المقالات

” دراويش الاعلام الجديد”

لسبب عائلي بحت 
أضفت سناب أحد المشاهير بتوصية من أختي (سامحها الله) ولسبب تأملي بحت نسيت غرضي من الإضافة بعد أسبوع من المتابعة “الغير شيّقة” ليوميات هذا الأخ الكريم، شخص غريب يتعمّد الظهور بمظهر رث رغم ميسوريّة حاله ويلوي لسانه قسرا بلهجة بدوية مكسّرة مطعّمة بألفاظ يتداولها العربان ما قبل توحيد المملكة على ما أظن حتى أني أشك أن تستطيع جدتي فهمها فضلا عن مجاراتها! أقصى مهاراته كيف تختار الخروف (الطيب) للعشاء، ومعظم حواراته مع متابعيه عن الطبخ والتيوس والحطب، وإن تجلى وانبرا للتاريخ بتر أطراف القصص وكسر أبيات القصائد وتناسى أسماء الأبطال! ثم يأتي بعد هذا كله من يطلبه استشارة خاصة لإنقاذ حياته الزوجية أو تعديل سلوك ابنه المراهق أو غيره من أمور حياتية مصيرية حساسة قد يتوقف أمام حساسيتها أعتى المستشارين الأسريين والقانونيين برهة تردد قبل النطق بأي نصيحة أو استشارة خشية أن تزيد الأمور سوءا أو حتى تبقى كما هي دون أدنى تقدم للأفضل.

إن متابعة أمثال هذا الشخص لابد أن يكون لها مبرر، منها أن يكون الإنسان (المتابع) يفتقد الشكل البسيط لرجل البادية في هذا الزمن ويرى في أخينا مثال (ولو كان مشوهاً) لتلك الحقبة، أو متابعة من باب الفضول أو السخرية حتى لا أعلم .

ولكن طلب الاستشارة أمر محيّر لا أجد له أي سبب مقنع سوى أنهم (يطقطقون) عليه، بمعنى استحثاث هذا العقل (السبيّكة) بأسئلة عميقة واستشارات ضخمة ومهمة ومن ثم الاستمتاع بعرضه المسرحي المضحك وهو يوجه الأسر للأساليب المثلى في تربية الأبناء في أجواء الأدغال التي يعيشها، ونصائحه القيمة لحياة زوجية سعيدة تُبنى على ابتعاد الزوجين عن بعضها ما أمكن حتى (لا تضرب السلوك شوط)! حسب منطقه الجهبذ.

الرجل مذبذب فلا هو إلى قال الله وقال رسوله، ولا هو حتى إلى العادات والإرث المجتمعي المتعارف عليه.

هو لا يكتفي بانتهاجه لقوانين مختلقة (من نسج دهائه) لحياة سابقة في أرضٍ ما، بل يسعى بكل جرأة لتسويق هذه القوانين بين ملايين المتابعين والذين أكاد أجزم بأن نصفهم على الأقل يؤمن بمصداقية هذا “الكركتر” كممثل لزمنٍ مضى وسفير لعصر ما قبل الطيبين بعقدين ونصف.

أكثر عبارة يرددها جمهور السوشل ميديا (لاتجعلوا من الحمقى مشاهير) ولكن مع احترامي الشديد بعض المشاهير امتهنوا الدروشة والتهريج لالتقاطكم ليتحولوا إلى أثرياء، وتتحولون أنتم إلى حمقى في سلسلة المتابعة وسلامتكم.

 

 

بقلم / فوزية العتيبي

زر الذهاب إلى الأعلى