الوعد مع سعد

الحصار والانتصار :- كنا نظن وكان الكثير من المراقبين والمحللين يظنون أن الصراع في السودان هو بسبب خلاف رجلين هما عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد دقلو مع علم الجميع أن هاذين الرجلان تحالفا للأطاحه بحكم البشير . وكانا صديقين متفقين يسهران وينامان ويلعبان الكيرم والدومنه في نفس المكان . نعم الرجلان اختلافا على تقاسم السلطة وتقاسم الثروة ودمج الجيش والدعم السريع وهذه خطة المندوب الأمريكي ومندوب الأمم المتحدة . لكنهما دخلا الحرب بخطط أمريكية امميه أوروبية مدعومة من دول اقليميه وبعضها خليجيه لإدخال السلاح والعتاد خاصه لقوة الدعم السريع الذي يقوده دقلو . السؤال هنا لماذا هذه الحرب مع ان معظم الفرقاء السودانيون قد وقعوا على اتفاقيات سلام ومصالحه تفضي الى نقل السلطات الى حكومة مدنيه . أنا أفيدكم لماذا . الامريكان والاوروبيون غاضبون من الدور السعودي في منطقة الشرق الأوسط والدور الذي تلعبه بجلب السلام والهدوء والاستقرار لدول المنطقة التي عانت من حروب استمرت عقدين من الزمن . التقارب بين السعودية وإيران الذي سوف ينهي الصراعات والإرهاب في المنطقة التي تستفيد منه أمريكا الممثلة في مصانع الأسلحة والبنك الدولي الماسوني وأوروبا. العلاقات المميزة بين السعودية وروسيا والصين ومحاولة تحييد الامريكان . الدور السعودي في إدارة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. السعودية العظمى القادمة بقوه وخروجها من تحت المظلة الأمريكية . قرب انتهاء الحصار الذي فرضه الامريكان على السعودية مستخدمه حليفتها في المنطقة إيران من العراق شمالاً واليمن جنوباً و إيران و اذنابها شرقاً . قصف مناطق النفط السعودي في بقيق وخريص من قبل الحشد الشعبي في جنوب العراق بأسلحة أمريكية . كل ذلك لم يثني السعودية العظمى من مواصلة دورها في المنطقة لا وفي العالم اجمع . احتواء سوريا واعادتها لعالمها العربي وهذا يعني خروج الامريكان منها . إدارة الأزمة اليمنية واحلال السلام في اليمن . محاولة إعادة لبنان وانقاذه من سيطرة حزب اللات المجوسي . البحر الأحمر من أهم البحار في العالم يمر من خلاله اكثر من ثلث تجارة العالم ونفطها . حاول الامريكان تمرير مسرحية القرصنة وانه لابد من حماية البحر الأحمر ولكنها لم تنجح . السعودية العظمى لديها مشروعين من أكبر المشاريع في العالم نيوم و ذالاين و البحر الأحمر و أي مساس بهم يعتبر خط أحمر. لذلك قرر الامريكان إيجاد منطقة صراع ملتهبة على البحر الأحمر لضرب الاستثمار في مثل هذه المشاريع العملاقة ولن يتحقق ذلك الا بوجود منطقه ساخنه غير مستقرة جديده في المنطقة لأشغال السعودية عن تنميتها وتطورها . وهذا حذرت منه منذ بدأت مسرحية القرصنة عام ١٩٩١ م وحذرت من نشوب صراع وحرب اهليه في السودان بعد الانقلاب والإطاحة بحكومة البشير عام ٢٠١٩ م . لذلك ستستمر الحرب والصراع في السودان وقد تمتد الى مصر واثيوبيا . هذا صراع من أجل البقاء وامريكا لن تتنازل عن عظمتها وسيطرتها وقوتها وتحكمها في العالم ولن تسقط بسهوله كما يتصورها البعض . لذلك يجب علينا قراءة الواقع حتى نعرف الأسباب . ( السعودية العظمى ستنتصر بأذن الله على أعدائها ثم بحكمة قادتها وتمكنهم من إدارة الأزمات والتنبؤ بها ). والعالم كله يشاهد هذه الأيام الجهود الجليلة الإنسانية التي تقوم بها السعودية لإنقاذ وإجلاء الاف من البشر من جميع الجنسيات ونقلهم من السودان الى السعودية وأصبحت ملجأ وملاذ للأمان والاستقرار وهذا ينعكس جلياً على أيضاً على مستوى سياستها الخارجية حيث تتحرك دون كلل لبحث سبل التهدئة واحلال السلام وحل الأزمة في السودان. اللهم آمنا في أوطاننا .

الدكتور / سعد بن عبدالعزيز العودة
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
30 إبريل 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )