محليات

اشتر ماجستير وخذ الدكتوراه مجاناً في أسبوعين و المصادر تكشف 300 جامعة وهمية

5

صراحة – متابعات :

اشتر شهادة بكالوريوس وخذ ماجستير مجانا.. هل ترغب، جادا، في الحصول على شهادة جامعية رفيعة.. إن لم يكن لديك وقت كاف للبحث والدراسة وعصف العقل والدخول في الامتحان فإن هناك جامعات تبعث لك الشهادة «هوم ديلفري»!

هل تحلم بالحصول على الدكتوراه دون عناء أو معرفة شيء عن محتواها ؟ إن كان في رصيدك مبلغ 4 آلاف دولار أمريكي فأنت دكتور بفلوسك.. فقط ابعث المعلوم وتصلك الشهادة أينما كنت..

المصادر اخترقت الخط الأحمر وأجابت على كل الأسئلة السالفة بعدما توغلت إلى مافيا الشهادات العلمية المضروبة التي تصدرها حزمة من الجامعات التي تزعم أنها أمريكية، وتدور حولها شبهات بأنها أسماء وهمية تتستر تحت تقديم خدمات «التعليم عن بعد» من دون أي اعتمادات أكاديمية معترف بها من  الجهات النظامية.
,,,اتصال هاتفي كاف لمنحك الدرجة العلمية و المصادر تكشف 300 جامعة وهمية,,,
,,,جامعات تزعم تصديقها الشهادات المضروبة في السفارة بواشنطن,

قراءة بسيطة في التقارير الصحفية والأكاديمية عن حقيقة «الجامعات الوهمية» كشفت المثير والغريب، لكن يصعب الجزم في الملف بناء على هذه القراءات دون دراسة استقصائية مستفيضة حول مدى صحة الوقائع والشبهات والاتهامات التي تداولها الوسط الثقافي والفكري والتعليمي عندما تحدثت بعض المواقع عن أصحاب «حالات الدكتوراه» وهي الحالات التي تناولتها الوسائط الإعلامية والمجتمعية على مدى السنوات الماضية بشكل مستمر ومتزايد مع تنامي أعداد جامعات «التعليم عن بعد».

شبكات التواصل الاجتماعي وفضاء السايبر لم تقف صامتة في هذا الحفل، فتناولت الادعاءات والاتهامات و «الأسماء» على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي، إذ تقول تلك الوسائط إن الشهادات التي حصل عليها هؤلاء وأولئك منسوبة إلى جامعات وهمية تهدي الدرجات العلمية والأكاديمية مقابل المال، إذ يتخفى أصحاب تلك الجامعات داخل دهاليز الشبكة العنكبوتية دون أن يتركوا أثرا يقتفى لمعرفة حقيقة مصدر هذه الجامعات ومواقعها.

المصادر  اخترقت ملف الجامعات الوهمية والشهادات المغشوشة وحالات الدكتوراه الكاذبة، واستقصت الأمر من كل جوانبه لترصد 306 جامعات من هذه الشاكلة، وتشير المعلومات التي تم جمعها بأن تلك الجامعات لم تحصل على أي اعتمادات أكاديمية وصنفت الشهادات الصادرة عنها بأنها وهمية أو «مضروبة» بحسب المعنى الدارج «Diploma Mill»، وهي على الأرجح مرفوضة من أغلب قطاعات العمل والتوظيف في العالم.. بل إن الجهات المختصة تعتبر استخدام تلك الشهادات للحصول على الوظيفة أو الترقي بها جريمة يعاقب عليها القانون.

جامعات تحت الخدمة السريعة

بعد فرز أسماء الجامعات، اخترنا عينة من 15 جامعة لمراسلتها واستقصاء الحقائق عنها عمليا، ومن أبرز تلك الجامعات جامعات كلومبس، أمباسادور، بلفورد وجامعة هاميلتون، بالإضافة إلى أسماء أخرى اختيرت من القائمة بشكل عشوائي، ومنها جامعات آشوود، روشفيل، لورينز، كورلينز، ألميدا، هيل وجامعة وودفيلد.

في المرحلة العملية الحاسمة، تقمصت المصادر شخصية وهمية لشاب يحمل شهادة ثانوية عامة منذ سنوات، ويبحث عن قبول لإكمال دراسته الجامعية عن بعد، الخطوة الأولى بدأت بمراسلة الجامعات المذكورة عبر مواقعها الإلكترونية، ولم يكن الأمر معقدا في بادئ الأمر، إذ وصلت ردود مباشرة عبر البريد الإلكتروني أشارت إلى أن مسؤولي القبول سيتواصلون هاتفيا مع مقدم الطلب عبر أرقام تواصل هاتفية. وبعد ساعات معدودة تلقى الباحث عن الدراسة الجامعية عن بعد وابلا من الاتصالات الهاتفية من مندوبي القبول في الجامعات تلك..

ثمرة المكاتبات والأخذ والرد عبر البريد الإلكتروني ظهرت بصورة جلية في محادثة هاتفية أوضحت الكثير من الحقائق، إذ كانت أولى «الثمرات» مكالمة هاتفية واردة من جامعة بلفورد الأمريكية، والمحادثة صورة طبق الأصل من مكالمات مماثلة تلقتها المصادر  من جامعات أخرى.. وبإمكان القارئ الاستماع إلى نص المكاملة عبر «باركورد» مرفق مع التحقيق..

مع مرتبة الشرف

انتهت المكالمة الهاتفية المريبة مع مندوب جامعة «بلفورد»، التي يعتبر مقرها الرسمي مجرد صندوق بريدي في مدينة هامبل بولاية تكساس، ترسل منه الشهادات دون معرفة المصدر الأساسي أو الموقع الذي تعد منه هذه الشهادات، وإن كانت بعض المصادر تشير إلى أنها ترسل من إحدى الدول العربية، كما أشار لذلك كريغ ماليسو من صحيفة هيوستن برس، في تحقيق صحفي أجراه عن هذه الجامعة قبل سبع سنوات بعنوان «احتيال من الدرجة الأولى»، ونضيف بأنه ليس لهذه الجامعة أو مثيلاتها من ضمن قائمة الجامعات التي راسلتها المصادر خلال هذا التحقيق أي اعتماد أكاديمي من أي وكالة اعتماد معترف بها من قبل وزارة التعليم الأمريكية USDE، أو اعتماد مجلس التعليم العالي الأمريكي CHEA.

بعد المكالمة الأولى تلقت المصادر سيلا من الاتصالات المشابهة، وكانت في مجملها نسخة طبق الأصل الأولى من حيث الأسلوب والإجراءات والمنهجية التي تمنح بها الشهادات، مع فوارق طفيفة من حيث التكلفة وإضافة رسوم للتصديق، بعض الجامعات مثل جامعة ألميدا (Almeda University) وكولومبس (Columbus Univeristy) تفرض رسوما إضافية للتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف، أما جامعة هاملتون (Hamilton University) التي كانت تصدر من غرفة في أحد فنادق فئة النجمتين يحمل اسم «موتيل 6» في مدينة ايفانستون بولاية ويومينغ، فلم يكن باستطاعتنا الوصول لموقعها لأنها ظلت تغير اسمها ومواقعها بعد ملاحقة الجهات القضائية لها، حيث انتقل عنوانها البريدي ما بين ولايتي ويمينغ وهاواي الأمريكية، ثم تغير اسمها إلى جامعة ريتشاردسون، وباتت تصدر شهاداتها من جزر الباهاما قبل أن تختفي نهائيا منذ عام 2008م

جامعات صناديق البريد

أشارت مصادر إلى أن الجامعة المذكورة أغلقت نهائيا بعد أن أودع مؤسسها رودي مارن في السجن بسبب إدانته في قضية فساد ضريبي. والأكثر إثارة وشبهة عن حقيقة الجامعات «الوهمية» اتضح لدى المصادر سلسلة من القرائن التي تدل على أن عددا من هذه الجامعات من المحتمل أنها تتبع لجهة واحدة، وثبت ذلك من خلال ملاحظة التشابه في جامعات روشفيل وهيل وبلفورد وكورلينز ووودفيلد وآشوود، من حيث الشروط وآلية القبول وصيغ الرسائل البريدية ومفاتيح أرقام هواتف الاتصالات، كما أن جميعها ليس لديها سوى عناوين لصناديق بريدية فقط وشهاداتها ذات تصميم وشكل متقارب، وترسل من دول خارجية إلى العناوين البريدية في الولايات المتحدة ومن ثم تحول إلى الطلاب لتوهمهم أنها صادرة من الولايات المتحدة الأمريكية

أين أعضاء هيئة التدريس

المصادر توغلت في البحث عن قوائم أعضاء هيئة التدريس لتلك الجامعات، إذ كان إجراء في غاية الأهمية، وذلك حتى يتسنى مناقشة أدوارهم ومراجعة سيرهم الذاتية وتواريخهم المهنية وسجلاتهم البحثية، ولكن غالبية هذه الجامعات ليس بها أسماء لأعضاء هيئة التدريس، وبمراجعة الأسماء المدرجة على توقيع نماذج شهادات التخرج ومنها الرئيس المفترض لجامعة بلفورد البروفيسور ميلفيل كرو، لم نجد له أثرا في العالم الأكاديمي سوى اسمه المدرج في جامعة بلفورد فقط، أما بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس في جامعة ألميدا على سبيل المثال، فلم تدرج الجامعة غير ثلاثة أسماء من أعضاء هيئة التدريس، وبعد تقصي الأسماء في محركات البحث لم نجد أي أثر أكاديمي لها أو معرفة من هم بالتحديد، أو حتى أي وسيلة اتصال بهم. إحدى الجامعات وهي جامعة كامبردج للدراسات العليا، والتي لا علاقة لاسمها بجامعة كامبردج الشهيرة، ابتكرت طريقة جهنمية، حيث أضافت أسماء حقيقية لأكاديميين مميزين ضمن قوائم أعضاء هيئة التدريس المدرجين في موقعها الإلكتروني، وانكشفت الحيلة سريعا بعد أن أنكر جميع أولئك الأكاديميين معرفتهم بهذه الجامعة.

اعتمادات أكاديمية مفبركة
الكثير من الجامعات التي تمت مراسلتها والتواصل معها زعمت أنها حاصلة على اعتمادات أكاديمية من هيئات رفيعة السمعة، لأن حصول الجامعات على الاعتمادات تعطي انطباعا عن جودة التعليم وإثبات التزامها بالمعايير الأكاديمية الأساسية، لكن المفاجأة جاءت صاعقة، إذ تبين أن جميع الاعتمادات التي تدعي تلك الجامعات حصولها عليها كانت اعتمادات «وهمية» لهيئات اعتماد مزيفة لا وجود لها، ونستشهد في ذلك على سبيل المثال بجامعة آشوود (Ashwood University) التي تدعي بأن لديها اعتمادات أكاديمية من هيئة تدعى «مجلس اعتماد جامعات الإنترنت» BOUA و «اللجنة العالمية للتعليم عبر الإنترنت» WOEAC، ولكن هاتين الهيئتين مزيفتان ولا وجود لها في الحقيقة كجهات اعتماد أكاديمي موثقة من وزارة التعليم الأمريكية USDE، ورصدت المصادر قائمة من 51 هيئة اعتماد أكاديمي مصنفة على أنها «وهمية»، حسب تقديرات مجلس التعليم العالي الأمريكي CHEA.

مفاوضات الحصول على «الدكتوراه» .. بالنص والصوت

نص المحادثة :

•• ألو.. اسمي دورين أندرسون، أحادثك من جامعة بلفورد من الولايات المتحدة.. كيف حالك اليوم؟

ـــ شكرا على سؤالك.. أنا بخير.

•• استلمت رسالة من مسؤولي التسجيل تفيد أنك تقدمت بطلب الدراسة عن بعد في الجامعة.. هل هذا صحيح؟

ـــ نعم طلبت الالتحاق بالجامعة لدراسة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال.

•• بكل سرور.. السبب الرئيسي في مخاطبتي لك اليوم هو شرح آلية القبول في البرامج الأكاديمية التي نقدمها، بالإضافة إلى طريقة إكمال الإجراءات حتى تنضم إلى الجامعة وتحصل على الدرجة العلمية التي تقدمت إليها.

ـــ نعم هذا ما أريد.

•• هل تقدمت إلى جامعة بلفورد بطلب قبول من قبل؟ وكيف توصلت إلينا؟

ـــ هذه المرة الأولى التي أتقدم فيها للحصول على قبول في جامعتكم، وتعرفت عليها عبر موقع الجامعة في الشبكة العنكبوتية.

•• سأشرح لك الآن كامل تفاصيل البرنامج.. إن ما نفعله بالتحديد هو تقديم عروض أكاديمية إلى الموظفين وذوي الخبرات المهنية المرتفعة ولا يملكون الوقت الكافي للدراسة نظرا لانشغالهم في العمل، هذه الفئة مؤهلة للحصول على شهادات أكاديمية من الجامعة «بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه» خلال 15 يوما فقط، ويستحقونها قياسا لخبراتهم الوظيفية وتجربتهم في الحياة، نحن نقيم حجم الخبرة التي يملكها المتقدم وبحسب مستوى الخبرة تتحول في تقييمنا إلى درجات تقديرية تمنح على أساسها الشهادة الأكاديمية التي تستحقها. ولذلك أود أن أسألك عن التخصص الذي ترغب فيه؟ والدرجة العلمية التي تود التقديم لها؟

ـــ بكالوريوس إدارة أعمال.

•• ما هي الخبرات التي تمتلكها؟ عدد سنوات الخبرة؟ وما هي الشهادات التي حصلت عليها؟ بالإضافة إلى الجنسية التي تنتمي إليها؟

ــ لدي 7 سنوات خبرة في الإدارة لدى دار نشر خاصة بالأسرة، قضيت أربع سنوات في إدارة مبيعات النشر الإلكتروني، ولا أملك من الشهادات غير الثانوية العامة، أما بالنسبة للجنسية فأنا سعودي.

•• رائع.. سبع سنوات خبرة عمل أكثر من كافية بالنسبة لنا لمنحك شهادة الجامعة، وبالتالي فأنت الآن مؤهل للحصول على شهادة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال.

ـــ أنا سعيد لسماع هذا الخبر.. إذن أرسل إلى عنواني الشهادة الجامعية خلال 15 يوما.. ماذا عن معدل التخرج وكشف الدرجات؟!

•• سنوات خبرتك وسيرتك الذاتية كافية لأن تحصل على معدل جامعي عال أقرب إلى 4/4 وسوف يصلك كشف درجات مفصل مرفق مع الشهادة.

ـــ ما هي التكلفة المالية للحصول على درجة البكالوريوس؟

•• أنت من السعودية، فيجب عليك أن تدفع رسوما إضافية لتصديق الشهادة من وزارة الخارجية الأمريكية، ثم تصديق الشهادة من السفارة، وأخيرا توثيق الشهادة من وزارة الخارجية، هذا يكلفك ألفي دولار أمريكي تضاف إلى قيمة الشهادة الجامعية والتي تقدر بـ 949 دولارا أمريكيا «3560 ريالا سعوديا».

ـــ لدي سؤال.. هل بإمكاني التقدم للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه أيضا؟!

•• بإمكانك طلب الحصول على البكالوريوس والماجستير سويا ونمنحك تخفيضا في الرسوم، وبالتالي ستكون التكلفة الإجمالية خمسة آلاف و 948 دولارا، وسوف نمنحك تخفيضا ونخصم 948 دولارا، وبالتالي سوف تكون التكلفة الإجمالية خمسة آلاف دولار فقط، ولكن أود أن أتأكد مجددا كيف توصلت إلينا؟! هل كان ذلك بالبحث في الإنترنت أم عن طريق أحد خريجي الجامعة؟ لأن الأغلبية يأتون إلينا عن طريق توصية من طلاب الجامعة، خاصة أن كثيرا من طلابنا المتخرجين من السعودية وما جاورها من دول مجلس التعاون الخليجي، وبلغ عددهم أكثر من 45 ألف طالب.

ـــ وصلت إلى جامعتكم عبر البحث في الإنترنت وعن طريق إعلانات لفت نظري إليها بعض الأصدقاء.

•• جيد.. لا مشكلة في ذلك سنكمل إجراءات حصولك على الشهادات المطلوبة، سأرسل لك بعض الطلبات الأخرى عبر البريد الإلكتروني «صورة شخصية، صورة جواز السفر، صورة من السيرة الذاتية»، هل لك أن تؤكد لي الآن مسميات التخصصات التي ترغب في الحصول عليها في درجتي البكالوريوس والماجستير؟

ـــ أرغب في الحصول على بكالوريوس إدارة أعمال وماجستير في إدارة أنظمة المعلومات لأنني أرغب أن أتقدم للعمل في مجال التجارة الإلكترونية.

•• ما هو تاريخ تخرجك من الثانوية العامة؟ لأن لديك أحقية تحديد تاريخ التخرج الذي ترغب تحديده لدرجتي البكالوريوس والماجستير.

ـــ تخرجت من الثانوية عام 1999م، وإذا كان لي حرية اختيار تاريخ تخرج لشهادة البكالوريوس والماجستير فأريد ذلك بتاريخ رجعي 2004م للبكالوريوس و 2009م للماجستير.

•• لا مانع إطلاقا.. تاريخ تخرجك في درجة البكالوريوس سيكون 12 أبريل 2004، وبالنسبة للماجستير سيكون بتاريخ 18 سبتمبر 2009، وكل ما يتبقى عليك هو دفع نصف التكلفة الآن، والنصف المتبقي عند إرسال الشهادة.

ـــ هل بإمكاني تأجيل دفع المبلغ المطلوب ليومين مقبلين حتى يتسنى لي تدبير المبلغ، خاصة وأنني سأطلب العون من والدي؟

•• على الرحب والسعة.. إرضاؤك أهم أولوياتي! ( عكاظ )

زر الذهاب إلى الأعلى