سيناتور أميركي: قتل ألف إرهابي شهريا إنجاز كاذب في ‘فيتنام جديد’

صراحة-وكالات:اعتبر النائب بمجلس الشيوخ الأميركي رايان زينك أن ما يجري في العراق والحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بتنظيم “الدولة الاسلامية” يذكرنا بالحرب في فيتنام.
ويأتي تصريح النائب الاميركي ردّا على إعلان احد الجنرالات الاميركيين المكلف بقيادة الحملة الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، أن الحملة أدت الى مقتل “اكثر من الف” عنصر من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية كمعدل شهري.
وتساءل زينك في مقابلة مع سي ان ان” كيف استطعنا الحصول على أرقام مثل مقتل عشرة آلاف عنصر بالدولة الاسلامية منذ بدء الحملة؟ ليس لدينا أي قوات على الأرض يمكنها التحقق من هذه الأرقام، عملياتنا الاستخباراتية تتم من الجو.. هذه الأرقام هي مجرد تخمينات على أحسن الأحوال”.
وقال قائد القوات الجوية المشتركة في القيادة المركزية الفريق الطيار جون هيسترمان، في مؤتمر صحفي عقده بمقر”البنتاغون” الجمعة بواشنطن “القوات الجوية لم تكن فعالة فحسب بل تمكنت في الواقع من جعل كل نصر في ساحة المعركة ممكنا، فهي قد ساعدت القوات البرية على استعادة أراضٍ وقتلت أكثر من 1000 من مقاتلي عدونا (الدولة الاسلامية) شهريا، وقضت على معظم قدرات التنظيم على تكرير النفط”.
لكن زينك أكد “ما نراه هو أن تنظيم الدولة الاسلامية معقد، لديهم منظومة تعمل كالوزارات، لديهم وزراء للدفاع وللمعلومات وللدعاية والتمويل.. هؤلاء عناصر موهوبون في القيام بما يقومون به، الكثير منهم كانوا قادة سنيين من حقبة صدام حسين، وعليه عندما يتقدمون ويسيطرون على منطقة يقيمون ماهو الضروري وما نراه الآن هو تقييمهم لأهمية المياه”.
واعترف هيسترمان على أن ضرب التنظيم “يشكل تحديا أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكون عناصر التنظيم المسلح قد أحاطت نفسها بالسكان المسالمين”، مشيرا إلى تعقيد عملية ضرب أهداف التنظيم المسلح لـ”تواجده في مناطق التجمعات السكنية، ما يحتم سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، وهذا أمر لم نواجه واحدا مثله خلال 32 عاما”.
وتتحدث تقارير لمنظمات حقوق الإنسان عن وقوع ضحايا جراء القصف الجوي للتحالف لأهداف الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا كان آخرها غارة جوية نفذتها قوات التحالف الجوية فوق قضاء “الحويجة” التابع لمحافظة كركوك شمالي العراق، استهدفت معملا لتصنيع العبوات الناسفة تابعا الدولة الاسلامية ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من الاشخاص.
وفي تعليق منه على هذه الغارة الجوية قال هيسترمان “كما تعلمون فإن استهداف معامل تصنيع العبوات الناسفة، ليس بالشيء الجديد، لقد قمنا بهذا من قبل، وبسرعة فائقة بعد أن قام الدولة الاسلامية باللجوء لهذا الاسلوب الإرهابي (تفخيخ المصفحات) الذي يستخدمونه”.
وتابع قائلا “بعد عملية استهداف شديدة الانضباط، قمنا بالقاء كمية صغيرة إلى حد ما من الاسلحة (القنابل) على بناية تصنيع عبوات ناسفة في منطقة صناعية، إلا أن الانفجار الثانوي الناتج عن انفجار كمية كبيرة من المفرقعات شديدة الانفجار التابعة الدولة الاسلامية كان كبيرا جدا ودمر معظم المنطقة الصناعية”.
واستطرد قائلا “لم نرَ أي أدلة على وجود ضحايا من المدنيين حتى الآن، لكننا ندرس باستمرار جميع الدعاوى كما نفعل دائما”، ملقيا باللائمة على الدولة الاسلامية في هذا الأمر، حيث قال “لنكن واضحين بخصوص ما تسبب بالاضرار، فكمية هائلة من المواد شديدة الانفجار كانت الدولة الاسلامية تنوي تحويلها إلى سلاح قاتل لقتل القوات العراقية والمدنيين الابرياء، لذا، فإذا كان هنالك ضحايا بالخطأ فإن مسؤولية ذلك تقع على الدولة الاسلامية بشكل تام”.
وفي رد منه على مزاعم جون مكين -عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية اريزونا – بأن 75% من الطلعات الجوية لطائرات التحالف تنتهي دون ضرب أهداف، اعترف الطيار الأميركي بصحة التقدير، معللا ذلك بالقول “ما نحتاجه هو معلومات محددة عن موقع العدو”.
وقال نائب مجلس الشيوخ رايان زينك “واضح أننا لا ننتصر، الحملة الجوية وحدها فاشلة ونحن مستمرون في خسارة المساحات، ويتضح أكثر فأكثر يوميا أن السياسات المتبعة تسقط.. ماذا سنفعل في سوريا؟ ماذا سنفعل مع إيران؟ ماذا سيحدث إن حصلت إيران على سلاح نووي؟ وهل يمكننا إبعاد الإيرانيين ونفوذهم عن المناطق الشرقية في العراق؟ في الوقت الحالي أنا لا أرى أي مؤشرات على ذلك”.
وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي المناهض لتنظيم “الدولة الاسلامية”، تنضوي تحته أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية، وتشكَّل في صيف العام الماضي عندما تمدد التنظيم المتشدد في سوريا والعراق وهو ما أثار مخاوف إقليمية ودولية واسعة.
وشنَّ التحالف أولى غاراته الجوية ضد معاقل مسلحي “الدولة الاسلامية” في أغسطس/آب الماضي في العراق ومن ثم وسَّع عملياته لاحقا لتشمل سوريا أيضا.
ويهدف التحالف بالدرجة الأولى إلى إضعاف القوة الهجومية للمسلحين المتطرفين تمهيدا للقضاء عليهم بيد قوات محلية في العراق وسوريا يقوم عدد من دول التحالف بتدريبها.