المقالات

انقاذ الأنسان والبيئة الرياض خضراء

الصحراء هي الجزء الغالب في جزيرة العرب والكثبان الرملية على ابعاد ومسافات كبيرة تفتقر إلى الحيوانات والطيور والحشرات التي تعتبر العنصر الرئيسي في نقل بذور النبات من مكان إلى آخر وتلقيح النباتات وامدادها بالعناصر الغذائية من الأسمدة الطبيعية لاستمرار دورة الحياة البيئية التي تعتمد على الغطاء النباتي بشكل رئيسي لتتمكن المخلوقات الحية من التواجد لتساعد على استمرار دورة الحياة بدون تدخل الإنسان. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل من الممكن أن تتحول البيئة الصحراوية إلى بيئة قابلة للحياة البرية؟ الإجابة هي نعم. ولا يقتصر الأمر على البيئات الصحراوية لطالما أن تحرك الفلك والفصول المناخية للعام الواحد مختلفة بظروفها مما تسببت سابقاً لفترةٍ من الزمن بالجفاف الحاد حيث عم الجفاف على أرجاء المملكة وشملت المناطق الجنوبية الجبلية أيضاً (ذات المناخ المعتدل الممطر صيفاً) بقلة الأمطار وجفاف الآبار أدى الى تأثير سلبي على الغطاء النباتي بشكل عام وتسببت فترات الجفاف بموت عدد كبير من الأشجار والغابات حتى تحولت الأشجار من جفافها إلى حطب بلا احتطاب. ومثل هذه الظروف تصيب مناطق مختلفة حول العالم وهنا لابد من تدخل الإنسان في البدء بمطلع الحياة البيئية من بذرة او غرس شجرة والعناية بها إلى أن تبدأ البيئة على الاستقامة في تدفق الحياة البيئية بدون الحاجة للإنسان لطالما أن كثافة الغطاء البيئي سبب رئيسي في الحفاظ على رطوبة الأرض وهدوء الكثبان الرملية وتلطيف الجفاف وركود الرياح المثيرة للأتربة و انخفاض درجات الحرارة  وزيادة معدلات هطول الأمطار “كما أوضح منهجية علم المناخ أن قلة الغازات الدفئية والهباء الجوي سبب رئيسي في انخفاض درجة الحرارة ورطوبة الأرض وازدياد معدلات هطول الأمطار”، فضلاً عن امتصاص الاشجار لشعاع الشمس وامتداد ظلال الأشجار والنباتات على الأرض بحيث تمنع الأرض من امتصاص الحرارة على مدار الوقت حيث أن امتصاص الأرض للحرارة يسبب ارتفاع  الحرارة الجوفية بالأرض وبذلك تشتد حرارة البيئة من السماء بشعاع الشمس ومن الأرض بامتصاصها للحرارة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان بسبب اتجاهين، الاتجاه الأول هو ازدياد مصادر التلوث البيئية كالمحارق والمصانع والمركبات والوقود الأحفوري …الخ والاتجاه الثاني قلة الغطاء النباتي وهو الفلتر الرئيسي الأول لكوكب الأرض بفلترة غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والوقود الأحفوري مثل الميثان، فغاز الميثان من الغازات الدفئية المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة على الكوكب بسبب قدرة هذا الغاز على امتصاص الأشعة تحت الحمراء مما تسبب ذوبان القطبين الذي هو قلب كوكب الأرض لأنه يعمل كمبرد لكوكب الأرض ولُب الأرض ويوازن المناخ والبيئة لتكون الأرض قابلة للحياة ومن المؤسف أن القطبين وصل معدل ذوبانها إلى النصف عن سابق عهدها بسبب ما يسميه الإنسان تطور في استهلاك الغابات لإنتاج الاخشاب واستبدال مساحات شاسعة من الغابات والمسطحات  الخضراء بنخيل الزيت وإنتاج كمية ملوثات أكبر كل عام. ولا يقتصر الأمر على دمار الحياة البرية والمناخية بل ايضاً كان التلوث وقلة الغطاء النباتي وتدهور اتزان المناخ سبب رئيسي في انقراض وموت وقلة الكثير من المخلوقات البحرية التي تعد أحد عناصر الغذاء للإنسان وسبب في قلة الأمطار حول العالم وتراجع إنتاج المحاصيل الزراعية قلة مراعي الحيوان وارتفاع أسعار الأغذية حتى على الطبقات المتوسطة. وعمل الدول على إعادة بناء الغطاء النباتي ومعالجة البيئة هو انقاذ للإنسان والبيئة ومن هنا تنطلق المملكة بالمشاريع لبناء ومعالجة البيئة لطالما إنها مشاريع مثرية وناجحة وتمت بنجاح في العديد من الدول ذات المناخ القاسي، ستحظى المملكة بتطور مناخي خلال السنوات القادمة لطالما أن عمليات الري لجميع ما سيتم زرعة سيصبح أسهل مع محطات الاستمطار الصناعي.

*كما نصت منظمة الصحة العالمية أن 80% من وفيات امراض الربو هم من دول النامية ذا الظروف المناخية القاسية.

 

 

بقلم / عهود الغامدي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى