خبراء : فرض رسوم تعرفة للمياه على القطاع الزراعي للحد من الاستهلاك

صراحة – متابعات : أكد عدد من خبراء المياه والاقتصاد أن الاستهلاك الكبير من المياه يشكل تحديا كبيرا للمملكة في الوقت الراهن في ظل أن معدل استهلاك المياه في المملكة يعد أعلى المعدلات في العالم، فمثلا تشير الإحصاءات إلى أن معدل الاستهلاك اليومي للفرد الواحد في اليابان 99 لترا وفي ألمانيا 130 لترا وفي بريطانيا 136 لترا، فإن المعدل اليومي لاستهلاك المياه في المملكة للفرد الواحد 286 لترا.
وشددوا على أهمية فرض تعرفة المياه على القطاع الزراعي الذي يستنزف كميات كبيرة مقارنة بالقطاعات الاقتصادية والسكنية الأخرى وأهمية تكثيف الحملات التوعوية لنشر ثقافة الاستهلاك في حياتنا اليومية .
وفي مايلي ماقالوه:
القطاع الزراعي
يقول الدكتور عادل بشناق رئيس المنتدى السعودي للمياه والطاقة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه صناعة المياه في المملكة ولكن أبرزها الاستهلاك العالي لهذا المورد الحيوي في ظل الهدر الكبير في الطاقة وموارد المياه والموضوع غير قابل للاستدامة والجيل المقبل سيعاني من نقص المياه ومشاكلها .
وقال الدكتور عادل بشناق: إن فرض تعرفة المياه على القطاع السكني والصناعي حاليا مقترحا أن تشمل كل استعمالاتها لشتمل القطاع الزراعي الذي يشهد كميات كبيرة من الاستهلاك من الشركات الزراعية والمزارعين منوها بالدعم الكبير الذي تقدمة حكومتنا الرشيدة في هذا المجال مقترحا هذا الدعم يقدم للفئات الفقيرة وليس الجميع مؤكدا أن استهلاك المياه لن يتم بالحملات التوعوية فقط وإنما بزيادة التعرفة بدلا من الإسراف الملحوظ في حياتنا اليومية لهذا المورد الحيوي .
رعاية كريمة
ونوه الدكتور مختار محمد بلول الاقتصادي المعروف برعاية ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع ــ حفظه الله ــ اليوم حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السادسة التي تمنح كل سنتين للعلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية المهتمة بدراسات المياه في شتى أنحاء العالم تقديرا لإنجازاتهم العلمية في هذا المجال مما يجسد حرص سموه الكريم على دفع عجلة التنمية الوطنية الشاملة إلى الأمام.
وأكد أن الجائزة تهدف إلى المحافظة على هذه الثروة الطبيعية، واستشراف آفاق المستقبل وتحدياته في ظل الاستهلاك المتزايد في المدن من المياه الذي يشهد وتيرة متسارعة في الآونه الأخيرة مما انعكس على الطلب المتزايد على هذا المورد أولا، ثم قطاع الزراعة الذي يستنزف كميات كبيرة من المياه الجوفية وأهمية المحافظة على الثروة المائية من الهدر والاستهلاك الكبيرين في الحياة اليومية .
واقترح الدكتور بلول الاستفادة من ميا التحلية التي يعاد تسريبها إلى باطن الأرض وضخها لمحطات التنقية، وإعادة تكريرها واستخدامها مرة أخرة في الزراعة.
وقال: إن المملكة تشهد معدلات نمو كبيرة في خطط التنمية مما يحتم علينا مواكبتها في ظل الطلب المتزايد على المياه نتيجة لمعدلات النمو السكاني مقترحا الاستفادة من الطاقة الشمسية من خلال إجراءات البحوث والدراسات المستفيضة خاصة أن المملكة لديها مساحات شاسعه في الصحراء وتوظيف التقنيات الحديثة في هذا المجال.
ويشير الدكتور عبدالرحمن الصنيع الاقتصادي المعروف إلى أن المملكة تشهد ارتفاع استهلاك الفرد من المياه بشكل مفرط مقارنة بالدول الأخرى، والمتتبع لكميات الاستهلاك يدرك حجم وتفاقم الاستهلاك والأرقام المفجعة مما يتطلب تكثيف الحملات التوعوية من قبل الجهات الحكومية المختلفة.. مشيرا إلى أن الخبراء والمختصين يقدرون متوسط استهلاك الفرد من المياه في المملكة إلى نحو 30 ضعفا متوسط استهلاك الفرد على مستوى العالم، المقدر بعشرة ليترات يوميا خاصة أن الدولة تدعم المياه بشكل كبير وبرسوم تعرفة زهيدة مقارنة بتكلفة الإنتاج والتشغيل.
وطالب في ختام حديثة بنشر ثقافة الوعي العام، ووقف هذا الهدر المفرط في حياتنا اليومية بدلا من تحمل الدولة تكاليف باهظة ضختها في شريان هذا المورد وباستثمارات ضخمة من أجل المواطن.
( عكاظ )