل شدة مطرية بمعدّل تكرار 100 سنة، مشيرًا إلى أن مجرى السيل الشرقي يستوعب معظم المياه المتدفقة من مناطق التجمع شرق مطار الملك عبد العزيز الدولي لتصريف المياه من سدود أودية ، بريمان، وأم حبلين، ودغبج، وغيا، ومبينًا أن طول تلك القنوات يبلغ حوالي (24) كيلو متر، لتُصرّف مياه الأمطار من وادي بريمان بمحاذاة طريق الحرمين إلى خليج سلمان، إلى جانب الانتهاء من إعادة تأهيل (21) كيلو متر من المجرى، وذلك بزيادة الطاقة الاستيعابية عن طريق توسعة عرض المجرى ليصل إلى (60) متراً في الأجزاء القريبة من خليج سلمان .
وأشار السليم إلى أن مجرى السيل الشمالي يصرف مياه الأمطار والسيول من سد السامر وسد أم الخير مروراً بمحاذاة شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز بطول (20) كيلو متر، إلى جانب إضافة مصب تصريف جديد في البحر الأحمر، كما تم الانتهاء من تعزيز السعة بإضافة عبارتين صندوقيتين متماثلتين بطول (2) كيلو متر, لتصبح قادرة على تصريف (93) مترًا مكعبًا من مياه السيول بالثانية، فيما يصرف مجرى السيل الجنوبي مياه الأمطار والسيول من وادي غليل والجامعة إلى أن يصب في البحر الأحمر بطول (24) كيلو مترً، كما تم الانتهاء من جميع الأعمال الإصلاحية، بالإضافة إلى توسعة عرض مجرى السيل، وتعديل بعض الميول في قناة المجرى ، وإعادة تأهيل عدد من الجسور.
كما تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لقنوات المطار بطول (34) كيلو متر لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز، من أجل توفير البنية التحتية الرئيسية لتصريف مياه الأمطار لمساحة (103) كيلو متر مربع، وتقع هذه القنوات في المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية لمدينة جدة بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي، لتخدم قنوات المطار عدة مناطق داخل النطاق العمراني لمدينة جدة من ضمنها وادي حفنة، ومخطط الحرمين، حي النزهة، حي المحمدية، حي البساتين، حي الكورنيش، والأحياء الواقعة شمال جسر الصالة الملكية.
وأفاد المهندس السليم, أن نطاق عمل مشروع قنوات المطار شمل تركيب ما مجموعه (55) كيلو متر من الأنابيب ذات قطر 3.5 متر، و (164) غرفة تفتيش، و (240) نقطة تجميع مياه، وحوضين مائيين بقدرة استيعابية تقدر بـ (330) ألف متر مكعب من المياه، وثلاثة مصبات مائية، إلى شرم أبحر، واثنان في البحر مباشرة، مؤكدًا أن هذه المصبات قادرة على تصريف أكثر من (63) متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة .
وكشف السليم, أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمرحلة النهائية لدرء أخطار السيول عن التمدد العمراني لمدينة جدة حتى عام 1450هـ، ويجري العمل على تسليمها للجهات المعنية، حيث تم توقيع عقودها يوم الاثنين الموافق 21 رمضان 1434هـ وتشتمل قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي الخمرة بطول إجمالي (37) كيلو متر لسيول أودية غير محمية شرق جدة، لتشمل مجرى وادي حفنة، ومجرى وادي بريمان، ومجرى وادي أم حبلين الجنوبي, بإجمالي أطوال بلغت (7.6) كيلو متر، كما يشمل نطاق عمل الحزمة رفع الطاقة الاستيعابية للسد الاحترازي، إضافة إلى إنشاء عددٍ من جسور المشاة على قنوات مجاري السيول المفتوحة للسماح للمشاة بالانتقال بسهولة ويسر بين جانبي القنوات، بجانب تركيب شبكات لتصريف مياه الأمطار لأحياء السامر، مدائن الفهد، حي الرغامة، حي النخيل، وحي الواحة .
وأبان أنه تم إنشاء قنوات تصريف بطول 5300 متر شمال مطار الملك عبدالعزيز، وتخدم مجموعة من المشاريع المهمة، من ضمنها مدينة الملك عبدالله الرياضية، مستشفى الملك فيصل التخصصي، وزارة الإسكان، مطار الملك عبدالعزيز الدولي، ومدينة الأمير سلطان الثقافية، وتمثّلت في إنشاء أنابيب لتصريف مياه الأمطار لطريق الحرمين بإجمالي أطوال بلغت 10,700 متر طولي، إضافة إلى إنشاء مجرى وادي عشير بطول 1600 متر طولي، كما يشمل نطاق عمل الحزمة إعادة تأهيل 480 متر من قناة عرفات، وإنشاء 860 متر طولي من الأنابيب تخدم نادي الفروسية, وتطوير تصريف مياه الأمطار لـ (15) نفقاً قائماً، وذلك بتوفير محطات ضح ومولدات كهربائية احتياطية .
وأضاف مدير عام المشاريع أنه تم إنشاء قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي كراع ووادي مريخ الشمالي بطول إجمالي (44) كيلو متر، بالإضافة لإنشاء سد وادي مريخ وملحقاته من سد رادف ومفيض للسد، مشيراً إلى أنه بلغ مجموع عدد العاملين في جميع مراحل المشروع الثلاث أكثر من (27.000) عامل استخدموا أكثر من (5000) مُعِدة وآلية ثقيلة، أنجزوا أكثر من (54) مليون ساعة عمل، فيما قدرت حجم الحفريات بأكثر من (22) مليون متر مكعب، استخدم بها ما يقارب من (162.000) طن حديد ، وأكثر من مليوني متر مكعب من الخرسانة .
وأكد السليم أن من أسباب نجاح تنفيذ المشروع حسب الجدول الزمني المتفق عليه, تركيزه كثيراً منذ البداية على عملية جمع المعلومات، حيث كان التنفيذ مناط بآلاف من العاملين، بينهم مئات من المهندسين المتخصصين، الذين شاركوا في جمع وتحليل وثائق ومستندات، وصل عددها لأكثر من (37) ألف وثيقة ، شكلت قاعدة بيانات كبيرة ومنظمة خاصة بالمشروع, ومن ثم استعمال الدراسات الجيوفيزيائية والجيوتقنية المتقدمة الخاصة بالسدود الجديدة والتصاميم التفصيلية للقنوات الجديدة، وتوسعة القنوات الحالية، بالإضافة إلى استعمال الدراسات الهيدرولوكية والهيدرولوجية لتحديد مصاب الأودية باستخدام خرائط عالية الدقة لحساب الميول، فيما قدم أكثر من (450) مهندسًا في التصاميم ملايين من ساعات العمل على الورق والأرض في كل من جدة وهيوستن ولندن من أجل نقل محافظة جدة إلى موثوقية كاملة ضد أخطار السيول والأمطار، وفق معدلات هطول بمعدل تكرار مئة عام .
وأشار إلى أن فريق إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة منذ تسلمه مهام إدارة المشروع، نظم ثلاثة عشر ورشة عمل شارك بها (1510) ممثلين من جميع الجهات الحكومية والخدمية، وشهدت هذه الورش حضورا وتفاعلا من (28) جهة حكومية وخدمية في جدة دون استثناء، بالإضافة إلى عقد اجتماعات نصف شهرية مع جميع الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة .
ونوّه السليم بأنه تم توفير فريق عمل خاص لمراقبة تنفيذ الأعمال لضمان تنفيذ جميع أعمال المشروع بأعلى مواصفات الجودة، حيث تضمّن فريق العمل أكثر من (140) مفتش جودة ، في جميع مراحل التنفيذ للمشروع للتأكد من إنهاء التنفيذ، مطابقاً لأعلى مستوى من الجودة العالمية ومواصفات المشروع الهندسية, التي كانت تنجز على مرحلتين الأولى من خلال مهندسي الجودة لمقاول المشروع بعد التأكد من جانب فريق الجودة لدى المقاول لمطابقة الأعمال للمواصفات، والثانية من خلال مهندسي الجودة لفريق مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول، بحيث يقوم جهاز إشراف الجودة باستلام طلب الفحص أو التفتيش, والتأكد من مطابقة الأعمال للمواصفات الهندسية للمشروع، كما تم إجراء أكثر من (600.000) اختبار فحص لجميع المواد المستخدمة في المشروع ، وكذلك مراحل التنفيذ للتأكد من مطابقة مواصفات المشروع، حيث كانت بعض فحوصات الجودة والخاصة بأعمال الدفن وأعمال الخرسانة تتم عن طريق مختبرات فحص محايدة تم تأهيلها مسبقاً لتنفيذ مثل هذه الأعمال .
وأوضح مدير عام المشروع أن عقود مشاريع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة خضعت إلى برمجة دقيقة تضمن الحرص على إرساء المشاريع على الشركات القادرة ضمن أعلى الأساليب المهنية العالمية، حيث قامت إدارة العقود بإتباع المنهجية في تقييم واختيار المقاولين بناء على برنامج متعدد المراحل تضمن التقييم الفني أولاً ومن ثم المالي ثانياً.
وفي ختام عرض المشروع الاستثنائي في أعمال التنفيذ والمواصفات والمدة الزمينة، ثمّن المهندس السليم ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لمدينة جدة، وسائر مدن المملكة من دعم في خدمة الوطن والمواطن، مشيدًا بحسن التنسيق الدائم والمستمر بين الجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث عززت هذه المشاريع بالتنسيق المستمر بين جميع الوزارات والجهات الخدمية ذات العلاقة, مفهوم التعاون البنّاء المبني على العمل كفريق واحد للوصول إلى الهدف المشترك, وهو توفير الخدمات للسكان والمقيمين في المنطقة .