الدكتور صالح اللحيدان : على التربية مراجعة درس الجهاد لطلاب المتوسطة

صراحة – متابعات :
اعتبر المستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان، أن الآيات الواردة في درس الجهاد من مادة الفقه لطلبة المرحلة المتوسطة «مجملة تحتاج إلى تصحيح»، داعياً وزارة التربية والتعليم إلى عرض هذا الأمر على متخصصين في الفقه الشرعي الدقيق الذين يعرفون ضوابط الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والعام والخاص والمتقدم والمتأخر.
وقال اللحيدان : «بعد أن عرض عليّ منهج الفقه بصفة شخصية وجدت أنه من الضروري إعادة تصحيح بعض ما ورد فيه، وأن تعرض المواد الشرعية والثقافية فيه على اختصاصين لوضع الضوابط، لأن الذين يقرؤون المادة من غير الطلاب تكون لديهم تساؤلات عن سبب هذه الأدلة، وكذلك لم تذكر آيات الدفع والطلب، ولم تورد كثير من الأحاديث وتم الاستدلال بآيات منسوخة كقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة»، ونسخها قوله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله». وكذلك قوله تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، وهذه الآيات المنسوخة لا يعمل بها شرعاً، فكيف تدرجها الوزارة في المنهج؟».
وأضاف أن على الوزارة توضيح أن الجهاد يحتاج إلى آليات وأن تقدر الضرورة بقدرها، وأن إذن ولي الأمر أمر فرضي، مضيفاً أن الطلاب الذي يقرؤون هذه المادة ستكون لديهم أسئلة ما تجعلهم يتجهون إلى أشخاص لا يفهمون حقيقة الجهاد وشروطه وضوابطه والتي من أهمها إذن ولي الأمر وموافقة الوالدين، فينطلقون من منطلق جاهل أو عاطفي أو متكلف.
وشدد على أهمية أن تعمل وزارة التربية على تعديل هذه المادة، وتفصل شروط الجهاد في شكل واضح ودقيق كما ورد في سورة الأنفال.
ولفت إلى أن المواد الشرعية واللغوية والعمومية من المراحل الدراسية إنما هي حيثيات عامة أو أدلة مطلقة تحتاج إلى مدرس متمكن، أو مكتسبة لمهارة الشرح لأن الكتاب لا يفي بالغرض، ويعطي الأمور المجملة.
وطالب اللحيدان وزارة التربية بإيجاد معلمين متمكنين «لأني رأيت هشاشة في تحصيل طلاب المراحل المتوسطة والثانوية». وأشار إلى أن جهاد النساء ينقسم إلى ثلاثة أقسام، تتمثل في الجهاد التعبدي وهو الحج والعمرة، والجهاد العملي وهو القيام على الأرحام والزوج، وجهاد الاشتراك، مبيناً أنه ثبت في الصحيح أن عائشة وأم عطية وكثير من الصحابيات رضي الله عنهن شاركن في غزوة أحد وبدر وكن يداوين الجرحى ويحمين الأسير، أما مباشرة الجهاد ذاتياً فليس على المرأة ذلك، وفي مجمل الآيات والأحاديث الصحيحة أن جهاد المرأة لا يخلو من هذه الحالات الثلاثة. ( الحياة )