المقالات

مستند حقائق جو بايدن لمجتمع الميم

كما ورد في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 17 مايو لعام 2021 مستند حقائق إدارة جو بايدن-هاريس التي تعمل على نهوض حقوق الإنسان لمجتمع الميم في الولايات المتحدة وعبر العالم وأبدى رأيه البيت الأبيض قائلاً: “يحق لكل فرد التمتع بالكرامة والمساواة، بغض النظر عن هويته أو من يحب أو كيفية تحديد هويته – وسنواصل التعامل مع الحلفاء والشركاء لتعزيز حقوق الإنسان لأفراد مجتمع الميم هنا في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.” وأضاف الرئيس جو بايدن قائلاً: تنضم الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولي في احتفاله باليوم الدولي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية ورهاب العابرين جنسياً وثنائيي الميل الجنسي وتطبّق إدارة بايدن هاريس بثبات المذكرة الرئاسية بشأن النهوض بحقوق الإنسان لمجتمع الميم في جميع أنحاء العالم. برغم من أن منظمة الصحة العالمية وقبل عام 1990 كانت تصنف المثلية الجنسية ضمن الاضطرابات النفسية والعقلية بناء على أبحاث علم النفس ودراسات علم النفس والاجتماع، ففي عام 1920 ورد في بحث سيجموند فرويد مؤسس علم النفس التحليلي (“في بداية الإنسان ازدواجية الميول الجنسية”  وأشار إلى أن جميع البشر يولدون كازدواجي ميول “كالطفل عندما لا يعرف جنسه هل هو ذكر ام انثى” وخلال مسيرة نمو الإنسان ينتصر أحد الجزءان على الآخر) وهذا ما يفسره علم النفس عن أحد الأسباب البيئية للانحرافات الجنسية في كتاب الأمراض النفسية وعلاجها للدكتور حامد عبد السلام زهران  و ذكر الأسباب البيئية وأهمها الحضارة والثقافة المريضة التي أساسها غير سوي واضطراب التنشئة الاجتماعية في الأسرة وفي المدرسة وفي المجتمع، والصحبة السيئة، وضعف المعايير (والمقصد بالمعايير هو الإنسان الطبيعي)، وانتشار تجارة الجنس، الأحوال الاقتصادية وكثرة المحرمات والمحظورات والضلال. من الأسباب ايضاً الأسباب الحيوية: وتشمل الاضطرابات الفسيولوجية مثل خلل الجهاز العصبي الذاتي والاضطراب العصبي، وخلل الجهاز التناسلي، واختلال إفرازات الغدد، والبكور الجنسي أو تأخر البلوغ، ونقص نمو الخصائص الجنسية الثانوية، والبلوغ الجنسي وما يصاحبه من سوء توافق المعلومات والانزعاج والقلق والمخاوف، ونقص التربية الجنسية أو انعدامها. علاوة على ذلك الأسباب النفسية: مثل الصراع بين الدوافع والغرائز وبين المعايير الاجتماعية والقيم الخُلقية وبين الرغبة الجنسية، والإحباط الجنسي، والخـوف من الجنس، واضطراب النمو النفسي الجنسي، عدم النضج الانفعالي والكبت وإخفاق الكبت، واستحالة الإعلاء فالتعلية النفسيّة تُعرف بأنها من أنواع الدفاعات النفسية التي يحاول فيها الشخص التعبير عن الدوافع والغرائز بشكل مقبول اجتماعيًا مثال على ذلك الشخص الذي يميلُ إلى العدوان بإمكانه تحويل هذه الطاقة إلى الرياضة كالملاكمة، وبهذا يكون قد عبّرَ عن نفسه وعن رغباته بطريقة مقبولة و استحالته يعني عدم حدوثه، والنكوص الانفعالي هو الرجوع أو النكوص أو التقهقر إلى مرحلة سابقة من الواجب تجاوزها، والتقمص العكسي وهو الميل إلى تَبني وتقمص شخصية المُهدد، والخبرات السيئة والصادمة، والخبرات الجنسية في الطفولة، وجرعات الخبرات الجنسية الزائدة في المراهقة، والعدوان اللاشعوري، والسيكوباتية هي الشخصية المعادية للجميع، والعادات غير الصحية مثل التهور والإدمان والاعتماد عـلى بدائل، وضعف الإرادة ، والشعور بعدم الكفاءة الجنسية. يضاف إلى ذلك العقد النفسية غير المحلولة مثل عقدة أوديب وعقدة إلكترا وعقدة الخصاء وعقدة البغاء. والضعف العقلي من أهم الأسباب. ’فالمشكلات الجنسية هي أسباب كل المشكلات السلوكية الأخرى’ (انظر مؤلفات عبد العزيز القوصي،1969)

ويقول دوجلاس توم خبير الطب النفسي عام 1968 إن كثير من أشكال الصراع النفسي وأنواع الشذوذ التي نجدها في الكبار والصغار على السواء ترجع مباشرة إلى المواقف والخبرات السيئة في الأمور الجنسية والانحراف الجنسي في علم النفس هو سلوك جنسي شاذ، قد يكون اضطراباً في حد ذاته أو عرضاً لمرض عصابي أو ذهاني. ظهرت كتب ويليام ماسترز وفيرجينيا جونسون عام 1966 و1970 عن دراساتهما وبحوثهما المعملية عن السلوك الجنسي للإنسان بعنوان ‘المثلية الجنسية في المنظور’ وقال ماسترز أن المثلية الجنسية كانت خيارًا يمكن علاجه من خلال ‘علاج التحول’ وهو استخدام العلاج الهرموني لتعديل فاقدي الهوية الجنسية. فضلاً عن تقرير شيرهايت عام 1976 و 1981 عن الجنسية الأنثوية والذكورية حيث يعتمد علاجها بشكل أساسي على أساليب وفنيات العلاج السلوكي.

كيف يتشكل السلوك الجنسي للذكر والأنثى في الدماغ؟ سؤال حاولت دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية الإجابة عنه. ووفق الدراسة، التي نشرتها دورية “ذاجورنال أوف نيوروساينس” The Journal of Neuroscience، فقد توصل الباحثون من خلال تجارب على الفئران إلى الكيفية التي تتطور بها أدمغة الجرذان، والتي تكون مسؤولة في مرحلة لاحقة من دورة حياتها عن تباين السلوك الجنسي فيما بينها. إذ تبين لهم أن الخلايا المناعية، والتي غالبًا لا يلتفت إليها علماء الأعصاب كثيرًا، قد تؤدي دورًا محوريًّا في تشكيل السلوك الذكري والأنثوي لدى حيوانات التجارب. فأر التجارب أو فأر المختبر هي نوع من الفئران يتم تربيتها والاحتفاظ بها لأغراض البحث العلمي والطبي وتعتبر فئران التجارب من أهم وسائل البحث التي يجري قبل استعمال أي دواء للإنسان. وذلك بسبب أن هناك بينها وبين الإنسان تشابه في تشريح الأعضاء، تلعب الفئران والجرذان دوراً بالغ الأهمية في تطوير العجائب الطبية الحديثة. في الحقيقة فإن الفئران والجرذان تشكل 95% من كل الحيوانات المخبرية وفقاً لمؤسسة للبحوث الطبية الحيوية (FBR). للفئران مدة حياة قصيرة نسبيا، ما يجعلها مناسبة لدراسة تطور الأمراض المزمنة . كما أنها صغيرة الحجم ومقتصِدة من حيث رعايتها. والخلايا البدينة (Mast Cells) هي أحد أشكال الخلايا المناعية الموجودة بالمخ، وتُعَد مسؤولة عن تطور الدماغ مدى الحياة، وتشير نتائج الدراسة إلى أن هرمون الأستروجين- يؤدي دورًا رئيسيًّا في تطوير صفات الذكورية في الجرذان يُنشط الخلايا البدينة في الدماغ، وأن هذه الخلايا هي التي تقود التطور النوعي الجنسي للحيوان، قام الباحثون بإيقاف نشاط الخلايا البدينة لدى أجنة الفئران من الذكور، ثم عكفوا على متابعة سلوكهم الجنسي فيما بعد هذه الخطوة، إذ زوجوا هذه الفئران إناثًا في حالة استعداد للتلقيح، وكان من المنتظر أن تتابعهن الفئران الذكور لمعاشرتهن، لكن ما حدث كان مغايرًا لما هو متوقع في الحالات العادية، فلم تُبدِ الفئران الذكور أي اهتمام بالجنس الآخر، بل تصرفوا كما لو كانوا إناثًا مثلهن و من ناحية أخرى تلاعب الباحثون في أدمغة الجرذان الإناث حديثة الولادة وقاموا بتفعيل الخلايا البدينة باستخدام مادة كيميائية محفزة. ووجدوا أن تلك الإناث تبنت سلوكيات ذكورية.  هرمون الاستروجين بالرغم من أنه هرمون أنثوي إلا أنه له اهمية كبيرة بالنسبة للذكور حيث أن غيابه يقلل وظيفة الخصية بدرجة قد تؤدى إلى العقم في الذكور ولذلك تواجده بنسبة صغيرة يتم تخليقها في الذكور لها تأثير في انتاج الحيوانات المنوية وإفراز الهرمونات الذكورة. ولا ننسى عندما صنف علم النفس عقل الإنسان إلى عقل ظاهري وعقل باطني، فالعقل الظاهري هو المفكر والمحلل والعقل الباطني هو القناعات والإيمانات وهذا العقل المفكر عند المثليين تبنى فكرة الشذوذ والميول إلى نفس الجنس، إلا أن هذين الشخصين من نفس الجنس تجد أحدهم يتقمص شخصية ذكر والآخر يتقمص شخصية انثى!!! فالسؤال الوارد الأن عندما تبنوا هؤلاء المثلية للذكور فلماذا تقمص أحدهم شخصية انثى!! وذات الأمر في المثليات من الإناث، نعم هذا يدل أن إيمان العقل الباطني الفطري للإنسان لا يقبل من نفس الجنس ويقبل نقيضه من الجنس الآخر وهكذا نجد المثليين في اضطراب الازدواجية لتقمص الشخصيات. وبعد عالم الطب الضخم في تفسير هذه الاضطرابات من علوم النفس والاجتماع وعلوم المناعة ووظائف الأعضاء تصعد على المنبر منظمة الصحة العالمية في 17 مايو لعام 1990 وتزيل المثلية الجنسية من قائمة الأمراض والاضطرابات النفسية والجسدية!، ولكن المنطقية الإنسانية والمبادئ والقيم ليست بحاجة إلى رأي منظمات لم يتم فحص القائمين عليها نفسياً وعقلياً من الأساس وعليه كان رد اعتبار المملكة العربية السعودية بالرفض وتعتبر السعودية المثلية الجنسية “جريمة” تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، ما عرضها لانتقادات واسعة من منظمات حقوقية. وفي الحقيقة الانتقاد الأعظم من الأسوياء موجة لأمريكا عندما كانت تستطيع استبدال الوثائق التي تدعم المثليين بوثائق أفضل تدعم علاج المثليين. واختم برد وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء السعودي عادل بن أحمد الجبير على وثيقة الأمم المتحدة بعدم الالتزام قائلاً ” سيدي الرئيس إن المملكة العربية السعودية وهي تشارك في هذه القمة وتتوافق مع مخرجاتها وأهدافها، لابد أن توضح موقفها حيال بعض الفقرات الواردة في هذا البيان والتي يمكن أن تُفسر بشكل يتعارض أو يخالف تعاليم واحكام الشريعة الإسلامية، وهنا نود التأكيد على أن الإشارة إلى الجنس في النص يعني بدقة ذكر أو انثى وأن الإشارة إلى العائلة في النص يعني الأسرة التي تقوم على الزواج بين رجل و امرأة وفي حال خروج هذه المصطلحات عن مقاصدها فإن بلادي تؤكد على حقها السيادي الكامل في التحفظ على تنفيذ أي توصيات تتعارض مع مبادئ ديننا الإسلامي وتشريعاته”

 

 

الكاتبة / عهود الغامدي 

زر الذهاب إلى الأعلى