مباراة الاتفاق والاتحاد

* مباراة الاتفاق والاتحاد ظهرت بمستوى جيد وحضر بها التكافؤ كثيرا، الاتفاق الفريق الذي طل هذا الموسم بمظهر مغاير عن الأعوام الماضية نظير وجود جهاز فني مميز وتوفر له عناصر أجنبية ومحلية عالية الجودة، في المقابل الاتحاد يعاني من غيابات وإصابات مؤثرة ومفصلية ومع ذلك قدم مباراة جيدة وكاد يخرج منتصرا ، إجمالا عدم الخسارة  من بعد إقالة نونو سانتو تنم عن تحمل اللاعبين للمسؤولية كما يجب وينبغي تماما، في المباريات القادمة والاستحقاقات الأخرى سيكون للجهاز الفني الجديد بقيادة غاياردو بداية بصمة فنية تتناسب مع العناصر المتاحة تماما، الوقت هو الذي سيكون الفيصل في الأمر.

*  دائما وأبدا في لعبة كرة القدم هناك لاعبون مؤثرون مرجحون ويعملون الفارق المرجح باستمرار وحاليا بدوري روشن السعودي نلاحظ اللاعب العالمي الفذ كريستيانو رونالدو يقوم بذلك بكل جدارة وبراعة وشغف وكأنه ابن العشرين عاما وهو شارف على الأربعين عاما، نموذج ذهبي في العطاء المتزايد وحب الانتصارات بشكل متوقد باستمرار، نتمنى رؤية بقية النجوم بنفس حماسه وحرصه وعشقه للانتصارات، حتى نرى التنافس أكثر قوة وإبداع وشراسة والمستفيد دوري روشن السعودي رياضتنا السعودية العالمية دائما وأبدا.

*  حينما تعشق فريق سواء محلي أو عالمي لا يعني أن تسيء للفرق المنافسة الأخرى وتقلل منها بأساليب مضللة فاضحة، بل العشق هو ظاهرة حضارية راقية لا ترتبط بالإساءات نهائيا، لذا من المفترض علينا جميعا بأن نعشق فرقنا وأنديتنا بكل الأساليب الحضارية الراقية وألا نتعدى على الآخرين بأي حال من الأحوال.

* أي مباراة في لعبة كرة القدم تقوم على عدة عوامل منها : إيجاد الهوية الفنية عالية الجودة بكل ما تعني الكلمة من معنى من حيث جودة التكتيك والأساليب المتنوعة التي من المفترض بها عوامل الترجيح متوفرة بشكل أساسي باستمرار وفي مقدمتها الاستفادة من الكرة الثابتة والمتحركة كما يجب وينبغي تماما، لاسيما وأننا نشاهد الآن بدوري روشن السعودي عدد مهول من تنفيذ الكرة الثابتة والمتحركة بأساليب عشوائية مكررة وبالتالي الاستفادة تكاد تكون ضئيلة جدا، متى ما حضرت الاستفادة منها بنسبة عالية ستشكل نقلة نوعية عالية في نتائج أي فريق ينشد الانتصارات المتتالية، أيضا استغلال الفرص المتاحة السهلة كما يجب تماما بكل حضور فني وذهني في آن واحد باستمرار، كذلك عدم ارتكاب أخطاء في التمرير أو مخالفات قريبة من المرمى، احترام أي منافس مهما كانت قدراته وامكانياته، العمل على التفوق في المواجهات الثنائية التي تعمل الفارق المرجح في أوقات التكتلات لبعض الفرق في الخطوط الخلفية، تكامل الأدوار من أولويات وأساسيات الهوية الفنية لأي فريق، التداخل في الأدوار ينتج عنه خلل ومن ثم إخفاق للأسف، إجمالا الالتزام بعوامل الترجيح وتنفيذها كما يجب وينبغي تماما هي من تكفل مواصلة الانتصارات دونما تعثرات بشكل مستمر والشواهد كثيرة وماثلة للجميع  .

*  رفع أسعار التذاكر بشكل مبالغ به وتحديدا في مباريات نادي الاتحاد السعودي إذا كانت خارج أرضه، تلك المبالغة في قيمة التذاكر بشكل ارتجالي من المسؤولين بتلك الأندية، لأن تفكيرهم الدخل المادي فقط دونما النظر في ظروف أولئك الجماهير  ومعاناتهم المادية لاسيما وإن الغالبية العظمى هم طلاب مدارس وجامعات، تلك المعاناة تتصاعد للأسف من مباراة إلى أخرى وبالتالي قد يتسببون في نفور الجماهير من المدرجات نهائيا، وذلك لا يخدم توجه الحراك الرياضي لدينا في وطنا الغالي المملكة العربية السعودية وبالتالي ياليت إيقاف تلك القرارات الارتجالية وعمل قيمة موحدة لتذاكر لتكون سهلة وفي متناول تلك الجماهير صاحبة الدخل المحدود، كلنا أمل في الله سبحانه وتعالى ثم في المسؤول الغيور على رياضتنا السعودية لحسم ذلك الموضوع في أسرع وقت ممكن  .

* مباراة الهلال والنصر منتظرة ومن المتوقع بأن تظهر في قمة الروعة والإثارة لما يضم الفريقين من عناصر أجنبية عالية الجودة، ومن المتوقع أن تكون حافلة بالأهداف نظرا  لوجود عناصر متعددة تجيد التهديف بأساليب متنوعة مبهرة، لذا الكل ينتظر تلك المباراة على الأحر من الجمر للاستمتاع إلا جماهير الناديين سيعشون حالة توتر وقلق قبل المباراة، وبعد المباراة المنتصر سيعيش نشوة الانتصار بكل التفاصيل، والخاسر سيعيش معاناة مع ألم الخسارة وفوقها طقطقة لن تتوقف، فعلا : مباراة ستحفل بكل الأحداث التي ستفوق كل التوقعات ، كونوا في الموعد  .

* المدير الفني لأي فريق يضع كل عوامل التفوق لفريقه ولكن الفارق بين فريق وأخر جودة التنفيذ من قبل أولئك اللاعبون، من ينفذون بكل براعة واقتدار وإتقان هم الذين سيحققون الأهداف المرجوة المنتظرة كما يجب وينبغي تماما، والعكس تماما الذين لا ينفذوا تلك الأفكار والطرق والأساليب كما يجب وينبغي تماما لا يحققوا الأهداف المرجوة المنتظرة نهائيا، كل ذلك مشاهد وماثل أمامنا باستمرار.

الكاتب الرياضي / حمزة السيد

25 نوفمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )