الطاقات المهدرة

الوظيفة أمر ضروري في حياة كل فرد ، ومن البديهي أن لكل شيء نهاية ونهاية الوظيفة هي التقاعد ، وهذا ليس بشيء جديد أو أمر طارئ بل هو أمر متعارف عليه في جميع دول العالم ، إلا أن المتقاعد لدينا قد أصبح في نظر (بعض الجهات) ورقة منتهية استنادا إلى نظام العمل ، وتناسوا أن هذا المتقاعد يحمل في جعبته خبرة سنين متراكمة ونشاط متواصل وعقلية تقارع أحدث الأنظمة ، بل إن معظم الأنظمة الحديثة تستعين غالبا بخبرات المتقاعدين في معرفة الإيجابيات وتلافي السلبيات ومراجعة أداء العمل وغيرها من الأمور التنظيمية المعروفة ، وهذا نزر بسيط من القدرة العقلية التي يملكها بل ويماثلها أيضا القدرة الجسمانية التي حباه الله بها ومازال محافظا عليها كشاب في العشرين ، وهذا ما يلاحظه غالبنا عندما يقوم بزيارة إلى أحد أندية اللياقة الرياضية ويرى العدد الكبير من المتقاعدين الذين يحرصون على المحافظة على لياقتهم ونشاطهم وقوتهم ، أو يقوم بجولة حول مضامير المشي المنتشرة ليرى أفرادا كثيرون تفرغوا بعد تقاعدهم لممارسة المشي صباحا وأحيانا عصرا أو حتى مساء ، ليثبتوا بذلك بقاء نشاطهم وصحتهم بأفضل حال .
وعندما نذكر مثل هذه الأمثلة فإنما نوجه من خلالها رسالة إلى كل الجهات بأن تستثمر تلك الطاقات وتستفيد من الخبرات التي لا يحدها زمن أو نظام ولا تضعف لها قوة ولا يكل لها عزم، ولكم شواهد ماثلة في قطاعات متعددة كالأمن والصحة والإعلام والاقتصاد والحراسات والجامعات ، رغم أنها لاتزال دون المأمول إلا أنها أثبتت نجاحها في استقطاب تلك القدرات واستمرارية عطاءها بما يعود بالنفع عليها وعلى المجتمع وتنمية الوطن ككل .
الخاتمة :
المتقاعد كنز ينتظر استغلاله وليس عبئا يترك على هامش الحياة .
بقلم / خالد النويس
الأربعاء 15 أكتوبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )