المقالات

بوابات بلا حراس

منذ فترة ظهر خبر في مواقع التواصل الاجتماعي و في بعض الصحف الالكترونية عن وفاة كاتب و روائي سعودي، فقد تصدر هذا الخبر الصفحات وأصبح يتداوله الجميع على شكل واسع، حتى أنه أصبح الخبر المؤكد للجميع، لتتضح بعد ساعات أنها مجرد إشاعة غير صحيحة و أن الأديب و الروائي السعودي بخير و عافية، من الوارد دائماً ظهور الإشاعات عن المشاهير و الشخصيات العامة خصوصا فيما يتعلق بالوفاة، ولكن أن تكون صفحات إخبارية إلكترونية يتابعها الملايين من الأشخاص مصدراً للكثير لتأكيد الخبر دون التحقق وحتى ولو بإجراء مكالمة او الاستفسار عن صحته من عدمه فهذه مصيبة كبيرة تذكرنا بالصحف الصفراء سابقاً التي كانت في  التقليدي وكان دورها تلقف الاشاعات دون التأكد من صحتها .

ان اعتماد الجمهور بالوقت الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي و خصوصاً موقع (X) يجعل القائمين على هذه الصفحات بالمنافسة فيما بينهم ، حتى وأن كانت أغلب الأخبار المنشورة في صفحاتهم هي فيما بينهم نسخ ولصق و الفارق هو دقائق معدودة، هذا الشي جعلني أتذكر نظرية الاعلام الشهيرة التي تسمى حارس البوابة، و يقصد بها “كيفية تشكيل الرسائل الإخبارية التي يتم تداولها و إعادة ترتيبها و تفسيرها ، ويجب ان تتوافر فيها خصائص مهمة مثل المصداقية و زيادة الثقة بين مصدر الاتصال و الجمهور، وقوة المصدر التي تم الحصول منه على المعلومة” كان هذا تعريف مبسط لنظرية حارس البوابة، والذي نلاحظ انعدام دورها تماماً في الأعلام الجديد خصوصاً بالمصادر الإخبارية الرقمية ،فهم يعتبرونها معطلة  لسرعة نشر الخبر مقارنة بالمنافسين، حتى و ان كان ذلك صحيحاً فانت سوف تخسر المتابعين و المرتبطين بحسابك الاخباري مع مرور الوقت بصفتك لا تتحرى الاخبار الصحيحة بشكل جيد.

فمهما يكن المصداقية هي أساس أي وسيلة إعلامية حديثة كانت أو تقليدية، لأنك لو خسرتها او أهملتها فسوف تكون في مراحل حرجة، فخير لك ان تصل متأخرا خير من الا تصل ابداً للحقيقة التي يبحث عنها القارئ، وجود حارس لكل بوابة إعلامية حديثة مهم جداً ومع تطور وسائل التواصل بين الناس أصبح الوصول للمعلومة الحقيقية سهلاً مقارنة بما مضى.

ولكن المعضلة ان يكون القائمين على بعض المنصات الإعلامية أشخاص غير متخصصين او متمرسين بشكل كبير يجعلهم مؤهلين للعمل الاحترافي الذي نصبوا اليه والذي يجعلنا غير متحمسين للتطوير ومواكبة مصداقية اخبار الانترنت.

 

ملحوظة : (كتبت هذا المقال بعد فوضى خبر الوفاة، ولكني نسيت نشره…وهذا يعتبر تأخرا مني غير مقصود، ولكن المقالة لا تحتاج الى حارس بوابة لأنها مجرد رأي) .

 

الكاتب / ابجاد النافل

السبت 06 يناير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى