مدن الترفيه في جزيرة ياس: تجربة متكاملة لعشاق المغامرة

تقع جزيرة ياس على بعد حوالي 30 كيلومترًا من وسط مدينة أبوظبي، وقد تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى واحدة من أبرز الوجهات الترفيهية والسياحية في المنطقة. من بين العناصر التي عززت هذا التحول، تبرز ثلاث مدن ترفيهية متميزة: عالم فيراري، ياس ووتروورلد، وكلايم. تقدم هذه المدن تجارب متنوعة تمزج بين الإثارة والتكنولوجيا والمغامرة، وتستهدف جميع الفئات العمرية من الزوار.
عالم فيراري: السرعة في قالب معماري فريد
يُعد عالم فيراري أول مدينة ترفيهية تحمل علامة فيراري التجارية في العالم. صُممت المدينة لتجسّد روح السباقات الإيطالية وأسطورة سيارات فيراري، وتتميز بهندستها المعمارية الملفتة، إذ يغطي سقفها مساحة ضخمة تعادل أكثر من 20 ملعب كرة قدم، بلون أحمر يرمز إلى العلامة الأسطورية.
توفر المدينة أكثر من 40 تجربة ومرفقًا، أشهرها “فورمولا روسا”، التي تُعتبر أسرع أفعوانية في العالم بسرعة تصل إلى 240 كيلومترًا في الساعة. إضافة إلى ذلك، هناك تجارب تحاكي سباقات الفورمولا 1، محاكيات قيادة، ومعارض تعرض تاريخ فيراري وتطور سياراتها، مما يدمج الجانب الترفيهي بالتثقيفي.
عالم فيراري لا يقتصر على عشاق السيارات فقط، بل يستقبل العائلات والأطفال أيضًا من خلال مناطق لعب مخصصة وتجارب كبار الشخصيات، ما يجعل زيارته تجربة متعددة الأبعاد.
ياس ووتروورلد: الحكاية المائية الإماراتية
على بُعد مسافة قصيرة من عالم فيراري، تقع مدينة ياس ووتروورلد، وهي حديقة مائية تتميز بطابعها المستوحى من التراث الإماراتي وقصص الغوص والبحث عن اللؤلؤ. تضم الحديقة أكثر من 40 لعبة مائية ومنزلقًا، وتتنوع التجارب فيها بين الترفيه العائلي والإثارة الحقيقية.
من أبرز معالم ياس ووتروورلد لعبة “دوامة”، وهي أفعوانية مائية فريدة من نوعها تجمع بين العناصر التقليدية والتقنيات الحديثة. وهناك أيضًا “بانديت بومبر”، أول أفعوانية مائية مزودة بتأثيرات الليزر والصوت. بالإضافة إلى ذلك، توفر الحديقة مناطق هادئة للاسترخاء ومناطق خاصة للأطفال.
الميزة اللافتة في الحديقة المائية ليست فقط في عدد الألعاب، بل في قدرتها على دمج القصة المحلية مع الترفيه، مما يضفي بعدًا ثقافيًا على التجربة.
كلايم: التحدي في أعلى جدار تسلق داخلي
تكتمل التجربة الترفيهية في جزيرة ياس مع كلايم أبوظبي، وهو مركز رياضي داخلي متخصص في المغامرات الجوية والعمودية. يضم كلايم أكبر نفق هوائي للقفز الحر في العالم بارتفاع 10 أمتار، إضافة إلى أطول جدار تسلق داخلي عالميًا بارتفاع 43 مترًا، ما يجعله وجهة فريدة لمحبي التحدي والمغامرة البدنية.
تم تصميم كلايم ليستقبل مختلف المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين. يوفر المركز مدربين معتمدين وتجهيزات عالية الجودة، مما يضمن الأمان دون المساس بالإثارة. كما يوفر بيئة تناسب العائلات والأطفال، حيث يمكن للصغار تجربة الطيران في النفق الهوائي ضمن مستويات آمنة وممتعة.
ما يميز كلايم عن غيره من مراكز التسلق والقفز أنه يجمع بين الرياضة والترفيه والتدريب، في منشأة واحدة مصممة بمعايير عالمية.
تكامل التجربة الترفيهية في جزيرة ياس
وجود هذه المدن الثلاث في موقع واحد يعكس فلسفة شاملة في تطوير جزيرة ياس كمركز متكامل للترفيه والسياحة. التنقل بين عالم السرعة الإيطالية في فيراري، والقصص التراثية المائية في ياس ووتروورلد، والتحدي البدني في كلايم، يمنح الزائرين تجربة متعددة الجوانب، لا تعتمد على نوع واحد من الترفيه، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والرياضية والتعليمية.
كما توفر الجزيرة بنية تحتية متكاملة تُسهل الوصول إلى هذه المدن، من وسائل النقل إلى الفنادق والمطاعم، مما يعزز من قابلية قضاء أكثر من يوم في استكشاف كل معلم على حدة.
وجهة مستمرة في التوسع
أخيرا، أصبحت الإمارات من الدول الهامة للسياحة حيث تحتوي أماكن ثقافية وترفيهية هامة، خاصة ما توفره جزيرة ياس من تجارب غنية ومتنوعة في عالم فيراري، ياس ووتروورلد، وكلايم، فإنها لا تمثل فقط نقطة جذب للسياحة الداخلية والخارجية، بل تقدم نموذجًا ناجحًا لتكامل الاستثمارات في قطاع الترفيه. ويبدو أن طموحات التطوير مستمرة، مما يعزز من مكانة الجزيرة كإحدى أبرز وجهات الترفيه في المنطقة.