المقالات

اليوم الوطني السعودي.. ذاكرة تتجدد ومجد يتواصل

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

اليوم الوطني السعودي ليس مجرد تاريخ يُسجَّل في صفحات التاريخ، ولا مناسبة عابرة يتبادل فيها الناس التهاني، بل هو لحظة تتوقف عندها عقارب الساعة لتستعيد المملكة قصتها مع المجد، وتجدد روحها بالولاء والانتماء. في هذا اليوم تعود الذاكرة إلى البدايات، حين نهض الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود  طيب الله ثراه  من قلب الصحراء، فجمع شتات الأرض وصاغ من الرمال المتناثرة وطنًا موحّدًا يحمل راية التوحيد ويعلن ميلاد دولة قوامها العزيمة ورسالتها الوحدة ورمزها الكرامة.

 

ومنذ ذلك الفجر الجديد تتابعت الفصول، فالأجداد غرسوا البذور الأولى، والأحفاد يحصدون ثمار النهضة، والوطن لم يكن يومًا مجرد حدود جغرافية، بل كان مشروعًا إنسانيًا تبنى لبناته بالعدل وتُرصّع جدرانه بالعلم ويُسقى عطشه بالتضحيات. ومع مرور العقود لم تتوقف المملكة عند حدود التأسيس، بل ارتقت لتصبح صوتًا مسموعًا في الإقليم والعالم، وصورةً مضيئةً لقوةٍ متجددة تتقاطع فيها الأصالة مع الطموح.

 

وفي حاضرنا تتجلى معاني التغيير والنهضة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله  حيث تحولت الرؤية إلى مسيرة متدفقة بالحياة. رؤية السعودية 2030 ليست وثيقة حكومية فحسب، بل وعد لأبناء الوطن بأن القادم أجمل، وأن مسيرة البناء لن تتوقف. فاقتصاد يتنوّع، وثقافة تتفتح، ومجتمع يتجدد، وتقنية تضع المملكة في قلب العالم الحديث.

 

إن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد أناشيد تُردّد أو شعارات تُرفع، بل هو وعي يتجدد بأننا جزء من قصة عظيمة بدأت قبل تسعين عامًا وما زالت تُكتب بمداد الطموح. يوم نقف فيه أمام أنفسنا لنفكر بما قدّمنا للوطن وما سنترك للأجيال من بعدنا. هو عهد أن الوحدة ليست حدثًا مضى بل روح متجددة، وأن الولاء ليس كلمةً تقال بل سلوك يُمارس.

 

وهكذا يصبح اليوم الوطني إعلانًا متكررًا بأن الماضي حاضر فينا، وأن المستقبل ينتظرنا، وأن السعودية ليست قصة تُروى بل رسالة تُعاش ومسيرة لا تعرف التوقف. هنا تتقاطع جذور التاريخ مع غصون الغد، وهنا يظل الوطن العظيم شامخًا، اسمه السعودية.

 

الكاتب / بندر نواب

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 

للاطلاع على مقالات الكاتب السابقة ( اضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى