مرسي يستعد لتوجيه خطاب قبل احتجاجات 30 يونيو

صراحة – وكالات :
يستعد الرئيس المصري محمد مرسي لتوجيه كلمة للشعب يذيعها التلفزيون اليوم الاربعاء قد تحدد مصيره السياسي في حين يستعد ملايين المصريين للتظاهر مطلع الاسبوع القادم للمطالبة برحيله. ودفعت المخاوف من وقوع مواجهات في الشوارع بين أنصار مرسي وقطاع عريض من المصريين الساخطين الى تخزين الطعام وشراء الوقود.
ويستعد الجيش والشرطة لاحتواء أي اضطرابات بنشر قوات وحواجز حول المباني العامة. ولم يعط مرسي أي اشارة الى محتوى ما وصفه مساعدوه بأنه “خطاب مهم” من المقرر أن يبدأ في حوالي التاسعة والنصف مساء (19:30 بتوقيت جرينتش) في قاعة للمؤتمرات بالقاهرة. ويتوقع البعض أن يجري تعديلا وزاريا في محاولة لاحتواء الغضب ضده.
ويخشى بعض المراقبين من أن تكون مصر على وشك الانفجار مرة أخرى بسبب مزيج من الاستقطاب السياسي منذ الثورة التي أطاحت بحسني مبارك وركود اقتصادي يشير الى أن حكومة مرسي على وشك الافلاس ماليا.
وبينما يخشى عدد من معارضيه الحكم الاسلامي فان الاغلبية تشعر بالاحباط نتيجة تراجع مستويات المعيشة.
ودعت واشنطن مرسي لاشراك المعارضة في العملية السياسية والمضي قدما في الاصلاح الاقتصادي.
وتصر جميع الاطراف على أنها لا تسعى للعنف لكن وقعت اشتباكات وسقط قتلى في الايام القليلة الماضية. وحذر الجيش من أنه قد يتدخل بعد عام من تسليمه السلطة للرئيس المنتخب. وشاهد سكان مدرعات تتخذ مواقعها بالقرب من طريق سريع الى القاهرة.
ويتمتع الجيش بمكانة عالية بين المصريين خصوصا منذ أن نحى مبارك عن السلطة في أعقاب انتفاضة في عام 2011 . وأصدر وزير الدفاع تحذيرا يوم الاحد داعيا السياسيين الى التوصل الى تفاهم بينما دافع في الوقت نفسه عن //الارادة الشعبية//.
وربما يكون هناك شك في ولاء الشرطة وأجهزة الامن الداخلي الاخرى لحكومة يقودها اسلاميون ظلت لعقود تقمعهم في عهد مبارك . ومن المقرر أن تشهد البلاد يوم الاحد مظاهرات حاشدة للمعارضة لكنها قد تبدأ قبل ذلك.
ويقول مرسي ان عريضة تطالب بتنحيه تحمل أكثر من 15 مليون توقيع هي وسيلة غير ديمقراطية. ويتمتع مرسي بدعم من الاسلاميين الذين نظموا استعراضات للقوة في الايام القليلة الماضية ويعتزمون تنظيم مظاهرة ضخمة في القاهرة يوم الجمعة.
لكن الجيش والمراقبين للوضع من الخارج حثوا مرسي على احتواء الخلافات مع المعارضين. وبينما يقول مرسي انه حاول ذلك يقول معارضوه انه وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها والاسلاميين المتشددين يحاولون احتكار السلطة.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في السعودية أمس الثلاثاء //هذه المظاهرات عفوية وتحرك مصري خالص. نتطلع أن تدفع الحكومة في النهاية الى موقف يؤثر على الاصلاحات وتنفيذ الخيارات المطلوب اتخاذها.//
وتابع قائلا انه يأمل //ألا تؤدي هذه المظاهرات الى العنف وأن تكون محفزا لتغيير ايجابي في مصر.//
وقد يقدم مرسي في كلمته اليوم استعراضا موجزا لانجازاته التي حققها منذ انتخابه رئيسا لمصر وأن يشرح خططه للتغلب على أزمة متنامية للميزانية. وحصل الرئيس المصري على مساعدة من قطر ومن دول عربية نفطية غنية أخرى لكن قد يكون من المطلوب تطبيق اصلاحات رئيسية خفضا للدعم على الوقود والغذاء.
ويتوقع البعض أن يعلن مرسي تعديلا وزاريا ربما يشمل تغيير رئيس الوزراء هشام قنديل بشخصية من المعارضة. وتدور حوارات على مواقع التواصل الاجتماعي عن خطوة أكثر جرأة باستدعاء الجيش أو بالدعوة لانتخابات.
وليس لدى المعارضة توقعات كبيرة. ويعتزم النشطاء الليبراليون مشاهدة الخطاب على شاشة عرض في ميدان التحرير الذي شهد الثورة ضد مبارك في يناير كانون الثاني 2011 .
ويقول المتحدث باسم جبهة الانقاذ خالد داود وهي تحالف لاحزاب المعارضة ان مرسي //أضاع عددا من الفرص في الماضي لبناء جسور مع الشعب المصري. وفي هذه اللحظة فات وقت أي اجراءات محتملة لا تصل الى حد اجراء انتخابات رئاسية لمنع المظاهرات.//
وشبه داود كلمة مرسي بكلمات مبارك التلفزيونية أثناء الانتفاضة. وأقال مبارك رئيس وزرائه في محاولة غير مجدية لاسترضاء الحشود الغاضبة. وانقلب عليه جيشه وسهل تنحيه بعد 18 يوما.
والصعوبات الاقتصادية هي مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للمصريين العاديين خصوصا منذ أن تسببت الاضطرابات التي صاحبت الثورة في ابعاد السياح وهم مصدر رئيسي للدخل. ويدور الحديث في البلاد منذ أسابيع عن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
وهناك طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود في القاهرة ومدن أخرى.
ومن الانتقادات الاخرى الموجهة لمرسي لجوئه الى الجماعات الاسلامية الاكثر تشددا ومن بينهم متطرفون سابقون.
وأثار قتل خمسة من الاقلية الشيعية في مصر على أيدي حشد غاضب مخاوف بين الاقليات بما في ذلك الاقلية المسيحية الذين يشكلون عدة ملايين. واستخدمت المعارضة هذا الحادث لتصوير مرسي على أنه متسامح مع التطرف.