المقالات

مسابقة يحلم بها كل شخص : من يوقف هذه المهزلة؟

فكثيرة هي المسابقات التي تعلن ويتم إطلاقها بين الفينة والأخرى، تماما كما هي البرامج التي تقدم بروح التنافسية والمسابقات، مثل من يربح المليون، او برامج التحديات والعائلات، وأيضا مسابقات أطلقت عبر تطبيقات الـ STC وتتبع لهيئات الرياضة او الترفيه، وبعضا من هذه المسابقات كانت تطلق لتكون من خلال المشاركات عبر رسائل الجوال، ومنها على سبيل المثال وهو موضوع مقالتي اليوم، مسابقة اسمها يحلم به كل شخص التي أطلقت من خلال برنامج رياضي شهير  على قناة شهيرة  لزميل إعلامي  ، ورغم تحفظنا على البرنامج من حيث ما يقدم به من ضيوف ومشاركين، وعدم ارتباطهم بالمحتوى الرياضي في بعض الأحيان، كفنانين ومطربات ومشاهير، لكن والحق يقال، البرنامج حقق شعبية لا بأس فيها على مستوى الوطن العربي، وبالتالي تقييمه ليس محور كلامنا اليوم، فالجمهور هو من يحكم إن كان ناجحا او لا.

 

مسابقة يحلم بها كل شخص، امتدت بحيث أصبحت تأتينا رسائل على الجوال، تطلب مننا المشاركة، وكون اسمه يحلم به كل شخص ، جميعا ان لم اخطئ قد شارك فيه، وامر طبيعي ان تشارك وتسجل اسمك ورقم جوالك، وانت ونصيبك، لكن الامر لم يقف عند هذا الحد كمسابقة مشهورة في برنامج مشهور على محطة مشهورة، بل تعدى ذلك الى عمليات خداع وتضليل وايهام الإنسان العادي بأنه قاب قوسين او ادنى من ان يصبح مليونير ويدفن الفقر والحاجة، بل في كثير من الأحيان تكون الرسائل التي تصلنا عبر الجوال، وكأنها اعلان او توثيق ان المرسل اليه قد فاز فعليا، والا كيف يمكن ان نفسر الرسالة التالية والمجاز سيكون باسمي انا: ” طلال بن سليمان الحربي، تم كتابة اسمك على الشيك لتربح المليون، ولا ينقصك إلا ان ترسل رقم 1 للمشاركة”.

 

تخيلوا معي ان مثل هذه الرسالة تصل الى شاب في مقتبل العمر، او رب أسرة يحتاج قوت يومه، او مديون يحتاج من يسد دينه، او امرأة لديها ايتام تصرف عليهم، حجم التأكيد والرسالة نصا وروحا تعطي الثقة ان الموضوع منتهي، وإنك أيها المرسل اليه قد فزت فعليا، وهنا تبدأ عملية الخداع، ويبدأ المرسل اليه بالرد، والرسالة الواحدة تكلف ما لا يقل عن خمسة ريالات، ليكتشف هذا الإنسان أنه قد دفع مبلغ لا يقل عن 200 ريال في لحظات، والصاعقة انه لم يفز، بل تتكرر عليه المحاولات مرة أخرى وبأساليب أخرى جديدة متنوعة، ترجع تغرس في رأس المرسل اليه انه حتما سيفوز، وانها مسالة وقت، وانه لو ضحى بمبلغ بسيط على حساب بيته او اكله او أولاده، فان الخير سياتي، لان الحلم سوف يتحقق.

 

اكتب لكم مقالتي هذه وانا اطالع الرسائل، وحت لو أرسلت لهم توقف، لن يتوقفوا، سيعودون إليك من جديد، بأسلوب جديد، وهذا حقيقة أمر مبهم، لا نعرف كم الأموال التي تجمع، وكم عدد الفائزين، ولماذا هذه الحرية بالإرسال، لا حسيب ولا رقيب، لا امانع ابدا وجود برنامج مسابقات واضح المعالم، شفاف، يعرف المتلقي او الجمهور كيف ومتى سيفوز، ولكن سحب قرعة على رقم جوال بين ملايين المرسلين والمتجاوبين، أمر مريب جدا، واضح ان هناك مستفيدون من ورائه، وواضح جدا أنه أصبح أيضا هنالك مقلدون له كبرنامج مسابقات، فأنت حتى تريد ان تعرف فعليا ما هي فرصتك في الفوز لا يمكن ذلك، كل ما تعرفه انه لكي تفوز عليك المشاركة اكثر، والدفع اكثر، ومن العالم العربي كله.

 

هو سؤال اطرحه وبكل فضول، كما كنا نسمع عن هوامير العقار وهوامير السوق المالي وهوامير الدواء، ليس فقط في المملكة، بل في معظم الدول العربية، فهل لدينا أيضا هوامير المسابقات الوهمية الهوائية؟ هل لدينا حيتان اللعب على حاجات الناس واحلامهم بالثراء والمال؟

 

وللحديث بقية…

 

بقلم / د.طلال الحربي 

الثلاثاء 29 فبراير 2024م 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى