محليات

“العروس ” تستعد لوداع أشهر دارجة على ساحل البحر الأحمر

دراجة جدة

صراحة -متابعات : يحمل شهر سبتمر نبأً محزناً لـ«الجداويين» وزوارها، إذ تستعد عروس البحر الأحمر لوداع أحد أبرز معالمها والذي طالما جذب أعين الغادين والرائحين عبر «ميدان الدراجة» وسط جدة، وحمل تساؤلات كثيرة شغلت أذهان الأطفال، خصوصاً حول صاحب «الدراجة» الضخمة، ومن صانعها وكيف تم نصبها في هذا المكان؟ وهى أشهر دراجة على ساحل البحر الأحمر .

برحيل «الدراجة» التي صنعت من مخلفات أول مصنع للرخام في السعودية في عهد الأمين السابق لجدة محمد سعيد فارسي، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر دراجة في العالم، تنضم إلى 76 مجسماً جمالياً إضافة إلى 15 نافورة تمت إزالتها من ميادين جدة، في حين تم نقل 13 مجسماً، وتعرضت خمسة مجسمات جمالية للتلف، وهناك مقترح بنقل 52 مجسماً سواء لقيمتها الفنية أم لفك الاختناقات أم لموقعها المتواري، فيما يجري البحث عن 12 عملاً مفقوداً يصل سعر بعضها إلى ملايين الريالات، مثل مجسم الإصبع لسيزار، ومجسم «لا إله إلا الله» ومجسم النافورة في شارع خالد بن الوليد ومجسم الطيور «الموتوسيكل» في الحمراء، ومجسم السيارات في شارع ولي العهد ومجسم العروسة. واليوم يدخل ميدان «الدراجة» – التي شرعت أمانة جدة خلال الأيام الماضية في إزالته لتنفيذ مشروع جسر تقاطع الملك فهد «الستين» مع شارع الروضة – ضمن الميادين المزالة تيسيراً لحركة المرور، والعمل على تحرير المحاور الرئيسة في الشوارع.

وارتبطت الدراجة العملاقة ارتبطاً وثيقاً بذاكرة المكان، وأرختها عدسات تصوير الزائرين ضمن توثيق مرورهم بمدينة جدة، وبقيت صامدة لأعوام طويلة، ومن حُب الناس للمكان يقول بعضهم: «إنها دراجة أبونا آدم» نسبة لكبر حجمها. الدراجة تدخل اليوم ضمن مشاريع الإزالة لتنال نصيبها الأكبر من «كعكة التغيير» التي طاولت ثمانية ميادين، واحتلت مكانها إشارات مرور وأنفاق حديثة لتفصح عن وجه جديد للعروس المتكئة بخاصرتها على البحر الأحمر.

وإذا كان أول تصور للدراجة الهوائية يعود للفنان التشكيلي الإيطالي ليوناردو دافنشي في نهاية القرن الـ15، ثم الاختراع الفعلي لها بواسطة الفرنسي دي سيفراك في القرن الـ18، فإن التاريخ يثبت أن أهالي جدة صنعوا أكبر دراجة من نوعها في العالم إلا أنها تستأذن مترجلة من مكانها لتصبح طي النسيان وفقا للحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى