حلول قاتلة

مع كثرة زحام السيارات وارتفاع سعر البنزين وزيادة الطلب على الوجبات السريعة فقد تحولت كثير من المطاعم الكبرى والصغرى إلى الاستعاضة عن السيارات كوسيلة توصيل بالدراجات النارية، وذلك توفيرا لقيمة البنزين اليومية وابتعادا عن الزحام الممل وسرعة في توصيل الوجبات طازجة للزبائن وكسب رضاهم.
وبالتأكيد أن هذه الدراجات النارية قد أسهمت نوعا ما في خفض زحام السيارات قليلا وتقليل التكاليف على شركات المطاعم ، أما ما يظهر لنا كسائقين في الشارع فإن دراجات التوصيل باتت خطرا يسايرنا في كل شارع رئيسي أو فرعي ، وبدلا من أن ننتبه للسيارات الأخرى أصبحنا نحذر منها بل ونحاول قدر الإمكان الابتعاد عنها ، ورغم أن المفترض العكس في ذلك إلا أن سائقي تلك الدراجات أصبحوا غير مبالين بخطورة وجودهم جنبا إلى جنب مع السيارات وعدم التزامهم بأقصى اليمين أو التقيد بسرعة محددة ، فأصبحوا وكأنهم في حلبة سباق يتنقلون ما بين اليمين واليسار ويقطعون – غالبا – إشارة المرور ويقفزون الأرصفة وغير ذلك من التجاوزات التي لا تخفى على الجميع ونراها بشكل مستمر ومتزايد يوميا .
في السابق كنا نطالب المرور بمعاقبة المستهترين من المتهورين في قيادة السيارات، أما اليوم فإن مطالبتنا أصبحت ضرورة ملحة بأن يوضع حد لتلك التجاوزات من دراجات التوصيل التي قد تودي بحياة أحد سائقيها أو أن تتسبب له بإعاقة مستديمة أو أن تحدث إرباكا لمن حوله من السيارات، ونحن على ثقة بأن هذا الأمر مأخوذ في حسبان إدارة المرور وتعلم بحجم المشكلة وعواقبها إلا أننا نتمنى منها الإسراع في وضع الضوابط الصارمة التي تحفظ الأرواح وتمنع الخطر.
الخاتمة:
أرواح الناس مقدمة على الحلول القاتلة .
بقلم / خالد النويس
الجمعة 23 أغسطس 2024 م .
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )