قادة المستقبل

تبوأت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة مكانة مرموقة واكتسبت شهرة عالمية وسمعة ذائعة الصيت في مجالات متعددة بفضل الله ثم بفضل الثقة التي طرحتها حكومة المملكة في جيل الشباب من الجنسين واعتمدت على أفكارهم المتقدة وهيأت لهم سبل النجاح المادية والمعنوية بعد أن سلحتهم بسلاح العلم والمعرفة ودعمتهم بالتمكين والتشجيع، فصرنا نرى الإنجازات السعودية المتوالية على يد هؤلاء الشباب المبدعين.
هذه الثقة ليست وليدة لحظة أو صدفة ، بل هي نتاج سنوات تخطيط وتأهيل وتدريب وقراءة للمستقبل واتجاهاته المحلية والعالمية في آن واحد ، وهي خطوة لا تستطيع القيام بها إلا الدول العظمى والمملكة بكل تأكيد واحدة منها ، ومن هنا يجب أن نستشعر المسؤولية وأن نشارك قادتنا حفظهم الله في زرع الثقة في نفوس الصغار من جيل المستقبل بكل الأساليب والطرق التربوية الحديثة التي تغرس وتنمي الثقة بداخلهم وتشجعهم على إبراز مواهبهم وبالتالي يسهل علينا معرفة قدراتهم وتوجيهها التوجيه الأمثل الذي يخدم الوطن والمجتمع ويساعد على تنميته وتقدمه بين المجتمعات العالمية ، ولا ريب أن أول المعنيين بزرع الثقة هما الوالدان في المقام الأول ، ويأتي بعد ذلك المعلمون والمعلمات في المدارس لقربهم ومعرفتهم بالطلاب وما يميلون له وينجذبون إليه .
ولكي نغرس الثقة لدى الطلاب في وقت مبكر يجب أن تستعاد كثير من الأنشطة اللاصفية التي تم إلغاؤها في المدارس ، فما زلنا نتذكر مجموعة الكشافة ومجموعة الرحلات ومجموعة البيئة ومجموعة المقصف وغيرها من المجموعات المدرسية التي كانت تبث الحماس والنشاط وتعلم العضو الثقة والاعتماد على النفس وتبعث التنافس بين أعضاء المجموعة الواحدة وبين المجموعات الأخرى ، وبالتأكيد أن كثيرا من القادة وذوي المناصب ووجهاء المجتمع والمسؤولين قد تعززت ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم من خلال تلك الأنشطة في مرحلة مبكرة من عمرهم ، فليتها تعود في زماننا الحاضر ، فالجيل الحالي بأمس الحاجة إليها .
الخاتمة :
قادة المستقبل بحاجة لغرس الثقة فلا تبخلوا عليهم به.
بقلم / خالد النويس
الأحد 02 فبرابر 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )