الذكاء الاصطناعي في الصحة المدرسية

40 % من الأوقات تهدر من وقت الفرق الصحية المدرسية …. والخاسر هم جيل المستقبل
الذكاء الاصطناعي حاجة ملحة في برامج وخدمات الصحة المدرسية
المفهوم العام للذكاء الاصطناعي :
الذكاء الاصطناعي (AI) هي التكنولوجيا التي تمكن الألة من إظهار المنطقية واستخدام قدرات تقارب القدرات البشرية في التعامل مع المشاكل والقضايا والأحداث واتخاذ القرارات حيالها وذلك من خلال استيعاب كميات هائلة من البيانات .
ويمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على الكلام والأنماط والاتجاهات وحل المشكلات بشكل استباقي مع القدرة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
وخلال السنوات الأخيرة، حقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في العديد من الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، حيث شكـل دورا محوريًا وهامًا في هذا المجال تحديدا.
حيث أثبـت الذكاء الاصطناعي أنه أداة قيمة قد تسهم في تشخيص الأمراض وتحسين رعاية المرضى وخفض تكاليف الرعاية الصحية و تحسين صحة السكان وإحداث ثورة في البحث الطبي، وقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي في سلسلة الرعاية الطبية بدءاً من الفحوصات الوقائية وصولاً للتشخيص والعلاج.
عند التفكير في تنفيذ مشروع الذكاء الاصطناعي في برامج الصحة المدرسية لابد من الاخذ بالاعتبار ضمان خصوصــية الطلاب في هذه العملية، وضع بروتوكولات وسياسات قوية لحماية خصوصية معلومات وبيانات الطلاب وضمان الامتثال لقواعد حماية البيانات المعمول بها .
ولكن ماذا عن دوره في الصحة المدرسية؟
تفاجئنا بعض التقارير بإحدى الولايات المتحدة الامريكية Magnus Health community بأن الأعباء الإدارية والمهام الإدارية تأخذ حوالي 40 % من وقت الفرق الصحية مما يعمل على تآكل الخدمات الصحية المفترض تقديمها لتعزيز وحماية الطلاب والطلبة.، وكان بالإمكان الاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي القيام بتلك الأدوار بكفاءة اعلى ووقت أقل وتوجيه جهود الفرص الصحية لخدمة المجتمع بشكل أفضل، فتساعد أدوات توفير الوقت هذه العاملين في مجال الصحة على توفير ما يصل إلى 40% من عبء العمل كل أسبوع، يمكن صرفها واستثمارها لرفع جودة الخدمات الصحية في المجتمع المدرسي
وكلنا يدرك إن صحة الطلاب ورفاهتهم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنجاحهم الأكاديمي وتطورهم الشامل وهنا يأتي دور الصحة المدرسية وبرامجها لتحقيق ذلك ، ولعل الذكاء الاصطناعي سيغير كثيرا من طرق وأساليب الحفاظ على صحة الطلاب والمجتمع المدرسي وتعزيزها وذلك من خلال تسخيره للتغلب على أهم القضايا والمشاكل المتعلقة بصــحة الطلاب وإيجاد حلول فعالة لها، بداية من إدارة الحالات المزمنة ومن ثم معالجة مشاكل الصحة العقلية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، وضمان الاستجابة للطوارئ وتدابير السلامة .
أهمية الذكاء الاصطناعي في الصحة المدرسية
تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في الصحة المدرسية من خلال دوره في تفعيل وإنجاح برامج وأنشطة الصحة المدرسية للحفاظ على صحة الطلبة وتعزيز ها ومعالجة تحديات الصــحة المدرسية بشكل فعال .
ومن أهم الجوانب التي يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في تطويرها ضمن الخدمات الصحية المقدمة للطلاب هي:
- تعزيز الكفاءة والدقة والسرعة الكبيرة في تسجيل وتحليل البيانات والعمليات.
- التخصيص والدعم المخصص للحالات الخاصة من الطلبة ذوي الأمراض المزمنة أو النفسية والعقلية وغيرها. مما يضمن حصول كل طالب على الرعاية والتوجيه الذي يناسب متطلباته المناسبة.
- الاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية وأنماط السلوك ( مثل التنمر – تعاطي مخدرات والاضطرابات المختلفة) وتحديد التدخلات الفعالة .
