المقالات

الوعد مع سعد

ليتهم سابوني بعد ما سبوني :- هذا شطر من بيت شعر ينطبق على حالنا في الخليج إذا حبينا ابتلينا وإذا صادقنا صدقنا وإذا اعطينا  أغنينا  وإذا عاهدنا وفينا وإذا غضبنا عفينا وإذا وقفنا وقفنا وإذا نخونا مشينا . نعم إنها صفات الخليجيين لم تتغير ولم تتبدل . هذا حالنا مع أشقائنا العرب بل هذا حالنا مع بعض أبناء جلدتنا من خونة الأوطان . يقابلون الكرم والطيبة بالجحود والنكران . نحن ومع كل أسف لم نواجه مع الغرب والدول الأسيوية والافريقية ولاحتى مع إسرائيل كما نواجهه مع معظم اشقائنا العرب . فلنعد بالذاكرة للوراء فقط منذ الغزو العراقي الغاشم للكويت . الذي هلل ورحب به ممن كانوا يعتاشون على خيرات الكويت ويعيش أكثر شعوبهم على أرض الكويت بل تأسست لجان مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي على أرض الكويت وبمساعدات الكويت . تراكضوا الى صدام يهنئونه ويطلبون منه التقدم لباقي الدول الخليجية لأنهم يريدون قسمتهم من الغنائم . ليتهم سابونا بعد ماسبونا .  بل بحيلهم وخداعهم ونفاقهم استطاعوا ان يعيدوا علاقاتهم معنا بعد اعلنوا اسفهم وندمهم الكاذب بل استغلوا طيبتنا واخوّتنا الصادقة مقابل الأخوة الكاذبة . كانت رغبات الخليج دائماً هي جمع كلمة العرب واتحادهم وتضامنهم وتفعيل دور الجامعة العربية . لكن ذلك قوبل بالتجاهل واهتموا فقط بمصروفات الجامعة العربية من الجيب الخليجي . ليتهم سابوني بعد ما سبوني . بل تحالف الكثير منهم مع المجوس وعلى رأسهم من يدعون انهم سنه سلف في فلسطين متناسين كل ما بذله الخليج لقضيتهم . نسوا جمع الملك عبدالله رحمه الله لهم بجوار بيت الله الحرام لأصلاح ذات بينهم . نسوا ان الملك فهد رحمه الله هو الذي جعل الامريكان يعترفون بمنظمة التحرير الفلسطينية .  احرقوا صور قادتنا وداسوها تحت اقدامهم . كل ذلك حسداً من عند انفسهم . وليتهم سابونا بعد ما سبونا . ماذا فعل ويفعلون اللبنانيون فتحوا ابوابهم للمجوس واغلقوها في وجه الخليج . قذف وسب ونكران للجميل . نسو من انقذهم وانقذ لبنان بعد الله من الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً بما يعرف باتفاق الطائف. وليتهم سابونا بعد ما سبونا . ماذا فعل اليمنيون التي كانت حياتهم وقيام دولتهم تعتمد على الخليج بذلنا الغالي والنفيس للحفاض على أمنهم واستقرارهم . كنا معتمدين على شخص واحد الشيخ عبدالله الاحمر شيخ قبيلة حاشد ورئيس مجلس النواب وبعد وفاته ضاعت اليمن من ايدينا ثم ادخلونا عنوةً في حرب مستمرة منذ سبع سنوات  لا ناقة لنا فيها ولا جمل فقط نريد الحفاظ على أمنهم واستقرارهم . وليتهم سابونا بعد ما سبونا . المشكلة انهم خبثاء ماكرين مستغلين استطاعوا بمكرهم وخططهم مع المجوس ان يعيدوا علاقاتهم معنا بل وكأن شيءً لم يكن ها نحن نتراكض ونتسابق الى اعادة العلاقات مع العراق والى لبنان وسوريا على أمل اعادتهم للحضن العربي . العراق الذي اطلقت الصواريخ من اراضيه لضرب مصافي النفط في بقيق وارامكو . وكأن شيءً لم يكن . قبل عدة ايام قام النائب العراقي علاء الحيدري بتهديد القنصل الكويتي في البصرة وتهديد الكويت بالحشد الشعبي وهذا شيء غير مستغرب من اذيال ايران. ولو سلمت ايران الحكومة القادمة لنوري المالكي فسترون ما حذرت واحذر منه . في نهاية هذا المقال أتذكر مقولة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير “في منطقة الشرق الأوسط هناك قوى خير وقوى شر ودمار وخراب”. دول الخليج وفي مقدمتها السعودية تسعى دوماً للخير والامن والاستقرار والازدهار ومد يد العون للدول والشعوب العربية وحتى الاسلامية (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وياليتهم سابونا بعد ماسبونا.

 

الدكتور / سعد بن عبدالعزيزالعوده

أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات

٢٠٢٢/٥/٦ م

زر الذهاب إلى الأعلى