محليات

الخريف يبدأ زيارة رسمية إلى #روسيا لتعزيز الروابط الثنائية الاقتصادية بين البلدين

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

صراحة – الرياض: يترأس معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف وفداً سعودياً رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، خلال الفترة من 7 إلى 10 يوليو 2025، لتعزيز الروابط الثنائية الاقتصادية بين البلدين، واستكشاف الفرص المتبادلة في عدد من القطاعات الحيوية في مقدمتها الصناعة والتعدين والطيران وتقنيات التصنيع المتقدم ضمن جهود المملكة المستمرة لتعميق الشراكات الاقتصادية والصناعية الدولية بما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ويفتتح معالي الوزير الخريف خلال الزيارة الجناح السعودي المشارك في معرض الصناعة الدولي 2025 INNOPROM” ، والذي يقام في مدينة ” يكاترينبورغ ” الروسية، حيث تأتي مشاركة المملكة باعتبارها شريكة للمعرض، وسيعرض الجناح الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة أمام المستثمرين الروس، كما تبرز الشركات الصناعية السعودية الرائدة أحدث منتجاتها وتقنياتها الصناعية، ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء الروسي الجناح السعودي للاطلاع على تطور القطاعات الاقتصادية في المملكة، ومنها الصناعة والتعدين والاستثمار
والسياحة – والتي تشهد تقدماً متسارعاً مدفوعاً برؤية المملكة 2030.
وسيجري معاليه سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين الروس، وقادة قطاعي الصناعة والتعدين؛ بما في ذلك معالي وزير الصناعة والتجارة أنطون عليخانوف، ومعالي وزير الموارد الطبيعية والبيئة ألكسندر كوزلوف، والمديرة العامة لمركز التصدير وفيرونيكا نيكيشينا، وتستهدف هذه اللقاءات توسيع التعاون التنائي في القطاعات ذات الأولوية، ومنها التصنيع، والبتروكيماويات، والتعدين، والآلات والمعدات، والسيارات، والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون الصناعي والتعديني، وتشجيع التبادل التجاري بين البلدين. كما يلتقـــــي الخـــــريف عدداً من شركات التعدين الروسية البارزة، ومنها Aluminum Association، و Norilsk Nickel لاستكشاف فرص بناء الشراكات التعدينية، وتبادل الخبرات ونقل المعرفة والتقنية، كما يجتمع بقادة شركات صناعية روسية، تشمل Rostec Corporation و Republic of Tatarstan، Kimprome Chelyabinsk Region لبحث فرص التعاون في قطاعات البتروكيماويات، وصناعة السيارات
والتصنيع المتقدم والتي تعد ركائز أساسية في الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات السعودية الروسية الاستراتيجية، والتي يمتد تاريخها إلى عام 1926 عندما أصبح الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف رسمياً بتأسيس المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك الحين ارتبط البلدان بعلاقات ثنائية متينة قائمة على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة.
وشهدت العلاقات السعودية الروسية لحظة تاريخية عند زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جمهورية روسيا الاتحادية عام 2017 ليصبح أول ملك سعودي يزور روسيا، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وشهد توقيع 10 اتفاقيات استراتيجية شملت النفط والدفاع والصناعة والتعاون العسكري، ثم تلتها زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للمملكة عام 2019، والتي تم خلالها توقيع 20 اتفاقية إضافية في عدة قطاعات مختلفة، شملت الطاقة والاستثمار والتعدين والطيران والسياحة والتكنولوجيا.
وقد انعكس الأثر المباشر لتلك الزيارات التاريخية على حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، حيث ارتفع من 1.84 مليار ريال سعودي عام 2016 إلى 12.3 مليار ريال عام 2024 مع تطور في التعاون المشترك في قطاعات الصناعة والتعدين والبتروكيماويات والتصنيع المتقدم.
واللعب اللجنة السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني دوراً محورياً في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، إلى جانب جهود وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتطوير التعاون مع نظيراتها الروسية في مجموعة واسعة من القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك التعدين، والآلات والمعدات، والتصنيع، والصناعات الغذائية، والأدوية، والأجهزة الطبية.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه القطاع الصناعي الروسي تحولاً جذرياً مدعوماً باستراتيجية وطنية لزيادة مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.45% خلال العقد المقبل، بالإضافة إلى الريادة العالمية لروسيا في مجال التعدين وإنتاج المعادن؛ ما يوفر فرصاً واعدة لتعزيز التعاون في القطاعين، وتنمية الاستثمارات المشتركة، خاصة مع التحول الصناعي والتعديني الذي تشهده المملكة.
وفي قطاع التعدين يتمتع كلا البلدين بثروات معدنية غير مستغلة، وقد وقعت في عام 2024 مذكرة تفاهم بين المملكة وروسيا، لتعزيز التعاون في مجالات المسح الجيولوجي، وتنمية الموارد المعدنية، وتبادل الخبرات التقنية، كما يستكشف الجانبان فرص التعاون في التعدين الأخضر، ومعالجة المعادن وتكامل سلاسل الإمداد مع طموحات مشتركة لمواجهة التحديات العالمية في قطاع التعدين.
وتسعى جهات منظومة الصناعة والثروة المعدنية – ومنها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) والهيئة الملكية للجبيل وينبع إلى جذب الاستثمارات الروسية إلى المدن الصناعية في المملكة، وقد أثمرت جهودها عن تأسيس العديد من الشركات الروسية لوجودها بالمملكة في عدة مجالات تشمل صناعات البلاستيك والبتروكيماويات والمعدات الصناعية كما تستثمر شركة أرامكو السعودية في قطاع النفط والغاز الروسي، مما يُسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وإلى جانب العلاقات الاقتصادية والصناعية المتنامية تشهد المملكة وروسيا تقارباً ثقافياً وسياحياً متزايداً، ويستعد البلدان للاحتفال بالذكرى المئوية للعلاقات السعودية الروسية العام المقبل بمبادرات تعزّز الروابط بين الشعبين، كما يجري البلدان مباحثات حول الإعفاءات المتبادلة من التأشيرات للمواطنين في البلدين، وقد أعلنت الخطوط السعودية رحلات جوية مباشرة بين الرياض وموسكو، من المقرر إطلاقها في أكتوبر المقبل.
وتشكل الزيارة الرسمية لمعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية إلى جمهورية روسيا الاتحادية خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين المملكة وروسيا، وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في عدة قطاعات واعدة؛ بما في ذلك الصناعة والتعدين وتقنيات التصنيع المتقدم، بما يدعم النمو الاقتصادي المستدام لكلا البلدين

زر الذهاب إلى الأعلى