- تمكين التثقيف الصحي من خلال مختلف التطبيقات والتقنيات التفاعلية وغيرها (الواقع الافتراضي (VR) أو الواقع المعزز (AR) ، علاوة على ذلك يتيح الذكاء الاصطناعي التعليقات والتقييم في الوقت الفعلي مما يسمح للطلاب بتلقي ردود فورية على استفساراتهم وقياس فهمهم للمادة، تساعد هذه الملاحظات الشخصية على تتبع تقدمهم وتحديد مجالات التحسن وتعزيز معرفتهم.
- دعم صنع القرار وتطوير السياسات: من خلال تحليل البــيانات من مصادر مختــلفة، بما في ذلك سجلات صحة الطلاب، والمعلومات الديموغرافية، ودراسات البحث.
مجالات بها فرص الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الصحة المدرسية ومن أبرزها
o إدارة الحالات المزمنة في المدارس: وذلك يشمل مراقبة الأعراض وتتبع جداول الأدوية وتلبية الاحتـــياجات الفردية وتقـــديم الــدعم المناسب أثناء حالات الطوارئ،
o المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية والنفسية في بيئة المدرسة: أصبحت مشكلة الصحة العقلية والاضطرابات النفسية والسلوكية بين الطلاب تلاحظ بشكل متزايد وتتطلب الاهتمام، ويمكن أن تؤثر قضايا مثل القلق والاكتئاب والتوتر والاضطرابات السلوكية بشكل كبير على رفاهية الطالب وأدائه الأكاديمي وتطوره العام.
o تعزيز أنماط الحياة الصحية والتغذية.
o الاستجابة للطوارئ وتدابير السلامة. بما في ذلك الحوادث والإصابات والكوارث الطبيعية وحتى التهديدات المحتملة مثل العنف أو التنمر.
o الاكتشاف المبكر للحالات المرضية.
o الكوارث والأزمات الطبية
بعض الحلول التي يقدمها الذكاء الاصطناعي :
أولاً: الذكاء الاصطناعي ودعم الصـــحة العقلية في المــدارس ممكن أن تتم من خلال :
- برامج الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والمستشارون الافتراضيون والتي تقدم الدعم الفوري والسري للطلاب الذين يواجهون تحديات في الصحة العقلية .
- توفير استراتيجـــيات التأقلم، وتقديم الموارد،
- اكتشاف علامات الخطورة المبكرة لقضايا الصحة العقلية، من خلال الاستفادة من معالجة اللغة الطبيعية وتحليل المشاعر،
- تحديد الطلاب الذين قد يحتاجون إلى دعم إضافي وربطهم بمتخـــصصي الصحة العقلية المناسبين،
- المســاهمة في تطوير نماذج تنبــؤية لتحديد الطلاب المعرضين للخطر وتنفيذ التدخلات الوقائية .
- يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الوسائط الاجتماعية لتحديد الاتجاهات والمشاعر والمحادثات المتعلقة بالموضوعات الصحية. يساعد هذا التحليل المعلمين على فهم تأثير الرسائل الإعلامية على تصورات الطلاب وسلوكياتهم ، مما يسمح بالتدخلات المستهدفة وتحسين استراتيجيات الاتصال الصحي.
ثانياً: الذكاء الاصطناعي وتعليم التغذية
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مهمًا في توفير تعليم وتوجيه غذائي شخصي من خلال :
- تحليل البيانات الغذائية الفردية، حــــيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي إنشاء خطط وجبات مخصصة، والتوصية بخيارات طعام صحية، وتقييم نقص العناصر الغذائية.
- تثقيف الطلاب حول التحكم قي الحــصص، وحساسية الطعام، والتفــــضيلات الغذائية المتنوعة ثقافيًا،
- مراقبة عادات الأكل لدى الــطلاب وتقديم ملاحظات لتشجيع سلوكيات الأكل الصحية.
ثالثاً: الذكاء الاصطناعي في تحسين إجراءات السلامة
الذكاء الاصطناعي قد يعزز إجراءات السلامة من خلال:
- تحليل لقطات كاميــرات المراقبة، ومراقـــبة سلوك الطلاب، وتحديد المخاطر أو التهديدات المحتملة،
- التعرف على الوجه، حيث تساعد التكنولوجيا في تحديد الأفراد غير المصرح لهم في مبـــاني المدرسة،
- اكتشاف علامات التنمر أو العنف في الوقت الفعلي.
- المساعدة في تطوير أنظمة استجابة الطوارئ الذكية التي يمكنها إخطار السلطات ذات الصلة.
بقلم / د. ماجد المنيف
مستشار التوعية الصحية والصحة المدرسية