من 5000 إلى 40000

عمل الخير متأصل في النفس البشرية السوية بشكل عام أينما وكيف ما كانت، وبشكل خاص في النفس المسلمة التي يحثها ويدفعها دينها إلى السعي في كل ما من شأنه بذل الخير والمساهمة فيه، حتى ولو كان سقيا حيوان (أعزكم الله) في أرض فلاة فما بالنا بمساعدة إنسان بشكل خيري وتطوعي ، سواء كانت مساعدة مادية بالعطاء الملموس أو مساعدة معنوية بالشعور المحسوس .
وبما أن فعل الخير يكون من تلقاء النفس النقية الراغبة في كسب الأجر من الله والبحث عنه فإنه من المؤسف والمؤلم أن نسمع عن نفوس ارتضت الدناءة والوضاعة عندما استغلت نداء الخير لرسم الابتسامة ورفع المعنويات وجعلت تلبيتها له مشروطة بمبالغ باهظة تدفع لها حتى تقبل بالمشاركة في العمل الإنساني ، وهذا أمر كنا نسمع به ونظنه نوعا من المبالغة – على الأقل في اعتقادي الشخصي – لأننا لم نعتد على هذا الشي مطلقا من أفراد من مجتمعنا المسلم الذي يضرب به المثل في التسابق على فعل الخير ، إلا أن أحد الأساتذة الثقات أكد ذلك وأنه من خلال عضويته في أكثر من جمعية إنسانية قد طلب بعض من يقال عنهم (مشافيح) وسائل التواصل مبالغ منهم تراوحت بين ال5000 وال40000 ريال مقابل مشاركتهم مع هذه الجمعيات لزيارة المرضى ورفع معنوياتهم .
قد يظن البعض أن كلام الأستاذ فيه نوع من الإجحاف أو المبالغة في الرقم ولكن من سبق له التعامل مع بعض هؤلاء ( المشافيح ) سيتيقن أن المبالغ قد تكون أعلى بكثير كلما زادت الشهرة وزاد عدد المتابعين ، ولذا فنحن لانلوم فقط بعض ( المشافيح ) على طلبهم لتلك المبالغ الباهظة بل نشرك في اللوم بعض الجهات التي وافقت أن ترضخ لطلباتهم وتساعدهم بشكل غير مباشر على الاستمرار في تفاهتهم وجعلتهم ينظرون لفعل الخير على أنه وسيلة لملأ أرصدتهم المالية لدى البنوك ، أما أرصدتهم الإنسانية لدى المرضى فهي آخر اهتماماتهم إن فكروا فيها .
الخاتمة:
بعض (المشافيح) قد يتمنى يوما زيارة إنسانية وربما لن يجدها.
بقلم / خالد النويس
الأربعاء 11 يونيو 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )