محليات

علماء وباحثون في ختام مؤتمر الوسطية والاعتدال يشيدون بجهود المملكة وقيادتها في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ القيم الإنسانية للسلام والتعايش

صراحة- الرياض

أكد المشاركون من العلماء والمفكرين والباحثين  في ختام أعمال المؤتمر الدولي عن “جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية” الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية على جهود المملكة في العناية بالكتاب والسنة، وتطبيق الشريعة، ودعم العلم والعلماء، إضافة إلى جهودها في الدعوة إلى الإسلام ونشر العقيدة الصحيحة، وترسيخ القيم الإنسانية بين شعوب العالم.
خدمة الإسلام والمسلمين
وقال أمين عام رابطة العالم الإسلامي معالي الشيخ د.محمد بن عبدالكريم العيسى إن جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم التسامح والاعتدال والوسطية كبيرة ويشهد لها الجميع في أنحاء العالم، مشيراً إلى الدور الكبير الذي قامت به المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب، ورعاية الحوار الإيجابي سواء في الداخل الإسلامي أو خارجه.
وأضاف د. العيسى أن الحديث عن المملكة وخدمتها الإسلام والمسلمين حديث عن تاريخ مشرف ومزدهر في امتداد زمني حافل، إيماناً منها بواجبها المقدس تجاه هذا الدين، مبيناً أن المملكة منذ تأسيسها وهي على قيم الإسلام الرفيعة سالكه في ذلك هدي الكتاب والسنة النبوية.   
وأشار العيسى إلى أن جهود المملكة في ترسيخ الوسطية والاعتدال يأتي إدراكاً منها على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وداخل المجتمعات الوطنية، ولاسيما في دول التنوع، وكذلك معالجة الفقر والجوع والجهل ومحاربة التطرف، ودعم التعاون بين الحضارات.  
من جانبه قال أ. د. بندر بن فهد السويلم، ضمن البحث المقدم بعنوان حقيقة أهل السنة والجماعة وأثر منهجهم في المملكة والدور الرائد للمملكة في تعزيز الوسطية والتسامح، إن هذا ما قامت عليه المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له بأذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن،  ووفقاً لكتاب الله و السنة النبوية، مشيراً إلى أن منهج أهل السنة والجماعة يركز على عبادة الله وحده ونبذ الشرك بالله والالتزام بالجماعة ونبذ الفرقة والتحزب.  
وتحدث  الباحث محمد الحافظ من دولة غينيا عن تأسيس المملكة ودورها الريادي في قيادة العالم الإسلامي ونشر الوسطية والاعتدال والتسامح في أنحاء العالم، حيث بذلت جهوداً كبيرة في مجال الدعوة ونشر التعاليم الإسلامية في دول العالم، حيث أنشأت الجامعات الإسلامية داخل المملكة وخارجيها وأنشأت وزارة متخصصة في الشؤون الإسلامية والأوقاف وكل هذا يقدر للمملكة في نشر الدعوة السلفية السليمة في أنحاء العالم.   
كما تحدثت د.مريم عبدالله باقازي من المملكة في بحثها حول جهود المملكة في ترسيخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في خدمة الإسلام، حيث حملت على عاتقها نشر هذه الدعوة وخدمة المبادئ التي جاهد من أجلها، مؤكدة أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقوم بخدمة أهداف المملكة وتنتهز كل مناسبة لذلك معتمدة على الله وحدة ثم قادة هذه البلاد في نشر وترسيخ قيم التسامح والوسطية.   
خدمة الكتاب والسنة 
وتحت محور جهود المملكة في العناية بالكتاب والسنة وتطبيق الشريعة ودعم العلم والعلماء، تناول معالي أ. د.عبدالرحمن بن عبدالله السند، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نشأة المملكة على أساس متين، دستورها كتاب الله تعالي وسنة رسوله الكريم، وتشريفها باحتضان المسجد الحرام والمسجد النبوي، والإعلان بأن ملكها خادم الحرمين الشريفين، موضحًا أن السعودية يقع على عاتقها تطهير البيتين العظيمين للمسلمين من الركع السجود وقاصدي الحج والعمرة، وتطهير الدعوة الإسلامية الطهارة الحسية والمعنوية من الأفكار المتطرفة وصولاً إلى الاعتدال والمنهج الوسطي.
واستعرض السند الدعم السعودي للقضايا العربية والإسلامية المتمثل في دعم القضية الفلسطينة في المحافل الدولية، ونصرة الشعب اليمني، مبينًا دور جامعة الإمام محمد بن سعود في استضافة الطلاب الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية من 200 جنسية مختلفة، وتلقيهم العناية والرعاية العلمية والاجتماعية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم حتى تخرج منها أكثر من 70 ألف طالب.
وأشار الباحث المصري د. خالد حسن أبو الجود أبوزيد، إلى الريادة السعودية في العناية بكتاب الله والسنة والنبوية، وكان القرآن أول مظاهرها بعد توحيد المملكة، نصًا وحفظًا ومدارسةً وتطبيقًا، مشيدًا باهتمام الدولة بالتنشئة الدينية الصحيحة التي تجلت في أسرة آل سعود المباركة، حتى أصبح الاحتفاء الرئيسي في مدارس الأبناء هو “ختم القرآن”.
وتطرق د.أبو الجود إلى جهود المملكة في نشر وتعليم القرآن في المدارس والجامعات، ووسائل الإعلام، والمطبوعات، والجمعيات الخيرية، وتنظيم المسابقات المحلية والعالمية، والتطبيقات والبرمجيات التي تخدم النص القرآني، ملقياً الضوء على دور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بكل اللغات، ومنها لغة برايل للمكفوفين، وترجمته، حتى دخل كل بيوت المسلمين في أرجاء الأرض.
بدوره تناول الباحث البنيني سلمان عبدالله أول مظاهر العناية بالقرآن بالقرآن الكريم من إنشاء جمعيات خيرية لتحفيظ القرآن في أنحاء المملكة، وإذاعتي مكة والرياض، وتعليم القرآن تلاوة وحفظاً في المراحل التعليمية المختلفة، وتنظيم مسابقات في تلاوة القرآن وحفظه وتفسيره، وتوزيع المصحف الشريف مجاناً على الحجاج والمعتمرين وزوار المملكة.
وقال إن العناية بالسنة النبوية تجلت في إنشاء قناة السنة التي تبث مباشرة من المدينة المنورة، وإنشاء جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، وإنشاء المعاهد والأكاديميات والكراسي العلمية التي تهدف لحماية العقيدة ونشر سنتها، وإنشاء مركز خدمة السيرة.
وأضاف الباحث أن جهود العناية بالعلم والعلماء ممتدة داخل وخارج المملكة، ومنها إنشاء جائزة الملك فيصل العالمية، وإنشاء المدارس والمعاهد والكليات والجامعات التي وصل عددها 30 جامعة حكومية وأهلية في مناطق المملكة، ورعاية التعليم المجاني في جميع المراحل، و تنوع التخصصات العلمية، وإنشاء الأوقاف لصالح بعض الجامعات كأوقاف جامعة الملك سعود، وابتعاث أبناء المملكة للدراسة بالخارج على نفقة الدولة، وإنشاء مراكز البحوث العلمية والتقنية كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وقبول أبناء المسلمين للدراسة في الجامعات السعودية، وإنشاء المراكز العلمية والمساجد بالخارج، ودعم المؤسسات التعليمية والبحثية الخارجية بالكتب.
وطالب بإصدار دليل يشتمل على جميع جهود المملكة في العناية بالقرآن والسنة، وإبرازها في وسائل الإعلام، وأن تشمل المقررات الدراسية التعريف بهذه الجهود.
وثمَّن الجزائري د. عبدالباقي مهناوي، الدور السعودي في العناية بالسنة النبوية والحفاظ عليها من دعاة الفتنة والضلال، وترسيخ الإسلام في النظام الأساسي للحكم بالمملكة بما يسهم في درء الشبهات والدعاوى المضللة والافتتاء على المملكة.
وأكد تشرنو إبراهيم أحمد باه، من سيراليون، على أهمية التوسع في الجانب الإعلامي، وتعريف الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية بجهود المملكة في العناية بالقرآن والسنة ودعم العلم والعلماء، وإبراز التحديات التي تواجهها من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقها.
وشدد د. محمد الأمين بارو، الباحث من دولة بوركينا فاسو، على الحذر من الوسائل التي تقلل من جهود المملكة في هذا الشأن، مبينًا أن الطعن فيها بداية للطعن في ثوابت الوسطية والاعتدال التي تنتهجها السعودية، ووقف في كلمته على نماذج جهود مجمع الملك فهد لخدمة القرآن، ومجمع الملك سلمان في حماية السنة النبوية الشريفة.
واستعرض الباحث التشادي علي بشر آدم أحمد، دعم المملكة للعلم والعلماء وجهود حماية القرآن والسنة في بلاده، مستشهدًا بجامعة الملك فيصل التي بُنيت ضمن مشروع التضامن الإسلامي، وبات من خريجيها مجموعة من الوزاء والعلماء والمثقفين، وإنشاء المركز الإسلامي الذي اعتنى بالتراث الإسلامي وتطوير البحث العلمي ودعم طلاب العلوم الشرعية.
الدعوة إلى الإسلام ونشر العقيدة الصحيحة
وتناول المشاركون في جلساتهم جهود المملكة في الدعوة إلى الإسلام ونشر العقيدة الصحيحة، حيث تناول معالي الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الانطلاق التاريخي للمملكة العربية السعودية بعلاقتها بالكتاب الكريم والسنة النبوية وتطبيق الشريعة الإسلامية ودعم العلم والعلماء منذ نشأت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، كذلك التكامل بين مصادر الشريعة وأهل العلم في المملكة وما له في مسيرة بناء وتعزيز الأمن في رسوخ أنظمة الدولة والتوازن السعودي للحكام والشعب في الالتزام بشريعة الله في الواقعية والمثالية.
وألقى د. عبدالقادر حسين طحلو من الصومال كلمة تحدث فيها عن جهود المملكة في نشر دعوة أهل السنة وثمارها اليانعة في القارة الإفريقية وعن دور المملكة في تقديم الخدمات للأمة الإسلامية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والإغاثية، وتنظيم المؤتمرات العالمية لمناقشة قضايا الأمة وهمومها، بالإضافة لجهود المملكة في الصومال من خلال دورها الفعال في قضايا الأمة والتعريف ببعض المراكز الحضارية التي أنشأتها مع تسليط الضوء على العلاقة الأخوية بين المملكة والصومال ودورها في رسوخ دعوة أهل السنة في الصومال وانتشار عقيدة السلف فيها ورد الافتراءات الكاذبة والإدعاءات الباطلة.
كما ألقى د. تبديان بن محمد وبدراوغو من بوركينا فاسو ورقة عمل تحدث فيها عن جهود المملكة في نشر الدعوة إلى الله المستمدة من العقيدة الصحيحة وعن العلاقات السعودية مع بوركينا فاسو وتطورها في السبعينات وقبول الطلاب في الجامعات السعودية ونقل تجارب الطلاب في المملكة إلى بلدانهم وجهود المملكة في نشر الدعوة فيها.
بعد ذلك قدم د. سهيل حسن عبدالقادر حسن من باكستان ورقة عمل تحدث من خلالها عن دور المملكة في ترسيخ عقيدة التوحيد في جميع البلدان الإسلامية ونشر الدعوة الإسلامية عن طريق مكاتب الدعوة ورعاية ودعم المملكة للمؤسسات التعليمية من الجامعات والمعاهد الإسلامية.
واستعرضت د. زكية منزل غرابة من الجزائر عن جهود المملكة في نشر الدعوة إلى الله وعن دور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، ودورها الفعال في الأوقاف وخدمة ضيوف الرحمن في العمرة والحج والاهتمام بالمساجد والقائمين عليها.
واختتمت أعمال  الجلسة بكلمة د.علي بن عوض الغامدي من المملكة العربية السعودية تحدث خلالها عن الأبعاد التربوية لجهود المملكة في نشر الدعوة إلى الله تعالى من خلال تعليم الطلاب الوافدين للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعن المنح الدراسية فيها وجهود الجامعة في نشر الدعوة  وغرس القيم الدينية في نفوس الطلاب الوافدين وتوفير جميع الوسائل لخدمتهم.
وفي ذات المحور؛ تناول معالي د. سعد بن ناصر الشثري، المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، دور علماء الدولة في محاربة الغلو والتطرف ونشر الوسطية والاعتدال من خلال بيانات هيئة كبار العلماء التي تجرم الأعمال الإرهابية، وقيامها بتعرية أعمال الإرهاب بلغة واضحة، والرد على الشبهات التي يتم ترويجها للوقوف في وجه هذه الجماعات، وتبيان أنها مخالفة صريحة لمصلحة أهل السنة والجماعة.
وأشار د. عمر بن عبدالرحمن العمر، الباحث السعودي، إلى حقيقة اعتدال الدعوة الإصلاحية والعقيدة السلفية التي قامت عليها الدولة السعودية والرد على خصومها المنفرين منها بلقب “الوهابية”، موضحًا أن أهل الباطل يستخدمون مصطلحات وشائعات لتنفير الناس من أهل الحق، مؤكدًا أن هذه الوسيلة ليست جديدة، فكان يستخدمها الكفار مع الرسول، وليس غريبًا أن يعيد أهل الضلال استخدامها مع الدولة التي قامت على العقيدة الصحيحية والمنهج الوسطي.
وطالب الباحث البوركيني عبدالرحمن شيتو علاوي، بالإكثار من عمل هذه المؤتمرات لتأثيراتها في الفصل بين الوسطية والاعتدال وبين الغلو والتطرف، وأوصى بدعم ترسيخ مفهوم ومصطلح “أهل السنة والجماعة” في أوساط العالم، ودعم القوافل التوعوية ودروس المساجد والمحاضرات الدعوية خاصة في أفريقيا.
وألقى الدكتور سليم الرحمن خان الندوي، من جمهورية الهند، الضوء على جهود جامعة الإمام في افتتاح معاهد لتعليم القرآن في شتى بقاع العالم، مشيرًا إلى جهود المملكة في نشر الدعوة المستمدة من العقيدة الصحيحة في اليابان عبر نبذ العنف والتطرف، ودعم المساجد والجمعيات والمراكز التعليمية التي تتبع النهج الوسطي.
وحذر د. مالك حسين شعبان حسن – من أندونيسيا، من خطورة الانحرافات الفكرية وتبعاتها كمفهوم الخروج على ولاة الأمر، لما لذلك من آثار سلبية على تفريق الأمة، مؤكدًا أن المملكة تسعى إلى جمع شتات المسلمين عبر تبليغ العقيدة الصحية، معربًا عن أمله في عقد مؤتمر مماثل في معهد العلوم العربية والإسلامية بأندونيسيا تحت إشراف جامعة الإمام.
وأوصى الباحث الإيفواري، الدكتور ديارا سياك، بإنشاء مركز إسلامي في ساحل العاج يكون فيه دراسات شرعية تدعو إلى الوسطية والاعتدال، مثمنًا دور المملكة في نشر العقيدة الصحيحة والمحافظة على المنهج المعتدل ونبذ الأفكار المنحرفة والمتطرفة
زر الذهاب إلى الأعلى