المقالات

عذرا رمضان

من المعلوم أن شهر رمضان كغيره من شهور السنة من ناحية التقويم والأيام إلا أنه يختلف عنها بالمزايا التي اختصه الله بها من الصوم والقيام وليلة القدر والعبادة والذكر وغيرها من الأمور الشرعية المعلومة ، وإذا نحونا برمضان إلى ناحية أخرى قد تكون خافية أو مهملة من الكثير مؤخرا ألا وهي الناحية السلوكية ، فرمضان ليس شهر عبادة فقط كما يعتقد البعض ، وإنما أيضا شهر إصلاح وتهذيب وسمو بالنفس وتقويم للأخلاق وحسن معاملة مع الآخرين ، مسلمين كانوا أو غير مسلمين .

 

إن الغاية الأسمى من الصوم – إضافة إلى كونه عبادة فردية – هي تعويد النفس على الصبر أمام كل ما من شأنه استثارة الغضب ، وهذه معضلة يخفق الكثير في الصمود أمامها ، فنرى مواقف معيبة ومحزنة تقع في أماكن عامة وتتناقلها وسائل التواصل لتعكس عنا صورة سلبية أمام متلقيها من غير المسلمين ، بينما تحاول جاهدة في الجانب الآخر صورة أخرى لإفطار صائم في نقل الصورة الإيجابية للفرد في رمضان ، وليت الصورة تقف عند مواقف المشاحنات بل تتجاوزها إلى سلوكيات أخرى لم يستطع الصوم القضاء عليها داخل بعض النفوس ، حيث أنها تتعمد بتصرفاتها مضايقة الآخرين عندما تقف بسياراتها في وسط الشارع أو يساره بحجة إدراك الصلاة ، ويتجاوز غيرهم عندما يقوم بخلع نعليه أمام باب المسجد تاركا الأرفف المخصصة لها فارغة ، لينتج عن ذلك تشوه بصري ومضايقة للآخرين وسلوك مشين لاينبغي أن يصدر عن مسلم يستشعر قول نبيه صلى الله عليه وسلم ( .. وكف الأذى .. ) فهل ستقبل عبادة أجرها فردي على حساب سلوك أذاه جماعي ؟

 

يجب علينا جميعا أن نعلم أن رمضان ينمي ويربي فينا السلوك الأمثل في حسن التعامل مع الآخرين وعدم إيذائهم واستغلاله لإصلاح سلوكياتنا التي قد نراها أمرا معتادا بينما هي من السلبيات التي قد تؤثر على صيامنا من حيث لانعلم ، لذلك معذرة إليك يارمضان فبعضنا يظنك شهر صوم فقط ولست مدرسة أخلاق وتهذيب وإصلاح أيضا .

 

الخاتمة :

هل سيأتي رمضان القادم وقد أصلحنا سلوكياتنا قبل عبادتنا ؟

 

بقلم / خالد النويس

الخميس  11 أبريل  2024 م .

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى