المقالات

استرداد أم استبداد؟

عندما نرى التقدم التقني في مجال الإتصالات في المملكة نشعر بالسعادة لأنه يواكب التقدم العالمي عطفا على المؤشرات التي يتم الإعلان عنها بين حين وآخر ، إلا أن الواقع الذي نراه من بعض شركات الإتصالات يجعلنا نشعر بالإحباط بسبب سوء تصرفها مع العملاء وعدم تحملها مسؤوليتها في الحفاظ على بيانات عملائها وحمايتهم من عمليات النصب والإحتيال المنظمة والممنهجة والتي تتدثر بطابع الرسمية وتتواصل على مرأى ومسمع من شركات الإتصالات دون أن يكون لها موقف واضح وصارم يحفظ حقوق العملاء وأموالهم .

 

فالكثير منا – منذ سنوات وحتى الآن – مازال يتلقى رسائل إحتيالية تختلف في الصيغة وتتفق في النصب وذلك عندما تدعي وجود مطالبات مالية سابقة لإحدى شركات الإتصالات وأن على صاحبها سرعة التسديد خلال مهلة معينة وإلا فسيدرج اسمه في قائمة سمة للمتعثرين عن السداد، ولكي يكون النصب إحترافيا ومقنعا بشكل أكبر في الوقت الحالي تم تذييل الرسالة بإسم مؤسسة تختص ب(الإسترداد المالي) ويعقبه رقم جوال وهمي إمعانا في التضليل .

 

نحن هنا لا نلوم شركات الإحتيال على ما تقوم به وتستمر فيه ، ولكن نلوم شركات الإتصالات التي لم تتخذ إجراء صارما – رغم معرفتها بتلك الرسائل الإحتيالية والأرقام المضمنة فيها وإمكانية التعرف على المتخفين ورائها وكثرة الشكاوى حولها – لتحمي عملائها من هذا الإسترداد الذي تحول إلى استبداد في انتهاك الخصوصية ومحاولة سرقة الأموال بالباطل ، كما أن اللوم يشمل هيئة الإتصالات والفضاء والتقنية لعدم ممارستها صلاحياتها بالضغط على شركات الإتصالات للقيام بواجبها حول هذا الأمر الذي سيستمر إن لم يجد تدخلا واضحا وملزما .

 

الخاتمة:

رؤية 2030 تعتمد العمل وليس القول فقط ياشركات الإتصالات فهل تستطيعون مواكبتها؟

 

بقلم / خالد النويس

20 إبريل 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى