المعسكرات الصيفية بين الحاجة والاستفادة

نتفق جميعا على مدى التأثير القوي لأجهزة الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية على عقول الصغار والمراهقين وأيضا بعض الشباب ، وهذا ملاحظ بوضوح في بطء وقلة الفهم والاستجابة وتشتت الانتباه والاستيعاب سواء كان ذلك لفظيا أو حركيا ، وهذا ما أوجد لنا جيلا نحتاج معه إلى كثير من الجهد والعمل لفصله عن الحياة الافتراضية التي نشأ عليها ويظنها واقعا سهلا يستطيع التحكم فيه والتعايش معه ، ومن ثم إعادة أقلمته مع الحياة الواقعية التي سيواجهها بعد فترة من الزمن وسيكون ملزما بالتعامل معها .
وبما أننا استفدنا من التقنية في جميع مناحي حياتنا اليومية إلا أننا أغفلنا أو تغافلنا عن أهم سلبياتها التي انعكست على جيلنا الحالي ، فقد أثرت فيهم سلوكا وتعاملا وحركة ونطقا حتى ركنوا إلى الدعة والرفاهية والخمول وابتعدوا عن الحركة والاختلاط بالناس من حولهم ، فأصبحنا نرى كثيرا منهم يميل إلى العزلة والانطواء وتظهر عليه آثار السمنة وضعف النظر وهشاشة العظام وضعف التركيز وغيرها من الآثار السلبية التي ألقت بظلالها على جيل تعقد عليه الآمال بعد الله في بناء المستقبل ونهضة الوطن .
وإذا ما بحثنا عن حلول تقلل من تلك الآثار السلبية والتي طرحها كثير من المختصين في السلوك التربوي والنفسي فإننا سنجد من أبرزها وأهمها هو وجوب إيجاد بدائل حركية على أرض الواقع للتخلص من إدمان العالم الإفتراضي ، وهو أمر حاولت بعض الجهات الخاصة القيام به ولكن دوره كان ذا أثر محدود وغير مستمر رغم النتائج الجيدة ، لذا فإنه من الواجب والمسؤولية الملزمة أن تشترك في إيجاد البدائل عدة جهات حكومية يأتي في مقدمتها وزارة الداخلية ووزارة التعليم ووزارة الرياضة ومعهم الجامعات ومراكز البحث وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالطفولة والشباب للنظر والتنسيق حول الحلول الممكن تنفيذها بشكل تربوي وجاذب والاستغلال الأمثل لأوقات وإمكانيات هذا الجيل فيما يعود بالنفع والخير على هذا الوطن وشعبه ويواكب ما وصلت له المملكة من مكانة ونهضة وتقدم ، ولعل خير مثال وشاهد على ذلك هو تجربة الأندية الصيفية سابقا وماكانت تحويه من أنشطة مختلفة تنمي وتصقل هوايات ومهارات الشباب وتحفظ أوقاتهم تحت إشراف رسمي ودعم حكومي ، فما هو المانع من إعادة تلك التجربة على هيئة معسكرات صيفية خلال وقت الإجازة يعاد فيها تشكيل شخصية الشاب وتعليمه الفنون العملية والحركية التي يحتاجها في الحياة الواقعية وكيفية التعامل معها وغيرها من المهارات الفنية ، وأجزم أن هذا الموضوع ليس بغائب عن المسؤولين في الجهات المعنية ولكنه من باب التذكير للبدء في الإعداد لمشروع وطني يركز على استغلال جيل الشباب ويبعدهم عن إدمان أجهزة استنزفت عقولهم واستهلكت صحتهم .
الخاتمة :
المعسكرات الصيفية ضرورة حان وقتها .
بقلم / خالد النويس
الثلاثاء 17 يونيو 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )