المقالات

الوعد مع سعد

حرب القمح :- القمح زاد الغني والفقير على حد سواء . القمح سلعه مهمه لا يجوز التفريط فيها او اهمال زراعتها مهما كانت الاسباب . زراعة القمح اهم بكثير من زراعة الفواكه والخضروات . رغيف الخبز اهم للإنسان من اي سلعه أخرى . تقوم المظاهرات والاحتجاجات عندما يرتفع سعر رغيف الخبز . لا نشاهد الطوابير الممتدة الا على افران الخبز . أهم المساعدات الإغاثية هو الدقيق . قد يأكله الانسان جافاً حافاً ويسد رمقه . زكاة الفطر لدى المسلمين القمح هو السلعة المفضلة لإعطائها الفقراء وهذا يدل على أهمية القمح . لم يحسب العالم شرقاً وغرباً حساب انقطاع واردات القمح . الذي لم نكن نعرف أن معظم دول العالم تستورد القمح الروسي والاوكراني  حتى من لديهم وفره في المياه . من يصدق ان دوله مثل السودان سلة غذاء العالم العربي وعلى ضفاف النيل والامطار الغزيرة تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا . أكثر من ٨٠٠ الف طن استوردتها السودان من روسيا واوكرانيا خلال خمسة أشهر( قاتل الله الفساد ) ماذا فعل الفاسدون والمفسدون في مشروع الشيخ سليمان الراجحي لزراعة القمح في السودان الذي جعل السودان يكتفي ذاتياً من سلعة القمح وكان يبيعه بسعر زهيد لا يتجاوز ٨٠ دولار للطن الواحد بينما يباع  بقيمة ٣٥٠ دولار في أسواق القمح وكان يشغل آلاف العمال في السودان  . لقد حاربه الفاسدون وضايقوه ورفعوا الضرائب عليه وطلبوا منه الرشاوى بل وهددوه مما اجبره على ترك المشروع ومغادرة السودان . من يصدق ان مصر ايضاً على ضفاف النيل تستورد القمح اكثر من ٨٠٪؜ من القمح من روسيا واوكرانيا . دول المغرب جميعها تستورد القمح ايضاً بالرغم من وجود الاراضي الزراعية الواسعة ووفرة المياه . دول الخليج ايضاً تستورد القمح لا و بعضها توقف زراعة القمح لاستيراده من الخارج بسبب ان الاستيراد ارخص واقل تكلفه من زراعته . نعم قد يكون ذلك صحيح . لكن ماذا نفعل في حدوث مثل هذه الازمه وتوقف واردات القمح . زراعة القمح اولى من صناعة الالبان التي تستنزف المياه جالون ٢ لتر من اللبن قد يحتاج الى ٥٠ لتر من المياه ناهيك عن زراعة  الاعلاف للأبقار  . وهذا خطأ استراتيجي ترك زراعة القمح السلعة المهمة للإنسان. يجب ان نهتم بالقمح كاهتمامنا بزراعة النخيل . حتى الاوروبيون يجب عليهم زراعة القمح بدلاً من زراعة العنب لصناعة الخمور . العالم مقبل على حروب وصراعات على المياه وعلى الاراضي الخصبة . لولا قوة روسيا الزراعية والصناعية والاقتصادية لانهارت امام هذه الهجمة الشرسة من قبل امريكا واوروبا . في الصين الذي تجاوز عدد سكانها مليار ونصف كل بيت حديقته الخلفية مزروعة بالحبوب والخضار تكفي احتياج سكان المنزل ونحن في الخليج نهدر المياه على غسيل البيوت والسيارات واشجار الزينة . بالرغم من ارتفاع الفواتير التي يشتكي منها الجميع . الزراعة ثقافه قد لا يعي اهميتها الكثير . بل ويستهينون بها ويهتمون بمشاريع قد لا تكون بتلك الأهمية ويصرف عليها المليارات وتهمل الزراعة . رحم الله الملك فيصل عندما قال ( نحن نستطيع أن نعيش على الماء والتمر ) . القمح ثم القمح ثم القمح . أمان من الجوع .

 

الدكتور / سعد بن عبدالعزيزالعوده

أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات

٢٠٢٢/٤/٤ م

زر الذهاب إلى الأعلى