رويترز: الاتفاق المطروح سيوقف البرنامج النووي الإيراني لمدة 25 عاما ولا يفككه تماما

صراحة – رويترز: في خطوة مفاجئة أربكت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاوضات مع إيران الشهر الماضي، سعياً للتوصل إلى اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات، حسب ما كشفه ثمانية مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”.
وبحسب المصادر، كان نتنياهو قد توجّه إلى واشنطن طلباً لدعم أميركي لشن ضربات على منشآت إيران النووية، لكنه تفاجأ قبل أقل من 24 ساعة من مؤتمر صحفي مشترك بأن إدارة ترامب ستبدأ محادثات مع طهران خلال أيام.
اتفاق شبيه بـ”الاتفاق النووي لعام 2015″ ولكن بشروط مشددة
تشير التفاصيل التي حصلت عليها “رويترز” إلى أن الإطار الجديد قيد التفاوض يشبه إلى حد كبير اتفاق 2015 (الذي انسحب منه ترامب في 2018)، لكنه يتضمن تعديلات صارمة تشمل تمديد المدة إلى 25 عاماً، وتوسيع آليات التحقق، وتمديد بنود “انقضاء المهل” (sunset clauses) التي تنتهي فيها بعض الالتزامات النووية الإيرانية.
وتنص المقترحات على أن تقلّص إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب، وتحد من استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتخفض نسبة التخصيب إلى 3.67%، مقابل رفع العقوبات. وتخضع هذه الالتزامات لمراقبة غير مسبوقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إيران تطالب بضمانات.. و”الخطوط الحمراء” تعرقل التقدم
إيران، من جهتها، تطالب بضمانات تمنع انسحاب أي رئيس أميركي مستقبلاً من الاتفاق الجديد، كما فعل ترامب سابقاً. وأكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن طهران منفتحة على تصدير أو تخفيف جزء من مخزونها، وحتى بيعه للولايات المتحدة، ضمن اتفاق شامل.
لكن مطالب نتنياهو تُعقّد المسار؛ فهو يشترط “صفر تخصيب” ونزع كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية على غرار النموذج الليبي، في حين تؤكد إيران أن حقها في التخصيب غير قابل للتفاوض.
البرنامج الصاروخي نقطة اشتباك جديدة
واشنطن وتل أبيب تضغطان لوقف تصنيع إيران للصواريخ الباليستية، فيما تعتبر طهران أن ذلك حق مشروع للدفاع عن النفس. إيران عرضت فقط الامتناع عن تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كـ”بادرة حسن نية”، لكنها ترفض توسيع المفاوضات لتشمل برنامجها الصاروخي.
تعزيزات عسكرية أميركية وتحركات إسرائيلية
وسط هذه المفاوضات المعقدة، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة عبر نشر ست قاذفات استراتيجية من طراز B-2 في جزيرة دييغو غارسيا، وتحريك حاملتي طائرات ومنظومات دفاع جوي. وتشير تقارير إلى أن واشنطن قد لا تشارك في أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، لكنها قد تقدم دعماً غير مباشر.
ويرى محللون أن الظروف الإقليمية تخلق “نافذة تاريخية” لإسرائيل قد تستغلها لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، رغم المخاطر السياسية والعملياتية المترتبة على مثل هذا القرار.
رغم الزخم في التفاوض، ما زالت الخلافات حول التخصيب والضمانات والبرنامج الصاروخي، بالإضافة إلى الحسابات الإسرائيلية، تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي. وكما قال أحد المحللين: “إيران اليوم ليست بصدد الاستسلام… بل تحاول النجاة بشروط مقبولة”.