المقالات

مراوغة السياسة الأمريكية

عندما نطّلع على السياسة الامريكية وتاريخها منذُ الازل نجد ان السيناريو يتكرر كل عام تلو الآخر تحت مسمى حقوق الإنسان او”الإنسانية” لابسين ثوب الإنسانية وما في الداخل عكس ذلك تماماً كما لبست ايران و الاخوان وداعش والمشردين “المعارضين” بالخارج ومن على شاكلتهم شراع الإسلام والإصلاح تحت مسمى نصرة الدين والمسلمين والبلاد والإسلام والدين بريءً من أفعالهم فما تخفي نواياهم عكس ذلك فالهدف من كل ما يقومون به من أفعال هو التولي على السلطة وتحقيق ما في أنفسهم من طموح وليس هدفهم هو الإصلاح والمساعدة الانسانية!.

 

أهداف السياسة الأمريكية:

 

تهدف السياسة الأمريكية منذُ الأزل على عدة أشياء من أهمها هو التركيز على مكانتها العالمية واستغلال نفوذها في ما يخدم أهدافها ولو دعى ذلك الأمر لتضّحية بالقيم والمبادئ والإنسان فهي من يزرع الأحداث وتنتشر الرعب فتسبب عدم الاستقرار ومن ثم تظهر للعالم أن هذا الحدث اصبح أزمة تسبب قلق على الأمن في العالم ولابد من وجود رادع وحل لهذه الازمة وبالتالي هي من تمتلك مفتاح الإطفاء لهذه الشرارة التي أوقدتها فتظهر أمام الملاء بثوب ذلك البطل الذي يخرج الناس من أزماتهم وينصرهم حتى يلج في أذهان العامة بأن هذه الدولة صالحة وتسعى للحفاظ على الأمن والسلم والمحافظة على أرواح البشرية

فعندما نرى الشوارع في أكثر من ولاية في الداخل الأمريكي مشردين لا مأوى لهم ولا عيشاً يقوّم صلبهم ولا لباساً يليق بقيمة الإنسان الحقيقي فعند إذاً ندرك تماماً ان ما تقوله أمريكا عكس ما تفعله وعندما نرى العنصرية المقيتة في الداخل الأمريكي وعدم ردع ذلك وترك الحبل على الغارب وعدم سن قانون صارم يؤدب جميع الأطراف بالداخل الأمريكي عندها أتساءل ويتساءلون العالم اين الانسانية والضجيج بها في كل منبر إعلامي وقمّة ومؤتمر وعندما نرى السكوت وعدم ردع العدوان اليهودي على اطفال ونساء الفلسطينيين والمسلمين في الهند وبورما وغيرها نعرف جيداً ان الانسانية فقط اخذتها امريكا كما اخذتها “إيران” سد ذريعة لنيل اهدافها كما لا ننسى ولا ينسى العالم ما قامت به امريكا من هجوم وقتل الابرياء وتدمير الموارد والاقتصاد في العراق حسناً اين الانسانية والحفاظ على حقوقها؟ انها ثوب امريكا منذُ الازل كما اخذو الاخوان والدواعش اخزاهم الله الدين الاسلامي ثوباً لهم للوصول لأهدافهم والتمكن من السلطة والتوسع في نفوذهم!.

 

الحزب الديمقراطي في أمريكا وتصريحات بايدن ومناصريه:

 

هذا الحزب قائم على منهجية الحرية المعاكسة للفطرة السليمة والقيم الإنسانية التي يتحلى بها كل إنسان طبيعي سواءً على ملة الدين الإسلامي او على اي مذهب اخر فالاستقامة في العقل والمنطق والسلوك هو الاعتدال الذي يحيط به مناط الانسانية الحقيقي فالحزب الديمقراطي عندما يتولى الرئاسة في الولايات المتحدة على الفور يبحث عن الأراضي الخصبة التي يستطيع ان يزرع فيها البذور التي يرى ثمارها فلا يستطيع أن يؤسس هذه البذور إلا باسم الانسانية والحرية المعكوسة في الواقع فعندما نرى ونسمع مثل التصريحات التي صدرت من الرئيس بايدن وحزبة خلال الايام الماضية والتي كانت تصدر من الرئيس بايدن منذُ ايام الترشيح في الحقيقة لانستغرب ذلك فكان الهدف من ذلك هو كسب الأضواء تحت شعار الانسانية وسوف نعاقب وسوف نتخذ وسوف نفرض كذا وكذا ويستغل نقاط تحريك مشاعر الشعوب على قضية اخذت مجراها القضائي وكل هذا لوصوله إلى الكرسي فقط ليس يهمهم ذلك الضحية او ذلك الانسان فغير هذا الانسان الاف الاشخاص الذين اصابهم ما اصابة في الداخل الامريكي و بأبشع الصور ولم تفتح ملفات تلك القضايا اذاً قضايا الانسانية مخصصة لشعوب دون اخرى؟ كما جاءت تصريحات بايدن والتي تشير بوضوح بإلقاء اللوم على السعودية بعد صدور قرار أوبك بلس بتخفيض الإنتاج علماً ان القرار الذي صدر بإجماع دول منظمة اوبك بلس ومن ضمنها السعودية ولكن يتضح ان هذه التصريحات والتوتر الذي يحصل في البيت الامريكي تجاه السعودية سببه امرين الاول قرب موعد ترشيحات لنصف المدة المتبقية من مدة رئاسة بايدن وحزبه والثانية نعلم جميعاً أن الولايات المتحدة بالتحديد وغيرها من الدول كثير يشغلها الرؤية التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد حفظة الله والتي هي عبارة عن نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية قوية ومميزة وجديدة في المملكة والتي تشكل بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية حدث مزعج قد يتسبب في تقليص حجمها في الشرق الاوسط او دورها واهميتها مما يعتبر خسارة سياسية واقتصادية كبيرة في الدخل الامريكي وتقليل نفوذها في المنطقة ومن اهم النقاط التي جاءت في الرؤية والتي لا تتمنى الولايات المتحدة تنفيذها في المنطقة هي تصريح سمو سيدي ولي العهد حفظة الله في وجوب ان تكون المملكة العربية السعودية من تقوم بالتصنيع العسكري والتصنيع المدني الذي يكون فيه جانبين الاول لحماية البلد والاعتماد على انفسنا و الاستغناء من شراء الأسلحة والطيران الحربية والثانية التصنيع المدني وهو كا صناعة السيارات وغيرها من المصانع التي تعود بالفائدة العظيمة لقوة الإنتاج المحلي وتطويره ودعمه مما يساهم في قوة اقتصاد الدولة والذي تهدف السعودية بعد ذلك لتصدير وبيع انتاجنا الفائض لدول العالم وهذي بحد ذاته قفزة نوعية مميزة مما يسبب قلق الامريكان وغيرهم من الدول التي كانت تفرض نفوذها وتستغل اغلب الدول في انتاجية السلع العسكرية الحربية على وجه الخصوص وباقي الصادرات على وجه العموم وكما ان الرؤية هدفت على تحول اعتماد اقتصاد المملكة من دولة نفطية بحته إلى دولة تعتمد على أوجه اقتصاد مختلفة كالسياحة والزراعة والضرائب والثروة الحيوانية والمعدنية والاستثمار في مجال الطاقة الشمسية واستغلال كل ما يؤدي الى تطوير المنطقة وجلب العائد المالي لقوة اقتصاد الدولة مما يشكل قوة اقتصادية جديدة في المملكة حيث ان هذا التغيير والقوة القادمة في الشرق الاوسط سوف تغير وجه الخريطة في العالم بأذن الله مما يجعل المملكة دولة عربية تستحل مركزاً متقدم في اغلب المجالات فتصبح واجهة للعالم وصاحبة كلمة ونفوذ واسعه جداً اضافةً الى كل ما تسعى له المملكة اليوم من تطور وتقدم ينافس المكانة العالمية فالمملكة ايضاً صاحبة ايادي بيضاء شملت خيراتها الشرق والغرب المسلمين وغير المسلمين مما يجعلّها القبول والحض والرفعة امام الله سبحانه وامام المجتمع الدولي والعالم بأكمله فالمملكة تجدها الدولة المعتدلة الداعمة لكل ما يخص الانسان والانسانية وتحترم شؤون الاخرين ولا تقحم نفسها في مالا يعنيها بعكس سياسات اغلب الدول وكل مانحنُ فيه اليوم و لله الحمد بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل هذه القيادة الحكيمة حفظها الله فلا يخفى على الجميع ان القائد الناجح دائماً يغير منه منافسيه على القمة مما قد يتسبب في ذلك تصرفات حمقى فالواجب علينا جميعاً كا سعوديين على وجه الخصوص واي عربي شريف ان نقف وقفة الرجل الواحد المخلص الصادق الأمين في سبيل حماية وطننا ومقدراتنا وولاة امرنا ايدهم الله وبالأخص يجب ان ندافع عن قائدنا الملهم وعرّاب الرؤية الذي بفضل االله ثم بفضل عزيمته وطموحة الذي امتزج بالتفاؤل والشجاعة و الأمان التام بالله ثم بشعبة نحنُ اليوم نعيش متصدرين في القمة، سيدي ولي العهد حفظة الله نعمة لنا من الله نحسد عليها اليوم واعلم اية القارئ ان ما قدمة ولي العهد من نهضة وحضارة وتطور في المملكة شيءً مدعاة للفخر و سوف يسجله التاريخ ويحفظه الشرق والغرب.

 

 

الممثل النظامي والكاتب الصحفي

فهد بن سهل آل جبر المصارير

للأطلاع على مقالات الكاتب ( اضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى