المقالات

نزاهة

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

لا توجد دولة في العالم على مر التاريخ لم تتعرض فيه لنوع من أنواع الفساد إما في فترة معينة أو فترات مختلفة ، وهذا أمر بديهي نسبة إلى طبيعة البشر الذين يحملون في دواخلهم إما الخير أو الشر أو يجمعون بين الصفتين بنسب متفاوتة وتغلب إحداهما على الأخرى .

وبما أن الفساد من أخطر وأبشع السلوكيات السلبية التي تنخر في عضد أي مجتمع وتشل أركانه وتجعله عرضة للسقوط الأخلاقي فقد استشعرت المملكة هذا الخطر وسارعت بإنشاء جهاز حكومي خاص بمواجهته والقضاء على منابعه وأسندت له صلاحيات كبيرة تمكنه من أداء مهامه انطلاقا من تعاليم الشريعة الإسلامية ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا ) وامتثالا للسنة النبوية ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وأكد هذا النهج الشرعي ولي العهد في مقولته الشهيرة قبل سنوات : ( لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيا من كان ) ، وبالفعل لا بالقول تمت ترجمة وبرهنة ذلك على أرض الواقع وأصبحنا نرى بين فترة وأخرى إعلانات من هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ( نزاهة ) لإيقاف أشخاص توفرت الأدلة على ارتكابهم لجرائم مخالفة للأنظمة وخاصة تلك التي فيها تعد على المال العام أو سلب حق غير مكتسب ، بل وحتى ما هو أقل من ذلك عندما تم الإعلان عن إيقاف موظف يعمل بشركة المياه الوطنية لحصوله على مبالغ مالية من مقيم يعمل في شركة للعزل المائي مقابل تزويده بأرقام هواتف عملاء شركة المياه الوطنية ، وهو ما أدخل الراحة والاطمئنان في نفوس الكثير من الذين عانوا إزعاجا ممنهجا طوال السنتين الماضيتين بسبب تسريب وبيع أرقامهم .

ومن هذا الإعلان نستنتج الدور القوي والمهم والفاعل للمواطن والمقيم على حد سواء في المشاركة بالإدلاء عن أي معلومة أو أدلة مؤكدة وموثقة تفيد في الوصول إلى الفاسدين وأن بلاغاتهم يتم التعامل معها بكل سرية عبر قنوات الاتصال الرسمية للهيئة التي يتم تضمينها في كل إعلان لها، وأما نحن فإننا مطالبون بالصبر وعدم استعجال النتائج التي تحتاج إلى أدلة وبحث ومراقبة وتحليل وغيرها من الأمور التي قد تأخذ وقتا حتى تصل إلى الحقيقة وتجتث الفساد من جذوره..

 

الخاتمة:

شكرا (نزاهة) كنتم ومازلتم مصدر ثقة واطمئنان.

 

بقلم / خالد النويس

الجمعة 15 أغسطس 2025م

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى